ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 22/04/2012/2012 Issue 14451

 14451 الأحد 01 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قطار بخاري منهك وضخم، محمل بالركاب المرهقــين المعطـــلين، والمنتظرين الذين أرهقتهم الحياة ولم يبق لهم إلا الأحلام، وأشباه الآمال، حتى وإن كان الواقع قاسيا وصعبا، والتأهيل محدودا وعزيزا، لكن الركاب يحثون القطار على التحرك، بل والتحرك بسرعة للوصول لمنافسة الطائرات النفاثة ومركبات الفضاء.هكذا وجد بعض الممثلين للأحزاب الإسلامية السياسية الفرصة للقفزة الزمنية الموعودة!.

ورغم أن القائد الحقيقي المؤهل يحتاج إلى مواصفات علمية وعملية، إلا أنهم أدركوا أن الركاب على استعداد أن يقبلوا بأي مفوه وبليغ يقنعهم أو يوهمهم بقدرته، بأقل الاستحقاقات الفنية والتقنية والإجرائية والنظامية والقانونية، والدولية، وسكك الحديد والقطارات المتقاطعة معه، واتجاهات السير والمحطات، وما بعدها، والقطارات التي تسير في الاتجاه المعاكس.

الركاب - بعض منهم، وتحديدا أصحاب الأصوات العالية، يصرخون في كل المقطورات يجب أن يتحرك القطار أولا، وعندها سيسلم الآخرون والمنتظرون، والذين لم يقرروا بعد أي قطار يأخذون، وسيقفزون إلى مقاعد الركاب ليكتشفوا أنهم مسيرون لا مخيرون للوجهة التي يريدها أصحاب الأصوات العالية والمعتصمون في ميدان القطار لاستعراض القوة وسط أصوات التكبير بمناسبة أو بدونها.

إنه واقع التيارات السياسية الإسلامية التي ركبت الثورات، وقالت منذ البداية: إنها غير مهتمة أو حريصة على مقعد السائق، لكنها حين وجدت - شمت - أول فرصة تركت كل شيء، ورضخت للسحر.

وحين ظهرت المخالفات الأولية، مثل رخصة قائد القطار المزورة، وان أمه لم تركب القطار أصلا، قام بثورة مضادة لإثبات أن مؤامرة حيكت بليل ضده، رغم أن الإثباتات واضحة مثل شمس رابعة النهار.

قائد آخر، قرر أن ينفتح ويسمح للركاب ببعض ملابس البحر الكاشفة على سطح القطار رغم مخالفاتها الشرعية!، من أجل أن يكسب التأييد السياسي، والفوز بنصرة الأمة لتحقيق القيادة المباركة لخلافة أجداده الذين يدعي أنهم قادوا القطار قبل عصر المركبات البخارية.

الثالث، دعا الركاب للجهاد بالصوت والصورة لمنحه حق القيادة، وان من يعارضه يعتبر معارضاً لإرث الأمة والعادات والتقاليد وكل ما سطرته الأمة قبل القطار وبعده.

الرابع، وجد أن استبعاده عبر شباك القطار قضية خطيرة وتنكر لجهده السياسي وفيها من التجاوزات الشيء الكثير.

وخامس اتهم علماء الأمة وشبابها بخيانة طلته المباركة.

فيما هم جميعا يجهلون القطار وأسراره، وكيف يمكن تحريك هذا الكائن الحديدي الضخم عبر ممرات العالم الحديث، بما فيها الافتراضية، وهمهم ينحصر في كرسي القيادة، وما بعده من تنمية واقتصاد وسياسة تفاصيل لا يعلمها إلا الله..

والحقيقة أن الركاب لازالوا يدققون في مسارات القطار ومؤهلات القائد المناسب للمرحلة، لكن يبدو أن الأحزاب السياسية الإسلامية عجلت بها نشوة الإمساك بعجلة القيادة وكشفت عن أطماعها ومساوماتها وبساطتها-أيضا- قبل أن يكتمل المشهد..

 

مشهد من قطار الرئيس المصري المنتظر؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة