ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 01/05/2012/2012 Issue 14460

 14460 الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

((تغيير السرير لا يشفي الحمىّ))

-حكمة عالمية-

أعتقد أن مفهوم المؤسسة الزواجية لدى طرفيها في مجتمعنا يحتاج إلى إعادة تشكيل وإنضاج لإدراك قدسية المؤسسة ودور كل طرف فيها.

لذلك ليس غريبا أن يوصي مستشار أسري زوج بتطليق امرأته عبر برنامج تلفزيوني فيستجيب الزوج ويقوم بتطليق زوجته فورا.

وكعادة المجتمعات الذكورية فالمرأة التي سافرت بدون إذن الزوج تستحق العقاب بينما لا يستحق الرجل الذي يمنع زوجته من الذهاب إلى عملها أو حتى حضور اختباراتها النهائية في الجامعة سوى زوج يحافظ على كيان الأسرة من زوجة طائشة!!

هناك خلط كبير في مفهوم القوامة في ذهنية الرجل السعودي الأمر الذي يجعله مؤمن بأن حقوق الزوجة هي عطايا منه تستوجب التقدير والامتنان وأن واجبات الزوجة هي أوامر لا تقبل أبدا عدم التنفيذ.

وعليه تُبنى العلاقة في بداياتها أو تؤسس بكثير من التنازلات من طرف دون الآخر وهذا ما يفسر انهيار مثل هكذا علاقة بعد مرور سنوات طويلة كان من المفترض أن تقوّي روابطها وتعزز كيانها.

الزوج ليس دائما على خطأ هناك بعض الزوجات اللواتي يفهمن مسئولية بناء أسرة بشكل سطحي لا يتجاوز الإشراف على تفاصيل حفلة مهمة لا بد من إنجاحها.

وتبدو الإشكالية الكبرى أن الفتاة السعودية استجابت للتغيير المعرفي وتغيّر مفهومها للتعليم والعمل وبناء الأسرة بينما ظل الشاب السعودي يعاملها كما لو كانت المرأة التي كان يقول لها المجتمع» ألزم ما عليك بيتك» في محاولة لثني الزوجة عن العمل أو أي محاولة لإثبات الذات تتعارض مع رغبات الزوج الذي يرى في عمل الزوجة تمرّدا لا يستسيغه وعصيانا لا يقبله، وهو ما يؤثر على الزوجة التي تقبل في البداية التعاطي مع سطحية هذا المفهوم لتعلن التمرد عليه بعد سنوات الرضوخ الجبري وهذا ما يجعل العلاقات الزوجية تنهدم بعد سنوات طويلة.

القضية التي يود المجتمع الذكوري تكريسها أن الزوجة سافرت بغير إذن زوجها في تحد سافر للقيم الدينية وهو ما اعتاد عليه مجتمعنا في تعاطيه مع ما يتعلق بالمرأة إنما المشهد الحقيقي أن الزوجة قررت أن تنهي العلاقة الزوجية فجاء التعبير عبر سلوك مستفز للزوج ليس إلا.

العلاقة في تلك الأسرة انتهت قبل الطلاق الذي تم في لحظة وهي بذلك تؤكد أن عمر بعض العلاقات الزوجية الحقيقي مهما طال يمكن أن يكون لحظة.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
ألزم ما عليك بيتك!!
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة