ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 27/04/2012/2012 Issue 14456

 14456 الجمعة 06 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

شاهد عيان

 

7 رجال في انتظار «السياف»

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرس - أحمد الحمياني:

سلب الحرية علقم لا يتذوق مرارته إلا من عوقب به، وبالتالي فإن السجن هو أشد عقاب للبشر رغم تشريعه ليكون جزاء للمخطئين وفرصة لمراجعة النفس والندم.

داخل سجن (الرس) محكومون كثر يتحينون الفرص لسرد مآسيهم علها تجد من يسمعها فيساهم في فك أسرهم.. التقيناهم فأسهبوا في البوح عن أسباب دخولهم السجن متمسكين ببصيص أمل يجدد لهم الحرية ويعتق بعضهم من مقصلة القصاص، ومؤملين كذلك في أن يجد الناس عبرة وعظة من تجاربهم المريرة.

بدايتنا كانت مع السجين (ل.ف.أ/ 30 عاماً) الذي دخل سجن الرس بتهمة القتل العمد، تحسر كثيرا وهو يروي قصته: «كانت البداية خلافاً بيني وبين 14 شخصاً تكررت اعتداءاتهم وملاحقاتهم لي في بلدة العمودة والوسق رغم تهربي منهم، لم أستطع التحمل أكثر من ذلك، نزلت من سيارتي وأخرجت رشاشاً صوبته على مركباتهم لتخويفهم أو إتلاف إطارات سياراتهم لكنه أصاب أحدهم وأرداه قتيلاً».

لم ينس (ل.ف) الذي أشار إلى أنه مصاب بانفصام ويتلقى علاجه بانتظام، أن يطالب بتدخل المسؤولين والوجهاء وأهل الخير لعتق رقبته من السيف، وختم بقوله: «نادم على تصرفي رغم أنه كان دفاعاً عن النفس، وأنتظر الآن بلوغ ورثة القتيل القصر سن الرشد».

رجز الشيطان

«المس ورجز الشيطان هما ما دفعني لقتل أخي».. كادت العبرة تخفي صوت (ع.ح) ذي الأربعين عاماً: «نعم أطلقت 5 رصاصات على أخي.. كيف حدث ذلك؟ لا أدري. فأنا إنسان وحيد بطبيعتي كنت موظفاً ولا توجد علي أي ملاحظة».

استغل (ع. ح) وجودنا معه ليطلب الشفاعة والمساعدة من ولاة الأمر والمسؤولين والأعيان وأهل الخير عند خالته وابنها فهما الوحيدان اللذان يملكان حق التنازل وفك رقبته من السيف.

في عنبر مجاور كان الباكستاني (ذ.ق/40 عاماً) محكوماً بقتل زوجته وأم بناته الأربع ضرباً بسبب حديث الناس عنه.. يحاول جاهداً استعادة الأحداث: «سافرت زوجتي إلى باكستان في إجازة ولم تخبرني. تغيرت شخصيتها وتغير تعاملها معي، كان أحد أبناء جلدتي يعترضها وهناك من قال إنه اعتدى عليها، إلى أن اكتشفت أنه قام بتصويرها أثناء الإجازة في باكستان، فقمت بضربها لتتوفى لاحقاً في مستشفى الرس العام».

ويؤكد (ذ.ق) أن خصومه هم من دمروا حياته، لافتاً إلى أن هناك بوادر حل تلوح في الأفق ربما تكللت بإطلاق سراحه بجهود تقوم بها سفارة بلاده.

استفزاز أحمق

«الاستفزاز وحده هو الذي دفعني لهذه الحماقة».. هكذا قال لي (ع.ع.م) ذو الستين عاماً وعلامات الندم والقلق تسيطران على وجهه، حيث يقضي عقوبة السجن وينتظر القصاص لقتله مواطنا آخر: «تعدى القتيل على املاكي وبنى في ارضي ورغم ذلك كان يهددني. شكوته في المركز فأحالوني للمحكمة الشرعية. واصل تهديده لي وضربني بسلاح ابيض في وجهي الى ان جاء يوم وجدته يبني داخل ارض مخصصة لمصنع البلوك التابع لي. تملكني الغضب فأطلقت عليه الرصاص وأرديته قتيلا ثم سلمت نفسي للمركز. والآن أطلب الشفاعة من أهل الخير لعتق رقبتي من القصاص تقديرا لكبر سني».

ويؤكد مدير سجن محافظة الرس المقدم سليمان بن عبدالمحسن السلطان ان البرامج الجيدة التي يتلقاها السجناء داخل السجن هي السبب الرئيس في توبة عدد كبير منهم: «كما ان احتواء المشايخ لهم تسبب في مراجعة كثير منهم لانفسهم خلف القضبان».

اما مدير إدارة الشؤون العامة والناطق الإعلامي بالمديرية العامة للسجون العقيد الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت الذي سهل لـ»الجزيرة» الدخول لشعبة سجن محافظة الرس فقد ارجع ظاهرة الانحراف السلوكي وارتكاب الجريمة للقصور في مدى إدراك الأفراد خطورة النتائج المترتبة على انسياقهم وراء غرائزهم وأهوائهم ودوافعهم ورغباتهم غير المبرّرة إلا بعد وقوع الكارثة.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة