ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 21/04/2012/2012 Issue 14450

 14450 السبت 29 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لم يكد يجف حبر مقالي السابق عن الاتهامات التي توجه للمبتعثين، حتى قرأت عن باقعة أخرى فحواها أنه تم إجبار مجموعة من أبنائنا المبتعثين في أمريكا على دراسة الإنجيل!، وأؤكد لكم -من معرفة عميقة بالثقافة الغربية نتيجة الدراسة والعيش هناك لمدة طويلة- أن الحكاية أبسط كثيرا مما تتصورون، ولذا سأفسر لكم جذور هذه الاتهامات، التي أحدثت قلقا كبيرا خلال الفترة الماضية.

الحكاية ببساطة هي أن بعض أبنائنا سافروا إلى هناك بعد عمليات تعبوية غرست فيهم كره الآخر المختلف، ويتضمن هذا كل حكايات الهجوم المنظم على الإسلام من قبل الغرب، وحرص هذا الغرب على إفساد شبابنا من خلال تلقفهم وإفسادهم، كما تم غرس «إساءة النية» بكل أحد ما لم يكن مثلنا تماما، ونتيجة لذلك صار بعض المبتعثين في حالة «احتقان»، يترقب اللحظة التي سوف يواجهه فيها مبشر ينشد صده عن الإسلام، أو مفسد يحاول جره إلى دروب الرذيلة، فأصبح منسوب «الحساسية» عالياً جداً سواء في الفصل الدراسي أو خارجه.

أجزم لكم أن المسألة برمتها لا تعدو مواقف عرضية كان يمكن تجاوزها، فهي مواقف مر بها جميع المبتعثين منذ خمسين عاما، ولكنها تضخم الآن، وتروى في غير سياقها نتيجة للعوامل التي ذكرتها آنفا. أذكر أن أحد أبرز معلمينا أثناء دراسة اللغة في أمريكا كان يحثنا على الاحتكاك بالناس من أجل تطوير قدراتنا اللغوية، وقد قال مرة «اذهبوا إلى الأسواق، والمقاهي، وحاولوا أن تتحدثوا مع كل من يسمح لكم بذلك!»، ولم نفسر ذلك بأكثر من حرصه على أن نتقن اللغة، وربما أن أحد الطلاب حالياً سمع مثل هذا من أستاذه، فاستنفر، وكتب من خلال الإعلام الجديد، أو اتصل بأحدهم داخل الوطن منذرا بأن أستاذه الأمريكي يحثهم على الذهاب للمقاهي وتناول الخمور، ومن هنا تبدأ فصول الحكايات التي نسمع بها بين الفينة والأخرى.

وقس على هذا حكاية الإجبار على دراسة الإنجيل، فالمسألة -ربما- لا تتعدى أن أحد الأساتذة استشهد بنص من الإنجيل أثناء التدريس، فتم تضخيم الأمر بالشكل الذي سمعناه مؤخراً، إذ لا يمكن أن يتم إجبار أي أحد على دراسة الإنجيل تحت أي ظرف في أمريكا التي نعرفها جيداً، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، ومستعد للمناظرة بشأنه!. وختاماً، دعوني أذيع لكم سراً، فأثناء إقامتي بأمريكا، كان هناك مبشر يلاحقني أنا وزملائي أينما ذهبنا، وكان يقدح بالإسلام بشكل كبير، والمفارقة أن هذا المبشر لم يكن سوى «مقيم مسيحي من جنسية عربية» لغرض الدراسة، فيا للمفارقة!.

فاصلة: «الخطايا توفرك لتقع على غيرك..فلا تشمت».

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
حكاية انحراف المبتعثين!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة