ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 30/04/2012/2012 Issue 14459

 14459 الأثنين 09 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يتميز أبناء مجتمعنا بالسماحة والعاطفة الدينية الجياشة، وبما أنه أصبح للتدين سمات مشتركة تتمحور حول المظهر الخارجي، فإن كثيراً من ضعاف النفوس قد استغلوا هذه النقطة بطريقة بشعة، إما طلبا لمصالح دنيوية، أو انتصارا لأيديولوجية معينة، أو طلبا للسلامة على الأقل، في مجتمع أصبح يحكم على الإنسان من خلال مظهره الخارجي فحسب، والمؤلم أن كثيرا من إخواننا الوافدين من العرب وغيرهم قد لعبوا على هذا الوتر، وتمكنوا من جني مكاسب هائلة لم يكونوا يحلمون بها في يوم من الأيام.

وجولة فاحصة من خلال الإعلام الجديد أو القديم تكفي لإدراك الحجم الهائل من التغرير الذي يقع ضحيته أبناء المجتمع، فما أن يخطئ واعظ في عبارة، أو تصريح، إلا وينبري كثير من «التابعيين له» للاعتذار والتبرير والهجوم على كل من ينتقده، حتى ولو خالف نصاً شرعياً يستوجب العقاب، والأغرب أنهم يستمرون في دفاعهم المستميت، حتى ولو اعتذر شيخهم بنفسه واعترف بخطئه، وهذه تحتاج إلى بحث وتقصي من قبل المختصين.

ومكمن الخطورة هنا هي أن التبعية تكون لشخصية تخطئ وتصيب، ويتم التعامل معها من قبل الأتباع على أنها شخصية معصومة !، وإذا كان هذا يحصل بحسن نية من قبل البعض، فإن الأخطر هو أن يكون الولاء للأيديولوجية على حساب الدين مع سبق الإصرار والترصد، وهذا ما نراه ماثلا أمامنا في سلوكيات حركات الإسلام السياسي في بلاد الثورات العربية، فقد تحولت كل الشعارات الدينية السابقة إلى مجرد كتابات للذكرى، وبدأ المسيسون يتعاملون مع العالم من حولهم كأي سياسي محترف، تماما كما كان أسلافهم من الحكام الذين لم يتمسحوا بالدين يوما، ولم يتمظهروا أو يخدعوا الناس يوما.

وفي ذات السياق، تفاجأت من ردود الفعل التي تلقيتها بعد مقالي الأسبوع الماضي، والذي أشدت فيه بهيئة الأمر بالمعروف، إذ لاقيت هجوماً شرساً من أتباع «الإسلام السياسي»، وهؤلاء كانوا هم أنفسهم من يهاجمنا عندما كنا ننتقد الهيئة فيما مضى، ما يعني أن الأمر بالنسبة لهم لا علاقة له بالدين ممثلا بشعيرة الأمر بالمعروف، بل هو مرتبط بالايدولوجيا، فهم -ربما- يشعرون بأن الهيئة بحلتها الجديدة لن تكون مرتعا لهم لتنفيذ أجنداتهم، التي لا علاقة لها بالدين العظيم، وهذا واضح، إذ لا يمكن لإنسان متدين أن يهاجم من يشيد بالحسبة ويتمنى لها المزيد من النجاح.

وختاماً، إنه لأمر محزن أن يستاء إنسان متدين من الإشادة بجهاز مسؤول عن شعيرة عظيمة من شعائر الدين، ولكن لله في خلقه شؤون.

فاصلة:

«الذين يزعمون أنه لا يوجد علاقة بين الدين والسياسة لا يفهمون شيئاً عن الاثنين»..

المهاتما غاندي.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
خلط الأيدولوجيا بالدين!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة