ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 29/04/2012/2012 Issue 14458

 14458 الأحد 08 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوته للعرب والمسلمين لزيارة القدس، وللاطلاع على ما تشهده المدينة من إجراءات إسرائيلية تهدف إلى مسح والوجود الفلسطيني منها. وقال عباس: “نحن في الفترة الأخيرة كنا في جدال طويل مع العديد من الشخصيات العربية وغير العربية حول زيارة القدس والأقصى، حيث إن بعضهم قال: إن هذه الزيارة حرام، لكن ثبت لهم وللجميع أن زيارة القدس لم تحرم أصلاً لا في القرآن ولا في السنة”.

ورداً على فتوى تحرم على المسلمين من غير الفلسطينيين زيارة القدس، قال عباس إنه “لم يرد في القرآن إطلاقاً أية كلمة تشير إلى التحريم، والتحريم يحتاج إلى نص، ولا يستطيع أحد كائناً من كان سواء كان مفتياً أو وعالماً أو رجل دين أن يحرم، فالذي يحرم هو الله سبحانه وتعالى، وما عدا ذلك فإن الناس تجتهد”.

هذا يأتي بعد ما أثارته زيارة مفتي مصر علي جمعة للمسجد الأقصى تحت إشراف السلطات الأردنية، حيث صلى ركعتين، وأمَّ مفتي مصر المصلين ظهراً داخل مسجد البراق بالحرم القدسي الشريف، برفقة مؤسسة آل البيت ومفتي القدس ورئيس أوقاف الأقصى، لكن المتشددين اعتبروا أن الركعتين تأتيان في سياق “التطبيع” مع إسرائيل، هكذا تحولت ركعتين إلى نوع من التطبيع!.

طبعاً الموضوع مثير، وأي قضية لها علاقة بفلسطين تبدو مغرية للاستعراض والاستهلاك السياسي، وتحقيق مكاسب متفاوتة، وحين يكون القدس طرفاً، فإن المنافسة لهذا الاستخدام تصل لذروتها بعيداً عن أي ظرف موضوعي، حيث أصوات المتشددين والتقليديين هي الأعلى دائماً لكسب المواقف العاطفية التقليدية العربية التي ظلت دائماً مخيبة للآمال في نتائجها للجميع دون نتائج أصلاً.

ولنتذكر أن كل السياسات السابقة التي جربها العرب مع القضية الفلسطينية لم تنجح، لا المقاطعة نجحت، ولا المواجهة الكلامية، ولا الانعزالية عن الواقع غيَّرت شيئاً، وما دام متاحاً للعرب والمسلمين زيارة القدس، فلماذا لا يفعلون؟

وفي ظل ظروف استثنائية قد تحقق أمنية لبعض المسلمين من جهة، وتأكيد هوية القدس من جهة ثانية.

أما الشرط المتقادم بعدم زيارة القدس والمسجد الأقصى وكافة الأماكن المقدسة إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية، فهذا قد يعني استحالة الصلاة أو تأخير توقيتها في المسجد الأقصى، لأن توقع زوال المانع لا يحوي أي واقعية، أو فهم سياسي، بل هو صراحة أمر قد يكون مستبعداً أو متأخراً في أحسن الظروف.

والحقيقة أن توفير ظروف ولو محدودة لزيارة الأقصى عبر الأراضي الأردنية ستكون مصدر ترحيب من دول إسلامية، حتى وإن رفض العرب الفرصة، وتوسيع أفقها المستقبلي. ولن يمر وقت طويل قبل أن نشهد رحلات سياحية دينية من مسلمي العالم للمسجد الأقصى ومحيطه.

 

رحلات سياحية دينية للقدس.. ما المانع؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة