ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 01/05/2012/2012 Issue 14460

 14460 الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

جبل فَيْفا أو جبال فيفا، مجموعة جبال تلتف حول بعضها في هيئة جبل واحد شامخ يعانق السحاب، يقع هذا الجبل في الجهة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، تُطلُّ هامته على جازان من الناحية الغربية، وتباري هامات جبال نجران من الناحية الشرقية، وهامان جبال عسير من الناحية الشمالية، وهامات جبال اليمن من الناحية الجنوبية، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 1850م. انطلقنا من صَبْيا حوالي الساعة التاسعة صباحاً متجهين إلى جبل فيفا، وبدأنا بالصعود إلى قمته عبر طريقه «الإسفلتي» المتعرِّج وكأننا نسلك طريقنا إلى السحاب، وتذكرت زيارتي الأولى لهذا الجبل الشامخ قبل سنوات قد تصل إلى العشرين، والمعاناة التي لقيناها في صعوده، لأن طريقه كان ترابياً شديد الوعورة، فرأيت الفرق الكبير بين الحالتين..

وصلنا إلى إحدى قمم فيفاء بعد نصف ساعة حيث كان مدير المعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود ووكلاؤه وبعض معلميه في استقبالنا هناك على مقربة من مجالس الغيوم، ثم زرنا أمير المركز وذهبنا إلى صالة مخصصة لضيوف فيفاء، تتميز بإطلالة رائعة على سفوح وأودية فيفاء، وعلى سهول تهامة التي لا تكاد تراها العين لبعدها، ولم نتمكن من الصعود إلى قمم أخرى، ولا من زيارة مشروع تطوير جبل فيفا العريق الذي بدأ منذ أكثر من ثلث قرن لتوطين الشجر المثمر في هذا الجبل السامق لإحلاله محل شجر القات الذي ينتشر في مواقع كثيرة من جبال فيفا.

اللوحة الفيفاوية الطبيعية لوحة عجيبة، تملأ النفس إعجاباً برونقها وبهائها، ومهابة بشموخها وارتفاعاتها الشاهقة، وتعجباً من تطورها العمراني العجيب، بالرغم من صعوبة وصول المعدات ومواد البناء، أما البيوت القديمة الدائرية المبنية من الحجر فهي جانب من جوانب الجمال في هذه الجبال.

رجعنا إلى صبيا، حيث كان غداؤنا في استراحة الشيخ العباس الحازمي، وهناك التقينا بعدد من أعيان جازان وشيوخها مثل: الشيخ قاسم شمَّاخي مدير تعليم البنات في عسير سابقاً، وهو ممن درَّسني وأنا في المرحلة المتوسطة في المعهد العلمي بالباحة، والشيخ أحمد محمد بشير معافى، عضو هيئة التمييز القضائي بمكة سابقاً، والشيخ إبراهيم بن حسن الذَّروي شيخ شمل الحسيني والنجوع، والدكتور أحمد يحيى بهكلي وهو زميل دراسة في كلية اللغة وشاعر مبدع، وكوكبة من رجال العلم والأدب، وموظفي بعض الجهات الحكومية، ليس من السهل أن أسرد أسماءهم هنا.. ويا له من لقاء أدبي استمعنا فيه إلى قصيدة من الشاعر الشاب عبدالفتاح النعمي تميزت بلوحات فنية جميلة.

مما ينال الإعجاب في «جازان» ذلك التواضع الجم الذي يتميز به أهلها الكرام مع ما يملكون من ثقافة وعلم ومكانة اجتماعية، أو علمية، أو أدبية، فإنك ترى الرجل صامتاً هادئاً، لا يحرص على أن يلفت إليه الأنظار، فإذا تحدث، فاض بالعلم والأدب والحكمة والرأي السديد حديثُه حتى تشعر بأنك أمام قامة كبيرة تستحق التقدير.

في طريقنا من جازان إلى صبيا ثم إلى فيفا ثم إلى جازان بعد يوم حافل من المشاهد المثيرة، رأينا تطوراً في مدن جازان وقراها، كما رأينا حاجة بعض المناطق إلى عناية أكبر حتى ينالها ما نال غيرها من التطوير.

لقد شعرت بأن «القصيدة الجازانية» تحتاج إلى أن تكتمل بأبيات جديدة تتناسب مع أبياتها الأصيلة وإبداع صورها، فلابد أن تكون الأبيات المكمِّلة للقصيدة في مستواها إبداعاً وفناً.

بعد فترة راحة قصيرة في «النُّزُل»، انطلقنا إلى برنامجنا المسائي في المكتب التعاوني بقرى الحسيني والنجوع حيث رأينا برامج هذا المركز الدعوي الرائد، وشاهدنا عرضاً لأهم إنجازاته، ومشروعه الوقفي الذي يحتاج إلى دعم مادي يدفعه إلى الأمام، ويا له من مركز ذي أثر كبير في الدعوة وخدمة المجتمع، والأخذ بأيدي الناس إلى طرق الخير والصلاح، يقوم على المركز كوكبة من الرِّجال المؤهلين علمياً وإدارياً جزاهم الله خيراً وبارك في جهودهم.

أما يوم الخميس فقد بادرنا أوَّله بالانطلاق إلى سد وادي بيش، ثم إلى وادي «لَجب» في محافظة «الرَّيث».

سد وادي بيش؟ ووادي لجب؟ لماذا خصصت هذين المكانين بالذكر؟ هذا ما سأكتب عنه في المقالة القادمة إن شاء الله.

إشارة:

إذا قِيلَ «لَجْبٌ» أَرْخَتِ الشَّمْسُ حاجِبا

وسيَّر تاريخُ الجمالِ المواكبا

 

دفق قلم
شذا البعثيران في ربوع جازان(3-4)
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة