ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 29/04/2012/2012 Issue 14458

 14458 الأحد 08 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

البناء على قدم وساق, وبالكاد يستطيع النائم أن يستغرق في نومه..

آلات الحفر، والدك، والرفع، والخفض، والحدادة، والنجارة، تشاركه أحلامه..

وتصر عليه ملازمة اليقظة معها..

وحين يخرج من البيت فأول ما تمنحه مسحة التراب، وقد تطوعت بتلحيف أشجاره, وعربته وحتى إن كان قد غسلها استعداداً لأن تنقله بين الطرقات لمقر ما، وهو مزهو بلمعتها..

ناهيك عن تلك الأكوام من معدات البناء، والأسمنت, وبقايا الحفر, وعربات النقل التي تصك عليه فسحة هواء الشارع..

قال عن هذا، وهو يضحك مستثنياً قطة جيرانه، القاطنين حدَّه منذ أن سكن في بيته، ثم أضاف: غير أن هناك واحدة عتيقة تقطن جوارنا، تتكاثر أسرتها أمامنا، أجيال تأتي وتذهب، تولد في الجوار وتموت بعضها أمامنا، وغالبا ما كنت أتوقف لأحمل جثثاً لأبنائها وأحفادها ممن قد اغتالهم سائق متهور، أو لفتهم دواليب عربات الجيران الآخرين، حين يندسُّون من البرد الصاعق في مخابئها، وهي باقية، شاهدة، رئيسة على حركة الشارع..

هرمت قطة الجيران، وبقيت تخصهم؛ فهي لا تأكل إلا جوار بابهم، ولا تتبع أحداً لداخل البيت إلا بيتهم، وأصحابه..

وزاد: كنت بالأمس أستقرئها حالة الشارع، وكيف تستطيع هي أن تنام في دبكة البناء، وإزعاج الرافعات، والخافضات، ومطارق النجارين، وأزيز الحدادين..

غير أنها رمقتني بنظرة طويلة مفعمة بألف معنى..

صمت قليلاً ثم أتم: قطة الجيران أخبرتني بصمت بأن علي الاحتمال..

تلك ضريبة الجيرة..

وإن قُضّ نومي، وفُزع صغاري..!!

* * *

راقت لي الفكرة، وتمليت في نظرة قطة جيرانه، وذهبت أتأمل في حكم الشارع.. وكلامها..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855
 

لما هو آت
قطة جيرانه...!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة