ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 22/04/2012/2012 Issue 14451

 14451 الأحد 01 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

معظمنا يعرف أن العلاقة بين المستفيد من الخدمة ومالكها هي علاقة مرتبكة، لا يحكمها نظام واضح ومحدد وحاسم، ولعل أكثر الأمور التي عاني منها البعض، هي العلاقة بين المؤجر والمستأجر، فإذا كان ما يقارب 78% من السكان هم ممن لا يملكون منازل خاصة، فإن هؤلاء سيدخلون في مثل هذه العلاقة مع صاحب العقار، التي قد تتحول إلى علاقة متوترة حين يعجز أو يماطل المستأجر في دفع قسط أجرة السكن، وكلنا نتذكر كيف كان أصحاب هذه العقارات يقومون بقفل عداد الكهرباء عن صاحب المنزل المتأخر في السداد، مما يجعله وأطفاله يعيشون في ظلام دامس وحرارة لا تطاق، وتتعطل كل أسباب الحياة في هذا المنزل الحزين، حتى يضطر المستأجر إلى السداد أو هجر المنزل وإخلائه!.

لا يمكن أن نلوم مالك المنزل طبعاً في البحث عن حقه بنفسه، رغم تحفظي الشديد على هذا الفعل غير الإنساني، ولكن لو كانت هناك أنظمة دقيقة، ومطبقة فعلاً، تحكم العلاقة بين أفراد المجتمع في شئونهم الحياتية، لما اضطر هذا أو ذاك إلى التصرف بطريقته الخاصة.

السؤال الأهم، ماذا لو كان من وقع عليه الضرر طفلاً ليس له من الأمر شيئاً؟ تذكرت كل ذلك حينما قرأت في إحدى الصحف أن إحدى المدارس الأهلية اضطرت إلى احتجاز التلاميذ الذين لم يسدد أهلهم أقساط الدراسة، في مسجد المدرسة، يقول أحد أولياء الأمور المتضررين: تفاجأت عند زيارتي للمدرسة لمتابعة سير تحصيل ابني العلمي، وعند السؤال عنه، أخبرني زملاؤه بأنه في السجن، ويقصدون المسجد الذي احتجز فيه، ووجدت معه أربعة طلاب آخرين، فاتصلت بعدد من أولياء الطلاب المحتجزين ، وحضروا على الفور إلى المدرسة، وطلبنا اجتماعاً مع المدير الذي حاول أن يداري الأمر بقوله إن ما يحدث هو بطلب من المالك للمدارس، وتبلغ أعمار الطلبة المحتجزين ما بين ثماني وعشر سنوات.

ويمكن أن نسرد الكثير من القصص التي تحدث في العلاقة بين المريض والمستشفى الخاص الذي يعالجه أو يجري له عملية أو تنويم، وما يحدث من سلوك غير إنساني تجاه هؤلاء، فلماذا يحدث كل ذلك؟.. هل يُعقل أن تبقى مثل هذه العلاقات بين أصحاب الخدمة والملاك وبين المستفيدين من المواطنين دونما قانون واضح، يشتمل على نقاط دقيقة، والإجراءات الواجب اتخاذها في تلك الحالات، وتطبيقها دون هوادة أو تقاعس؟.. أعتقد أنه لن يتقدم أي مجتمع دون أن يؤسس علاقات التعامل بين أفراده قانون يحترمه الجميع، ويقفون أمام عدالة تطبيقه بكل طاعة واحترام، وإلا سنبقى نقرأ الكثير من القصص المحزنة والمؤثرة، فهل هناك أكثر إيلاماً من أن يُحتجز تلميذ في الثامنة من عمره في المسجد، كل ذنبه أن ولي أمره لم يسدد قسط الدراسة بعد؟.. وهل هناك أكثر حزناً من طرد مريض من غرفته في المستشفى لأنه لم يبادر بإيداع مبلغ تأمين لسداد مستحقات المستشفى؟.. وهل ننتظر من أطفال يطردون من منزلهم لأن والدهم لم يكن قادراً على السداد؟.. إنها مجرد أسئلة.

 

نزهات
تقنين التعاملات في المجتمع
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة