ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 27/04/2012/2012 Issue 14456

 14456 الجمعة 06 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: سأضرب بالعدل هامة من الجور والظلم. وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين. هذه الأقوال العظيمة من حاكم قلبه يحمل هموماً كبيرة من أجل راحة شعبه، من أهم الأقوال الاستفتاحية لمطبوعات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمعنونة بعنوان يحمل معاني بليغة في رسالتها “ نزاهة “ والتي بلاشك تحارب الفساد بأنواعه برسائلها المختلفة في أهدافها. فالرسالة الأبوية لحاكمنا واضحة ومحددة هي محاربة الفساد، والمستمدة من شريعتنا الإسلامية {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (77) سورة القصص. لأن الفساد كالوباء ولابد من محاربته للحد من انتشاره.وهناك أوجه كثيرة من الفساد أصبحت معتادة لدينا وموجودة أمام أعيننا كشواهد يومية، وبدلاً من محاربتها نصمت أمامها بحجة “ ليس من شؤوننا “ وأن الله سيحاسبهم عاجلاً أو آجلاً! هذا التأجيل في المواجهة لأنواع شتى من الفساد “ كالواسطة التي تحرم المستحق وتعطي غير المستحق، وهي اعتداء على حقوق الغير بدون وجه حق من أعظم صور الفساد المسكوت عنها، وتبعث القهر في النفوس، وتسيء للارتباط الوطني، وترفع نسبة المشاعر السلبية تجاه العطاء الوطني للأسف الشديد! ومن أبسطها وأكثرها إيلاماً عندما يفوز موظف بالمرتبة التاسعة وهو لايحمل سوى الشهادة المتوسطة وزملاؤه في العمل من حملة الماجستير على المرتبة السادسة مع اختلاف سنوات الخدمة! ثم نأتي لأكثر صور الفساد انتشاراً لدينا في المجال الوظيفي كمثال “ الحصول على مكافأة الانتداب دون مغادرة البلد أو المكتب، والحصول على مكافأة العمل الإضافي دون مزاولته، واستخدام أجهزة العمل والمطبوعات والأدوات المكتبية في غير ماخصصت له، واستخدام سيارات العمل في الأغراض الخاصة، وتضييع ساعات العمل في مطالعة الصحف، والمحادثات الهاتفية، ورسائل الجوال “ جميعها فساد يسيء للذمم والهيئة تطالب بالابتعاد عنه، لكن يعتبرها الكثير من الموظفين بأنها حق من حقوقهم المشروعة، ويتنافسون على ممارستها وتقليد يتسابقون على أدائه بدون خجل! يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (27) سورة الأنفال، وممارسة الفساد خيانة لله والرسول والأمانة الكلفين بها، والمصيبة التي تحتاج لوقفة جادة من رئيس الهيئة أعانه الله وأعان بطانته على محاربتها هو الظلم ومن أبشع صوره التعدي على المال العام الذي يعود نفعه على الجميع، وكذلك التعدي على أموال المساهمين في الشركات العقارية بهدف الاستثمار وتحسين مستوى معيشتهم، يقول المصطفى “ اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة “ رواه مسلم. حيث إن هذا التعدي منتشر لدينا ولايمكن تعويض المساهمين المتضررين بسهولة، وأبطال هذا التعدي الظالم يقبعون في السجون سنوات طويلة ثم يطالبون بخروجهم بصك إعسار لعدم قدرتهم على السداد وتعويض المساهمين خسارتهم الكبيرة! إن صور الفساد كثيرة للأسف الشديد، ومنسوبو الهيئة مكلفون بحمايتنا من هذا الفساد، ونحن مطالبون بالتعاون معهم ومنحهم الثقة بالإبلاغ عن مواطن الفساد ومرتكبيه مهما كان مستواه، يقول الحق سبحانه {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (251) سورة البقرة. فلولا أن الله يدفع ببعض الناس وهم أهل الصلاح، أهل الفساد، لفسدت الأرض. وواجبنا الوطني يطالبنا بأن نكون ممن يدفع الله بهم الفساد عن البلاد والعباد، وألانستهين بأي موقف أوصورة تمس أمانتنا بحجة أنها ليست من شؤوننا، فالساكت عن الحق شيطان أخرس!

moudy_z@hotmail.com
http://www.facebook.com/groups/381099648591625/
 

روح الكلمة
النزاهة..رسالتنا إليك!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة