ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 01/05/2012/2012 Issue 14460

 14460 الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إنني أحزن مثل غيري كثيراً على ما حدث في أرض الكنانة أول هذا الأسبوع من تجاوزات وإساءات، وصلت إلى الرمز العزيز على قلوب المسلمين جميعاً وليس فقط السعوديين أو الخليجيين منهم، “خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز”، كما أنها نالت من الشخصية الاعتبارية للمملكة العربية السعودية بتلطيخ لوحة سفارتها والكتابة الصبيانية على الأسوار المحيطة بها. ومع قناعتي الشخصية أن الشعوب العربية التي تعيش مرحلة ما بعد الثورة ما زالت تمارس فتح ملفاتها بلا ضابط ولا حتى حدود، ودون مراعاة للأعراف الدولية، وقد تغيب الرؤية المتبصرة والنظرة المتأنية في ظل الحماس للتصحيح والرغبة في حرق المراحل وصولاً لتحقيق الديمقراطية وضماناً لاستتباب الأمن وعودة الحياة إلى أوضاعها الطبيعية، وتطلعاً لما أشاعوه من وجوب استرداد كرامة الشعب التي فُرِّط فيها داخل وخارج حدود الوطن إبان ما قبل الثورة في ظل الخضوع للأنظمة العربية المستبدة!! مع ذلك.. إلا أن هذا الأمر لا يبرر هذا السلوك الاستفزازي المشين، لا من قريب ولا من بعيد. ومع إنكاره واستنكاره من قِبل أعمدة السياسية وربان الفكر وقادة الرأي يمكن وضع الأمر في حدوده التي لا تتجاوز زوبعة في فنجان إذا ما اتضحت أمور عديدة تسهم في وأد الفتنة في مهدها. من هذه الأمور ما يتعلق بفوضى الحرية غير المنضبطة، وما تنتجه من انفلات أخلاقي وسلوكي وأيديولوجي وأمني في ظل تصارع قوى سياسية على السلطة. ومعروف تاريخياً أن الثورات تُخرج أنبل وأحقر ما في الشعوب. ومنها ما يتعلق بحجم الحدث، فهو خطير معناه، مرفوض في مؤداه، حقير مقزم في مثيريه والمدافعين عنه.. فكم عددهم؟ عشرات أم مئات.. وما نسبتهم إلى عدد السكان المقارب للتسعين مليوناً؟.. لكنها آلة الإعلام الخاصة والضالة والموظَّفة لخدمة أغراض معينة، مقصود بها ضرر الطرفين قبل غيرهما من شقيقاتهما العربية والإسلامية.

ولا أدل على ذلك من رفض السلطات المصرية والمؤسسات والنخب بل الوطن لما حدث من تصرف فردي، والأسف على هذا السلوك، والحرص على رأب الصدع وإعادة مسار العلاقات إلى طبيعتها وعمقها التاريخي والحضاري. ومنها ما يتعلق بقائدنا ومكانته في القلوب، وما وهبه الله من حب الناس في جل الدول العربية والإسلامية؛ فلا ينال من رمز الإنسانية تصرف حاقد أو سوء أدب لشخص أو شرذمة قليلة تدعي بطولة ما، أو تسوِّق نفسها في ظل الارتباك الحادث، أو تفاهة فرد يؤكد جهله حتى بمهنته، فما عرفت الأعراف القانونية الدولية الادعاء محلياً على قيادة دولة، فما بالك لو كان ذلك بين الشقيقتين، ولا عرف ذلك الشخص للبجاحة حدوداً فيذهب إلى عقر دار من تعدى عليه.. ألا يثير ذلك تساؤلاً قد نفهم منه التخطيط والحرص من قِبل قوى ما لتسميم العلاقة بين قطبَيْ الأمة؟..

ومنها ما يتعلق بذلك النهج الرائد المشهود له من قِبل الكارهين قبل المحبين للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وعلاقتها الرصينة والمتميزة وتأثيرها الإقليمي والدولي، وما تلقاه من الاحترام والتقدير لرسالتها الإسلامية والإنسانية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله وحفظه ورعاه -.

ونصيحتي لأخي المواطن أن يأخذ العِبْرة والدرس المستفاد من الواقعة، التي تؤكد أن تصرفاً فردياً لمواطن قد يسيء إلى وطنه، ويشيع فتنة ليس من السهل السيطرة عليها، خاصة أن المرحلة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية لا تتحمل مثل هذه المواقف وتداعياتها، فكم تلقى بمسؤوليات..

علينا نحن أبناء الوطن أن نتحرى الدقة والالتزام في أقوالنا وأفعالنا، وأن نعي مسؤولياتنا في أدوارنا في التماسك المجتمعي ورقيه؛ فالوحدة أو اللحمة الوطنية وقوتها مصدات لرياح التفكيك البائسة، التي لن تجد طريقها إلينا بإذن الله ومشيئته.

ودُمْتَ عزيزاً يا وطني. وإلى لقاء. والسلام.

 

الحبر الأخضر
ما هكذا تورد الإبل ( أيها الثوريون!!؟)
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة