ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 30/04/2012/2012 Issue 14459

 14459 الأثنين 09 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

البطالة والسعودة
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

تعيش بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبشكل عام العالم الصناعي أزمة بطالة حادة تتفاقم وتزداد خطورة يوما بعد يوم وقد وصل عدد العاطلين في بريطانيا والولايات المتحدة إلى معدلات قياسية، وكانت البطالة إحدى أهم الشعارات التي رفعها الرئيس أوباما في حملته الانتخابية وصوت لها جيش العاطلين عن العمل، أما فرنسا فقد تأثرت نتيجتها كثيرا بإتجاهات العاطلين عن العمل، وألمانيا تتحدث عن بطالة خطيرة، وإيطاليا ليست أحسن حالا من غيرها.

وهذه الدول تدفع العاطلين (تعويض بطالة) فتعطيهم ما يسد رمقهم من ثمن مأكولات ودفع إيجارات البيوت التي يسكوننها لا أقل ولا أكثر، وتعويض البطالة لن يحل مشكلا فعدا عن كونه لا يفي بتأمين احتياجات الإنسان الأخرى فهو مخالف للدين كما يقول الأوروبيين والأمريكيين في الآونة الأخيرة.

وينطلق الذين يتبنون هذا الرأي من وضع تاريخي معين فمنذ مئتي سنة وأكثر أي حين بدأت الثورة الصناعية، لجأت الحكومات الأوروبية ورجال الصناعة إلى الكنيسة لتحريض الناس على العمل، وفعلا صارت الكنيسة تبشر بالعمل الصناعي وأوصلته إلى مرحلة التقديس وقالت تخاطب العاطلين (إذا كنت مسيحيا مؤمنا فيجب أن تذهب إلى المصنع وأن تعمل وتشارك في بناء الوطن ومن لا يعمل لا يعتبر مسيحيا صالحا).

وأثمر تعاون رأس المال مع الكنيسة وأخذ المواطنون يعملون من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة مساء ومن يمكث في المصنع وقتا أكثر فإيمانه أقوى وأرسخ واستطاعت الدولة أن تحكم الصناعة عن طريق الكنيسة، واعتقد الناس أن دخل العمل البسيط سيعوض بالدخول إلى الجنة، وهكذا تغيرت مفاهيم اجتماعية كثيرة واستجد من القيم الشيء الكثير ولم يدم هذا التوجه كثيرا في عهد الثورة الصناعية الثانية وهي ثورة الكمبيوتر، والآلات التكنولوجية الجديدة التي زادت الإنتاج كثيرا، وفي نفس الوقت زادت البطالة، وكل ما زاد اعتماد العالم الصناعي على الكمبيوتر والتكنولوجيا كلما زاد عدد العاطلين.

في البلاد الإسلامية حض الدين على العمل قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقال علي كرم الله وجهه (اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا) إن الدين الإسلامي يحض على العمل ويعتبره جزءا من العبادة.

وعندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الصدقة قال له النبي صلى الله عليه وسلم (أما في بيتك شيء؟) فقال بلى يا رسول الله فهناك فراش أفترشه وقعب إناء أشرب منه قال (بعها واحتطب) أو كما قال، وذهب الرجل واحتطب وباع واشترى وجاء إلى النبي وحالته أحسن.

ولكن المشكلة هي التشبث بالموروثات الإجتماعية والقبلية ونظرة الناس الدونية للأعمال الميدانية التي ترفضها القبيلة والمجتمع وتعتبرها عيبا بينما هي في الحقيقة أعمال شريفة، والدولة ليست ملزمة بتأمين ماصة هلالية وكرسي دوار لكل عاطل.

إن جيش الوافدين الذين يعملون في الأعمال (الميدانية) سباكة، كهرباء، حلاقة، حدادة، العمل في المصانع، سائق والأعمال المتعلقة بالبنية التحتية هم من الأجانب، فلو شمر المواطن عن ساعديه وانخرط بالأعمال التي تقوم بها العمالة الوافدة لكان بوسعنا القول بأن السعودة أتت ثمارها وأصبح الدخل للوافدين الذي يقدر بمليارات الريالات يبقى لدعم الاقتصاد الوطني ورفع درجة المستوى المعيشي.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة