ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 21/04/2012/2012 Issue 14450

 14450 السبت 29 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

منذ شغل العالم العربي والإسلامي بقضايا العولمة، وموضوعات «الأجندات» الخارجية الهادفة إلى تغييرات جذرية في أبنيته الفكرية والتنفيذية على مستويات حياته المختلفة، فقد هانت فلسطين، وتاهت قضيتها، وتراجعت للصفحات المطوية في أبجديات اهتمامه، وكأنها خطة طويلة المدى.. حتى تزيد لقمة إسرائيل منها بل وجبتها التي لا تفتأ تلتهمها ولن تشبع..

وآخر ما يختلف عليه المسلمون هو زيارة الدكتور جمعة مفتي مصر للمسجد الأقصى والصلاة فيه، هذا الاختلاف والرفض لهذه الزيارة من غالبية في داخل مصر وخارجها، على الرغم من أن الصلاة في المسجد الأقصى تعزيز للقضية الفلسطينية والدينية والعربية من أي مسلم تُتاح له هذه الفرصة، وإن كانت لا تتاح إلا لذوي نفوذ..

من هنا, في ظني على الرغم من أن د. جمعة فوض الزيارة للأمر الشخصي، وجردها من الرسمي بصفته كونه المفتي لجمهورية مصر, ويمثلها بوصفها دولة لها سياستها و و و.. إلا أن في زيارته بكل الصفات ما يوجب تأكيد ضرورة الزيارة للمسجد الأقصى والصلاة فيه من جميع المسلمين في حال تحققت لهم هذه الإمكانية، وإن كانت مقننة..

تحديداً في الوقت الذي بات فيه الحلم بتطهير فلسطين من إسرائيل ضرباً من العبث الفكري، والخيال الحالم؛ لأن أكثر من نصف قرن وبمئات الملايين من الضحايا، والأجيال، ومن الحجر والبارود, والسكين, والدم، والصوت, والدموع, وأشلاء الجثث، للإنسان والطير والدواب وحتى الحشرات الطائرة والزواحف, وحتى الزرعات، والشجر والقصائد, والضيعات, والمزارع، والتلات، والسقف، والآبار، وألعاب الأطفال، والأفران, والأرغفة، والعظم، واللحم، والطوب، والحنطة.. كل هذا ولم تتحرر فلسطين, أو تستعِد من الناهبين طمأنينتها، وأرضها، وضحكاتها، وأبواب بيوتها، وسقفها، وحيطانها، ووسائد نومها، وخزانات مياهها.. وأفران أرغفتها..!!

فإلى متى الانتظار..؟

فميل كفة الدعم لها من قوى دولية ذات نفوذ يسري الآن على قرية الكرة الأرضية الصغيرة قاطبة..!!

يستقطب البشر، وما تحتهم، وما فوقهم بما ليس خفياً, ولا خاصاً..

فالاستعمار الآن ليس إسرائيل في فلسطين فقط..

اتسعت مصطلحاته، وأفعاله، ونواياه, وأهدافه، وخططه، وتنظيماته، ووسائله.. ولغاته، ومغرياته، ومجاديفه..!

وإن جاء بلبوسه اللطيف، الجذاب، لكنه شفيف للمبصرين..

فليبق رمق وإن كان خافتاً..

ففلسطين لا بد أن تحيا في النفوس، والعقول، وتعزز، وإن جاء التعزيز بالقلم, والصوت, ومثل هذه الزيارات، وإن كانت خاصة ونادرة.. أو رسمية فارضة.. لكنها صوت وجود..

ذلك حق، ومطلب، وقرع في الآذان بوجود قلوب تنبض بالمكان.. في حقيقة أن المكان رمز الانتماء، والقضية..

فالمسجد الأقصى هدف، يسرى له من تحته أنفاقٌ وتدريعٌ، ومن فوقه دك وتهويد.. في غياب من عليهم الحضور..

فما نقول غير اللهم طهره ونقه..

واجعل الأفئدة تأوي إليه.. وبلغنا سجدة فيه.. آمين.

 

لما هو آت
على هامش زيارة «بعيداً عن السياسة»..!!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة