ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 26/04/2012/2012 Issue 14455

 14455 الخميس 05 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يعقـد سـنويا في بلجيكا مزاد للطيور يشارك فيه هواتها من جميع أنحاء العالم، وسيشارك في مزاد هذا العام رجل أعمال سعودي ينوي الدخول بحمامة نادرة اشتراها بأربعمائة ألف ريال من مزاد أقيم قبل شهر في أحد المعاهد المهنية في جدة، وبيعت في ذلك المزاد تسعون حمامة بمبلغ سبعمائة ألف ريال.

ويتنقل المواطن الثري بحمامته في المزادات العالمية التي كان آخرها مزاداً أقيم في الصين، حيث وصل سعرها إلى 640 ألف دولار (مليونين وأربعمائة ألف ريال).

ولا تثريب عليه في تلك التجارة أو الهواية طالما أن صاحبها شخص راشد كامل الأهلية، قد كسب المال بوجه مشروع.

ولكن! ألا نتفق على أن هذا النوع من الهوايات المخملية تصرف المرء عن الاهتمام بحياته الخاصة وشؤون أسرته وهموم أمته وتوقف عجلة التنمية بالعمل المجدي؟ مع ما تحمله من المخاطرة بالمال وهدره في غير وجهه والاستهتار به، في الوقت الذي جعله الله قواما لحياة الناس وتســيير مصالحهم.

فلو نفقت تلك الحمامة لخسر الرجل الأموال الطائلة، إضافة إلى أن تلك المزادات لا تصب في المصلحة الاقتصادية، بل هي نوع من العبث وقد توغر صدور الفقراء، في الوقت الذي يشكو معظم الناس في جميع أنحاء الأرض من ضيق العيش وصعوبة الحصول على عمل وانتشار البطالة؛ وبالمقابل تظهر لدى فئة من الأثرياء تقليعات عجيبة للحصول على التميز فحسب! برغم أن مراكز الأبحاث العلمية بمجالات الطب والعلوم والفضاء تشكو من ضعف التمويل وتكاد تتسول لإكمال أبحاثها، ولو صرف بعض الأثرياء جزءاً من أموالهم لدعم تلك المراكز لاستفادت الإنسانية جمعاء.

والحق أن الولع والمبالغة في مزادات الحيوانات بشتى أنواعها ما هو إلا من أبواب اللهو التي لا تنفــع الفــرد ولا تفيد المجتمع. ويسري عليها مزاين الماعز الذي أقيم بإحدى المناطق ووصل سعر الماعز إلى مبالغ هائلة! والعجيب أن كلمة مزاين لا تنطبق إطلاقا على الشكل حيث إن ملامحها قبيحة جدا بحسب ما ظهرت في الصور، وكلما زاد القبح ارتفع السعر.

وليس بعيدا عنها مهرجان مزاين الحمير الذي أقيم بمكناس في المغرب ولكنه لهدف إنساني بحت حيث يرى منظمو المهرجان بأنه رد جميل للحمار الذي طالما خدم الإنسان بصمت، وإعادة الاعتبار لهذا الكائن الصبور، كما ينظر للأمر ببعد فلسفي، بما يشكله الوفاء لهذا الكائن، واختزال الكثير من الدروس والعبر وأن ذلك كفيل بتجاوز العديد من الإساءات والأخطاء البشرية تجاهه.

وربما هذا البعد الفلسفي يتناسب مع الحمير فهل يتلاءم مع الحمام والدجاج؟!

ذكرني ذلك المزاد بالسامري المشهور الذي يبدو أن صاحبه لم يدخله وإلا لما غرد بهذه الأهزوجة!!

حمامة لا جزاك الله بالإحسان

ما أنتيب مني ولا بالخير مذكورة

ذكرتني يا حمام الورق خلاني

وادعيت لي دمعة بالخد منثورة

فهل يصدق المثل الشهير (اللي عنده قرش محيره، يشتري حمام ويطيره) أو يدخل به مزادات الطيور؟!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
حمامة (المزاد)
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة