ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 23/04/2012/2012 Issue 14452

 14452 الأثنين 02 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في بوابة الحرمين جدة والعاصمة المقدسة مكة المكرمة حالة إنسانية فريدة. أحياء عشوائية يسكنها ملايين المستوطنين الذين وفدوا إلى البلاد خلال العقود الماضية، ولم يعودوا إلى بلدانهم لأسباب تتراوح بين التهجير الجماعي للمسلمين في بورما والاحتلال والاضطهاد الشيوعي لبلدان إسلامية من قبل روسيا والصين. وهناك فئات أخرى لم تعد لأسباب اقتصادية وأمنية لا تزال تعصف ببلدانهم من الأفارقة والأفغان.

هؤلاء يعيشون بيننا بلا هوية. فلا هم بمواطنين بحكم الولادة، ولا مقيمين بإقامات نظامية. وبالتالي لا يستطيعون العمل والدراسة والعلاج ولا حتى الدفن في المقابر. وجودهم مقبول ومرفوض في نفس الوقت، وكان إلى وقت قريب محصور في مناطق لا تصلها الخدمات العامة إلا بطرق غير نظامية ويصعب دخول أجهزة الأمن والدفاع المدني وحتى حملات مكافحة الأمراض المعدية إليها.

وفي السنوات الأخيرة ضاقت هذه المناطق بمن فيها وبدأ التسرب إلى المناطق الأخرى يشكل أخطارا جسيمة. فالجائع والمريض والحانق والمضطر ليس لديه ما يخسره. وزاد الوضع سوءا بالنسبة لهم مشاريع إعادة تعمير المناطق العشوائية، فلم تعد أحياؤهم مدنا خارج المنظومة والنظام، وليس لديهم من التعليم والتدريب وحتى المشروعية ما يسمح لهم بالعمل والحياة الطبيعية خارجها.

كان هذا الملف المخيف العسير على رأس الملفات التي اهتم بها الأمير خالد الفيصل بعد أشهر من توليه إمارة منطقة مكة المكرمة.

واليوم، وبعد مرور أربع سنوات يعلن أمير الحلول والمبادرات الرائدة عن نظام متكامل وشامل لحل هذه المشكلة بتعاون كبير بين جهات مختلفة على رأسها وزارة الداخلية ووزارة العمل ووزارة الشئون الاجتماعية ووزارة البلديات والشئون القروية.

ففي الوقت الذي تزال المناطق العشوائية بكل ما فيها من بؤر الفساد والجريمة والنقص الحاد في الخدمات ويعاد بناؤها من جديد، يتم تصحيح الوضع القانوني للمستوطنين الذين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم بمنحهم إقامات وتوفير دورات تدريبية لهم وتشجيع القطاعين العام والخاص على استيعابهم في سوق العمل كبديل للعمالة الوافدة.. مع العمل على توفير المساكن والخدمات العامة لهم ودمجهم مع المجتمعات المحلية كأعضاء منتجين. وهم أجدى وأجدر من الوافدين بحكم الإقامة الطويلة التي تصل إلى أجيال وكونهم مسلمين وإتقانهم اللغة وتشابه الثقافة والعادات والتقاليد معنا.

ويوم الجمعة الماضي، بشرنا وزير العمل المهندس عادل فقيه في لقاء جمعنا به بتبني وزارته لبرنامج مطروح على القطاع الخاص لتعليم وتدريب هذه الفئات وتشغيلها. وتشمل الخطة تشجيع الشركات والمؤسسات على توظيفهم بمنحهم نقاط مماثلة لتوظيف السعوديين.

كما بشرنا بحل مشكلة أبناء السعوديات بمعاملتهم كسعوديين في سوق العمل، العام والخاص.

بمثل هذا العلاج الشامل والمتكامل الذي تبناه وأداره منذ أربع سنوات أمير المنطقة، نحل أزمة الاستقدام وأزمة الاستيطان في وقت واحد.. ونمرر قطار التنمية على المناطق الأقل حظا والأشد استعصاء على التطوير والتنوير.

اللهم أعن المخلصين ووفقهم وسخر لهم أنصار التغيير والتطوير.. واهدِ معانديه إلى ما فيه مصلحة البلاد العباد. إنك على كل شيء قدير.

kbatarfi@gmail.com
 

«عشوائيات» مكة وجدة ومستوطنيها (البدون)
د. خالد محمد باطرفي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة