ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 24/04/2012/2012 Issue 14453

 14453 الثلاثاء 03 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت قد جلست إلى عدد من المثقفين وأغلبهم (أساتذة) في الجامعة ممن أضافوا لحرف الدال وليس العكس! فهم في غالبهم من أساتذة الجامعة الجادين أصحاب البحوث والدراسات العلمية، وليسوا فقط ممن

حصلوا على الدال ليكتفوا بتعليم وتلقين طلابهم! رحنا نتجاذب أطراف الحديث وطبعاً لا يمكن أن يغلب (دكتور) متمكن ومتخصص في علمه في جذب أطراف الحديث! كان الحديث عن القراءة، تساءل أحدهم لماذا الطلاب سلبيون في (الغالب) وإذا كلفوا ببحث تذمّروا وسرقوا وغشّوا من بعض! فليس لهم أية قدرة ولا رغبة للبحث والفهم! وعندما يُطلب منهم إعداد بحث فإن تجّار البحوث الكامنين في محلات (خدمات الطالب) جاهزون لتغيير الغلاف واسم الطالب ليكون البحث جاهزاً! قال أحدهم بأن الطلاب سلبيون ويتدنّى مستواهم ولا يريدون أن يقرأوا ولا يكتبوا بحثاً، ولديهم ميول للنجاح بأقل جهد! وهم غير طلاب زمان! سألت وما تفسير ذلك؟ فانبرى أحدهم ليقول إن هناك سببين الأول بعض أساتذة الجامعات الذين يقبلون بحثاً جاهزاً ولا يتأكدون من أنه من عمل الطالب، بل إنّ بعضهم أساساً لا يهتم بتوجيه الطالب للبحث كأساس للتحصيل العلمي! ويمنح درجاته للطلاب على وجود البحث لا على مستواه، والسبب الثاني وهو المهم، هو أنّ الطلاب يصلون إلى الجامعة وهم معدومو الرغبة في الدراسة الجادة والبحث، فمدارس وزارة التربية والتعليم لا تنشئ بين طلابها وبين مكتباتهم المدرسية أو ما يسمّى بمصادر التعلُّم ألفة، ولا تدرّبهم على البحث والقراءة! ولو كان للمكتبة والبحث والاطلاع نصيب في المنهج الدراسي للطالب، لدخل إلى قاعات الجامعة وهو محب للقراءة والبحث والاطلاع، وليس نافراً منها معتبراً إيّاها التزاماً وعبئاً يصعب الوفاء به! ولقد ذكر أحدهم وهو الدكتور العالم عبد العزيز المانع صاحب الكرسي العلمي فيما هو يجاذبنا أطراف الحديث، ذكر قصة طريفة تفسر سبب شغفه الكبير بالبحث بل وإدمانه عليه وكيف نشأت صداقته للمكتبة، فقال إنّ أستاذه في بريطانيا نصحه في أواخر أيامه الدراسية هناك، فقال له: إذا عدت للسعودية اذهب أولاً للمكتبة واجعلها مكانك المفضّل، ثم اكتب أي بحث مهما كان مستواه ونعته بالإنجليزية (rapesh) أي بحث سيئ، وسوف تحب المكتبة بعد ذلك ، ولقد طبق هذه الوصية منذ أن وصل للمملكة حتى أنه كان ينام أحياناً في المكتبة! ليخرج إلينا عالماً باحثاً مؤصلاً لم يبع يوماً كتاباً واحداً في سوق الكتب، لكن كتبه العلمية تُرجمت إلى عدّة لغات، ومازال منذ ذلك الحين يبحث ويقرأ ويعلِّم الطلاب كيف يحبون المكتبة والكتاب.

alhoshanei@hotmail.com
 

طلاب الجامعة لا يتعلمون جيداً لأنهم لا يبحثون!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة