ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 23/04/2012/2012 Issue 14452

 14452 الأثنين 02 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يقول عبدالله بن عبدالعزيز في مقابلة أجرتها معه الإعلامية باربرا والترز: “المرأة هي أمي.. هي أختي.. هي ابنتي.. هي زوجتي.. أنا مخلوق من المرأة”.

وفي حديث آخر قال - حفظه الله - مخاطباً النساء السعوديات: “من حقكن علينا أن نسعى لتحقيق كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم”.

تأتي هذه الكلمات كالبسلم الشافي على مسامع كل النساء السعوديات اللاتي شعرن من خلالها أن بجانبهن ملك وإنسان ووالد يقف بحزم أمام حقوقهن.. يثق بإمكاناتهن وكفاءتهن, ويحترم دورهن ويثمن مسيرتهن التاريخية في صنع الحضارة والتقدم عبر العصور.

فهو من استعاد للمرأة حقها في المشاركة في الرأي العام حين أراد أن يراها بجانب أخيها الرجل في مجلس الشورى والمجالس البلدية.. وهو من آمن بحاضرها, وتفاءل بمستقبلها, فبنى لأجلها أكبر الصروح التعليمية النسائية في العالم, ورأى فيها ما عجز الآخرون أن يروه, فعينها نائبة لإحدى أكثر الوزارات أهمية في الدولة “التربية والتعليم” وأطلق لها العنان لتحلق باتجاهات الأرض الأربعة طلبا للعلم, من خلال - برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي- مؤكدا أن طلب العلم ولو في الصين ليس حكرا على الرجال.

هذه الروح التي تعبق بالثقة والاحترام.. جاء في مقابلها تصريح لمدير تنمية الموارد البشرية إبراهيم المعيقل, الذي لم يجد حرجا في عمل النساء السعوديات كخادمات في البيوت كما أعلن أن الشركات تخطط لتشغيل السعوديات كعاملات منزليات برواتب يومية أو شهرية مشترطا - جزاه الله خيرا- ألا تقل الرواتب عن 3000 ريال سعودي, إذ سيوفر عليك عناء استقدام خادمات من إندونيسيا وسيرلانكا ونيجيريا وغيرها من الدول ذات الاقتصادات شبه المعدومة والكثافة السكانية الهائلة, وتوظف لديك فتاة سعودية دون أن تضطر لدفع مقدم لمكاتب الاستقدام وتتمرمط معهم.

وهنا أوجه سؤالاً لمعالي المدير.. بعيداًَ عن لغة “ترضاها لأمك؟” فجميعنا يعرف الإجابة لكن بودي أن أسأله.. ما الذي استجد خلال هذه السنوات حتى اضطررت أن تدلي بهذه التصاريح التي تدعو من خلالها المرأة السعودية لأن تعمل خادمة في المنازل؟

ما الذي ينقص دولتنا حتى تعمل نساؤها عاملات نظافة؟ ما الذي يدفع أحد أغنى اقتصادات العالم من عم خيرها القريب والبعيد إلى تأسيس شركات تخطط لتشغيل السعوديات في المنازل؟ لماذا يعجز المصدّر الأول للنفط عن إيجاد فرص عمل أفضل لبناته؟ لماذا وعلى الرغم من ارتفاع الميزانية كل عام بشكل ملحوظ تأتي مثل تلك التصريحات لتؤكد أن هناك خللا وفسادا في مكان ما.. - يدفع ثمنه الشعب واليوم تحديدا “الفتاة السعودية” التي ترعرعت وكبر وعيها وهم يرددون على مسامعها كل يوم أنها الجوهرة المصونة والدرة المكنونة والملكة التي يقود السائق عنها السيارة, ويعمل زوجها دون أن تضطر هي إلى أن تعمل وتخالط الرجال؟!

سؤال آخر يطرح نفسه.. أين رجال الدين الذين منعوا قيادة المرأة السيارة وعمل المرأة ككاشيرة ولعن البعض منهم عمل المرأة في المستشفى والبنوك بحجة أن فيها مخالطة للرجال؟ لماذا لم نسمع أصواتهم الغاضبة المستنكرة لتصريح المعيقل الداعي لعمل المرأة داخل البيوت وهو قمة الاختلاط وذروته؟

أسئلة أطرحها على بعض رجال الدين لدينا الذي حرّموا كثيرا من المهن الشريفة خوفا من مساحات الاختلاط وتبعاتها على مجتمعنا ولم ينطقوا ببنت شفة أمام هذه الآراء المستفزة لمسؤولينا.

لست ضد العمل الشريف أياً كان شكله.. لكني ضد أن تضطر المرأة السعودية أن تكون خادمة بعد أن ضيقوا عليها في كثير من المهن ولم يفسحوا لها طريق الكسب الحلال حين رددوا على مسامعها أنها ملكة ولا شيء أقل من ذلك فتفاجأت بعد ذلك أنها لم تكن ملكة بل مجرد دمية تتقاذفها الظروف والأهواء.

أخيرا.. في الوقت الذي يقوى فيه اقتصاد بلادنا أكثر وتتفتح أمام طريقنا آفاق المستقبل الواعد عبر مشاريع كبرى وجامعات عملاقة.. لم يكن يعنينا الاسمنت والمباني الضخمة بقدر حلمنا بمكانة كبيرة وعظيمة للمرأة السعودية تحفظ لها كرامتها وعزتها وعفتها لا العكس أبداً.

نبض الضمير:

قال صلى الله عليه وسلم: “إنما النساء شقائق الرجال, ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا ليئم”.

Twitter:@lubnaalkhamis
 

ربيع الكلمة
المرأة السعودية.. ملكة أم خادمة؟!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة