ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 27/04/2012/2012 Issue 14456

 14456 الجمعة 06 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

سنقول لزحمة الرياض التي أرهقتنا ورفعت ضغطنا وعطلتنا وأوقفت مصالحنا وقطعت سبل التواصل بيننا وداعاً وإلى غير رجعة بإذن الله. تفاؤل ضخه في نفوسنا قرار مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي بموافقته على تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة الرياض وربط المدينة بشبكات من القطارات والحافلات، وجاء هذا القرار الاستراتيجي والنوعي نابعا من قناعة القيادة العليا بوجود مشكلات مزمنة تحتاج لحل جذري لا جزئي، وحل شامل يراعي في جزئياته حتى التفاصيل الدقيقة.

قرار مشروع النقل العام في العاصمة الرياض جاء ليحقق حلماً جميلاً ظل يطوف حول منامات سكان المدينة المكتظة حد التخمة بالبشر، وكنت قد كتبت مقالة قبل سنة تقريبا في هذه الزاوية بعنوان”مترو الرياض”وصفت فيه الحالة المرورية المتردية في العاصمة الأكثر نمواً، واقترحت حينها المسارعة بحل مشكلة النقل العام بإيجاد وسائل نقل سريعة مثل المترو والقطارات والحافلات، ولست بحاجة هنا لأعيد الوصف وتشخيص المشكلة، وهي مشكلة قديمة ومتنامية كتب عنها عشرات المقالات. ما أود الإشارة إليه العوائد المنتظرة من المشروع العملاق وهي على المستوى الاجتماعي تبشر بزيادة الترابط والتواصل والتقارب بين الناس إذ شهد التلاحم الاجتماعي تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بسبب الازدحامات التي تستهلك ساعات طويلة من الوقت ما دفع الأفراد إلى تقليل المشاوير وخاصة الذهاب إلى الأماكن البعيدة التي تقع في الطرف الآخر من المدينة، ومنتظر أن تخفف من حدة التوترات والضغوط النفسية، وتمنحنا الأمل بتيسير تنقل العائلات لوسط المدينة وأطرافها وأسواقها وأماكن الترفيه فيها وبما يؤدي إلى زيادة المردودات المالية، وأكد المشروع أن المتوقع بعد التنفيذ توفير 400 ألف ساعة تقضى على الطرق يومياً، وقد يؤدي هذا المشروع إلى حل مشكلة تنقل النساء العاملات، وسهولة تحرك العائلات دون الحاجة للسيارات الخاصة والسائقين الأجانب.

وفي الجانب المروري لعل المشروع يخفي الاختناقات والازدحامات المرورية، ويقلل من نسبة الحوادث ويسهل حركة المركبات داخل المدينة، ويفسح الطرق السريعة والفرعية لسيارات الإسعاف والطوارئ وللعابرين لضرورات تحتم عليهم الوصول بأسرع وقت ممكن. أما العوائد الاقتصادية فربما تعكس نتائج أكثر إيجابية من الحالة الراهنة إذ قد تقلل من التكاليف المادية الناتجة من استخدام السيارات الخاصة، وما يدفع من أموال لتزويدها بالوقود وصيانتها وإصلاحها، وبحسب التوقعات المدرجة في ثنايا المشروع فإنه سيؤدي على مدى السنوات القادمة لطرح أكثر من أربعمائة وخمسين ألف وظيفة جديدة يؤمل أن تشغل بالكامل من الشباب السعودي ونتمنى ألا نفاجأ بإشغالها بالأجانب تحت ذرائع كفاءة الأجنبي وعدم رغبة السعودي بالعمل.

نجاح المشروع الذي يمثل طموح القيادة وتطلعات المواطنين سيكون مرتبطا بدقة التنفيذ وشمولية الرؤية، إذ لابد أن يخدم كافة أرجاء وأحياء مدينة الرياض ليسهل التنقل وكذا الاعتماد الدائم عليه كوسيلة مفضلة، ونشر ثقافة استخدام النقل العام والتي لا زالت متراجعة وطرح أسعار معقولة غير مرهقة للمستخدمين مع وضع شروط صارمة لتملك السيارات بحيث لا يترك الحبل على الغارب لأي وافد لتملك سيارة حتى انتشرت سيارات الخردة في أرجاء المدينة.

ما ننتظره كمواطنين تنفيذ المشروع في زمن قياسي وعدم دخول الجهات التنفيذية بالتسويفات التي عطلت وأخرت الكثير من المشاريع.

shlash2010@hotmail.com
تويتر abdulrahman_15
 

مسارات
وداعاً يا زحمة الرياض
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة