حوار - عيسى الحكمي:

في الجزء الثاني من حديثنا الشامل مع محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين يؤكّد الرجل الأول في الرابطة تمسكه بقرار الرحيل في 2015، ويواصل الحديث عن المحاور الساخنة عن دوري المحترفين.. الأندية.. وبيئة الملاعب.. والعلاقة بين النادي والمنتخب.. وعناصر المتعة التي تطالب بها الجماهير في ملاعبنا.. وأيضاً يتحدث عن قصة البشوت الشهيرة، والأيام التي قضاها مع التويتر والفيسبوك!

النويصر يتفق مع مطالب الشارع الرياضي.. ويدافع عن الأندية ورؤسائها.. ويعد بتصحيح الأخطاء ويعتبر الاعتراف بها شجاعة..

متى تكتمل متعة الدوري؟

* ماذا عن الأمور الفنية للدوري وجدولة المباريات والانتدابات للمنتخبات؟

- نحن نعمل وبقوة على هذه الجبهات، هناك اجتماعات مع لجنة المسابقات وإدارة المنتخبات، في هذا الموسم قضينا بشكل كبير على تأجيل المباريات وفي الموسم المقبل سنعمل على القضاء عليه تماما إلا في حال ظرف طارئ «لا حول ولا قوة إلا بالله» معه، وإذا حدث فالمتسبب فيه سيتحمل مسؤوليته حتى لو بلغ الأمر تأمين طائرة خاصة في حال عدم وجود حجوزات، على صعيد المنتخب في السابق كان الوقت مفتوحا للذهاب للمنتخب الآن نعقد اجتماعات مع إدارة المنتخبات لدراسة الأمر، الأندية من حقها أن تعلن صوتها مثلما يحدث في الأندية المحترفة في كل مكان.

* جلبتم في الفترة الماضية عددا من المستثمرين.. هل كان القصد سد فجوة ملاحظات الاتحاد الآسيوي حول محدودية الرعاة؟

- تلك الملاحظات صحيحة وكانت على الأندية، بالنسبة للرابطة لدينا من الأساس «زين» و»ماستر كارد» ومن ثم بدأنا التوقيع مع شركات أخرى، وهي تحركات إيجابية، وحتى أكون صادقا معك أنا أعتبر في الفترة السابقة وجود راع واحد للأندية انجاز كبير لأنه نقل دخل الأندية لمرحلة جديدة وهذا يحسب للإدارات التي نجحت بعمل النقلة في الأندية برفع دخلها من 5 ملايين إلى أكثر من 40 مليونا، وللأمانة يوجد لدينا أندية تعمل وأندية أقل عملا وأخرى لا تعمل!.

* ما هو دوركم في متابعة الأمور كرابطة؟

- دورنا هو تقديم الشروط والمعايير والرخص وهي مستندات معتمدة من الاتحاد الدولي توضع أمام الأندية، من يحقق الشروط سيمنح الرخصة ومن لا يريد هو حر.

الرخصة وعواقبها

* ما هو مصير النادي الذي لا يحصل على الرخصة؟

- سيبقى مشاركا في دوري زين لكنه لن يشارك في دوري المحترفين الآسيوي، وفي المرحلة المقبلة هناك شروط ومعايير للمشاركة في دوري زين والدرجة الأولى ستطبق على الفرق الصاعدة ومن لا يطبقها لن يجد نفسه في البطولتين، وبالمناسبة بوضع الشروط والمعايير أمام الأندية تجاوزنا مرحلة كانت تعتقد فيها الأندية أننا نمارس دور الوصاية وهذه النقطة سبق وتناقشت فيها مع الأمير عبد الله بن مساعد الذي كان يطالب بوضع الشروط والمعايير أمام الأندية وتركها تقرر مصيرها.

* كرة القدم لعبة المتعة، إلى أين وصل مشروع تطوير بيئة الملاعب؟

- للأمانة بيئة الملاعب ليست مسؤولية رعاية الشباب، المانيا التي نظمت كأس العالم أنشأت ملاعبها وزارة الداخلية هناك، في بعض الدول المدن تنشأ الملاعب مثلما حدث في طوكيو ويوكوهاما عن طريق المحافظ للمدينة، هناك مستثمرون يبنون الملاعب، لكن الوضع هنا يختلف، التقارير الرسمية تقول البنية التحتية في السعودية الأفضل في آسيا، ملعب الملك فهد من 24 سنة هو أفضل ملعب في الخليج ومن أفضل ملاعب القارة، الجيل الجديد يريد مواصفات خاصة في الملاعب، تذكرة يحصل عليها بالنت، أكل جيد في الملعب، دورات مياه، خدمات، ترفيه، كرابطة أستطيع القيام بهذا لكن السؤال.. هل الفلوس التي أحصل عليها أضعها في الكماليات بالملاعب أم للأندية؟.. القرار سيكون للأندية.

* إذا المسافة لا تزال بعيدة؟

- لا.. سنكرر ما فعلناه بملعب الأمير فيصل بن فهد، أحضرنا شركة تستثمر ومن عائد التذاكر نعطيها الدخل.

سأرحل بعد 2015

* هناك ملاحظات بسيطة لكنها عندما لا نتجاوزها تصبح كبيرة.. مثلا «الميكس زون « بملعب المدينة غير موجود!

- كلامك صحيح.. هناك ملاحظات وهناك أمور إيجابية قمنا بها لم يلحظها بعضهم... مثلا المراكز الإعلامية.. وابتعاث قدرات شابة لدراسة الماجستير.. في 2015 سأغادر المجال وسأسلم الراية لجيل أكثر احترافية وتعليم في المجال الرياضي.

* لكننا نراك بلياقة جيدة وباستطاعتك قيادة دفة الأمور لأبعد من هذا التاريخ؟

- أنا مقتنع بالرحيل في هذا التاريخ حتى لو كان هناك مقتنعون ببقائي، متفاهم مع الجميع.. أريد التفرغ لأمور أخرى، وهذا هدفي الإستراتيجي.

* توقيت المباريات لا يزال لا يجد قبول المشاهد، أنتم تحرمونه من متابعة أكثر من مباراة في اليوم بعكس الدوريات الأخرى.. هل من حل لهذه المسألة؟

- أنا معك 100%، لدينا ممثل في المسابقات هو أحمد العقيل، اجتمعنا معه في الموسم الماضي وقدمنا متطلبات الرابطة بناء على مطالبات الجماهير، وقلنا الناس تريد مشاهدة 3 مباريات في اليوم، وفي هذا الموسم كان أكبر عدد للمباريات عصرا، ضغطنا ووافقوا، التوجه الذي نعمل عليه الآن حسب رحلات الطيران، هو إقامة بعض المباريات عصرا، ومباريات الدمام والمدينة بعد المغرب، ومباريات الرياض وجدة بعد العشاء، وبالمناسبة عندما يزداد مشاهدو المباريات أنا كدوري وناقل ورابطة ترتفع قيمة منتجي.

* من المناظر الخادشة للمتعة أعداد الإداريين في الملعب.. متى تنتهي هذه الظاهرة؟

- أوافقك الرأي، في الموسم الحالي تم الحد كثيرا من ذلك من خلال التنظيمات، نتمنى بلوغ الكمال في الموسم المقبل.

* وماذا عن دخول رؤساء الأندية؟

- إذا كان من ضمن القائمة دخوله سيكون على العين والرأس.

* لكن رؤساء الأندية في الدول المتقدمة لا نراهم في أرضية الملعب؟.

- من حق الرئيس إذا كان ضمن القائمة التواجد، إذا رأى رئيس النادي وجوده أهم ووضع اسمه في القائمة فمن حقه.

* هل منظر رئيس النادي بعد نهاية المباراة في الملعب يعكس التطور المنشود؟

- من وجهة نظري مجالس إدارات الأندية أدرى بما يقومون به، بالنسبة لي كمنظم أنا لي عدد محدد حتى في بطولات آسيا والبطولات الأوربية إذا اسم الرئيس موجود من حقه النزول.

* هل تعتقد أنها في النهاية ثقافة؟

- قد تكون ثقافة وقد تكون حسب الحاجة التي يراها الرئيس.

* ألا ترى أن رؤساء الأندية يهتمون بأضواء الإعلام أكثر من التنظيم وعملهم بالأندية؟

- الإعلام هو الباحث دائما، وإذا وجد الإثارة مع الرئيس سيتجه نحوها.

* يعتقد الكثير أن منافساتنا أقوى خارج الملعب من داخله.. ما رأيك في هذا؟

- أنا خريج إعلام، درست الإعلام والعلاقات العامة والصحافة والتلفزيون، المطبخ الإعلامي في الجريدة أو في الإعداد التلفزيوني، الكنترول عند وسائل الإعلام وهي توجه الأضواء على من تشاء.

الأندية والمنتخب

* ننتقل لمحور آخر، نطالب الآن بتصنيف أنديتنا قاريا بعيدا عن تصنيف المنتخب، ما الطبيعي في الأمر؟

- الطبيعي في العالم أن تصنف مشاركات المنتخب بحسب معايير المنتخبات، والأندية بحسب معاييرها ووضعها في مسابقات الأندية، التداخل غير منطقي حتى على مستوى الفيفا، العلاقة بين الأندية والمنتخبات مهمة لكن ليس شرطا أن تكون عميقة.

* إذا أنت في ملعب الأندية؟

- نعم وهذا رأي. من المهم أن تلتقي المصالح، ولكيلا أكون مجحفا المقارنة بالفرق الأوربية ليست منطقية لأن اللاعب يكون جاهزا لذا يلتحق بالمعسكر قبل الموعد بخمسة أيام بينما لدينا أحيانا يأتي اللاعب للمنتخب مصابا مثلما حدث معنا في أستراليا.

* شخصيا هناك عدة اتهامات موجهة لك.. منها التفرد بالقرار؟.

- إذا سألت المجموعة التي تعمل معي ستجد أن لنا اجتماعا يوميا عند التاسعة والنصف وهذا نظام ورثته من عملي في «ارامكو»، كل موظف بالرابطة يحضر الاجتماع، نستمع ونتناقش، استمع لجميع الآراء بما فيها آراء الجماهير، شخصيا أرى أنني أمتلك الكثير من الديمقراطية لأنني تدرجت من موظف، مدير علاقات، عضو مجلس إدارة، نائب رئيس، رئيس نادي، عضو اتحاد كرة، حتى وصلت لرئيس رابطة كنت أحب أن يسمع صوتي والآن أحب أن أسمع من جميع الفئات، لكن هناك خطوط تمس المصلحة العامة لا أسمح بتجاوزها.

لماذا اختفيت؟

* عندما طلب رؤساء الأندية بحقوقهم المالية قاطعت وسائل الإعلام شهرين ولم تعلق؟

- لا لم أقاطع أنا منحت نفسي شهرين قرأت خلالها وراجعت وحللت الوضع ودرست أخطاءنا والنقد الذي وجه لنا، واستخلصت الطريقة المناسبة للتخاطب مع جميع الأصوات، قرأت عن التويتر والفيسبوك وقرأت كتبا تختص بعدم التصادم مع الآخرين، ليس عيبا الاعتراف بالخطأ وهو وارد في المستقبل، وسأبادر كلما أخطأت بالتصحيح.

* لكن التوضيح العاجل أفضل من الانتظار؟

- لم أتوقف عن الظهور بسبب القضايا المالية، هذه القضايا حتى الآن لم أرد عليها، تم توضيحها باجتماع مجلس الإدارة، توقفي كان لدراسة طرق التخاطب الأفضل.

اتهام آخر

* الاتهام الآخر.. فريق عملك يتضمن عددا كبيرا من الأصدقاء.

- ثلاثة أرباع العاملين في الرابطة تعرفت عليهم في الرابطة، هل أنا أرسلت بعثات الماجستير، أقسم أنني لا أعرف أحدا منهم، الفريق الذي يعمل فريق متجانس، ودوري جعل كل عنصر جديد يتجانس مع المجموعة، فريق العمل كفريق كرة القدم الجماعي، أنا أريد النجومية للجميع، في 2012 بدأت تظهر المخرجات، شاهدتم بدر الشمري وستشاهدون فيصل القحطاني ونايف السبيعي ومحيي الدين ناظر، فقط انتظروا الوقت المناسب، هؤلاء بالنسبة لي مثل اللاعب يجب أن يتدرجوا.

* هل لديك نية بدخول انتخابات اتحاد الكرة القادمة؟

- بصدق، لم أتخذ هذا القرار، تركيزي الآن على الرابطة، وخروجي منها حددته وهي الأهم، سأدخل الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، أما عضوية مجلس الإدارة لم أتخذ فيه قرارا.

* 2015 الذي حددته تاريخا للابتعاد هل يخص الرابطة أم الوسط الرياضي بكامله؟

- الابتعاد النهائي عن الرياضة، هذا قراري، وقد أغادر قبل هذا الموعد لأسباب عملية أو لأسباب شخصية أو يوجد من هو أفضل مني.

مقاعدنا في آسيا

* آسيويا، تقليص مقاعد الأندية السعودية في دوري المحترفين لا يزال يحدث ضجة، وأنت في قلب المسؤولية، ماذا عن المستقبل؟

- لا يزال لدينا اجتماعات، نسعى لاستعادة المقاعد الأربع، في السابق كان لدينا المعيار الجماهيري، الآن ستدخل معايير أخرى، هناك دور أكبر على الرابطة ودور على الأندية، والرئاسة والملاعب، والجماهير وتفاعلهم، المسألة مشتركة، ناد واحد في العام الماضي لو لم يقفل وضعه المالي في اللحظات الأخيرة كان سيؤثر على جميع الأندية.

* ما هو الوارد؟

- وارد أن نستعيد 4 مقاعد وقد نبقى على ثلاثة ونصف وقد نكون ثلاثة!، لا تنسى هناك دول ستدخل في الموسم المقبل.

* بطل كأس الأبطال سيكون مشاركا في الدوري الآسيوي الموسم المقبل أم المعيار هو الدوري؟

- بطل الدوري وبطل الكأس سيتأهلان مباشرة.

قصة البشوت

* في حفل تتويج بطل الدوري هذا الموسم لم يكن المنظر مقبولا، ووصل التهكم لمرحلة وصفه باستعراض البشوت؟

- يجب أن نتعلم من الأخطاء، من وجهة نظري النزول لأرض الملعب للتتويج نقلة إيجابية لكن وجهة نظري أيضا كان هناك أخطاء سواء الموقع أو العدد، وحجم المنصة، والممرات، عدد المتوجين كان ينبغي أن يكون ثلاثة، رئيس الاتحاد ورئيس الرابطة وممثل الشركة الراعية، سنعمل على التطوير والتصحيح في الموسم المقبل، الناس في هذا الموضوع لم يشاهدوا سوى العدد.

* ماذا عن مستقبلكم مع شركة زين؟

- العلاقة مستمرة وتبقى سنتان، ونفتخر بشراكتنا الناجحة معهم، قيمتنا في المستقبل سترتفع وهم شركاء فيما وصلنا.

* أشكر لك سعة صدرك.

- شكراً لكم، وأتمنى أن أكون قد وفّقت.