ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 02/05/2012/2012 Issue 14461

 14461 الاربعاء 11 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تسعى أي خطوط طيران للمنافسة وتحقيق الربح والعمل على أساس اقتصادي، والخطوط السعودية مثلها مثل أي خطوط طيران أخرى تسعى جاهدة للقيام بمهامها وواجباتها على النحو المطلوب.

ومع أن هناك مواطن قصور واضحة في خدماتها فلن أتحدث في هذه المقالة عن هذا الشأن، بل سأتحدث عن موضوع آخر. فلقد سافرت مؤخراً إلى كندا وعانيت الأمرين في الحصول على خط طيران مناسب من حيث الوقت والتكلفة من الرياض إلى تورنتو في كندا، فلم أجد إلا عن طريق خطوط الإمارات، أو خطوط الاتحاد القطرية، أو لوفتهانزا، أو الخطوط التركية، أو البريطانية، مع الأخذ في الاعتبار وقت الانتظار الطويل، في مطارات دبي، والدوحة، واسطنبول، وفرانكفورت، ولندن، لمواصلة الرحلة إلى كندا، ونفس الشيء في طريق العودة إلى الوطن. والذي يصل إلى 24 ساعة ما بين فترات انتظار وطيران.

والسؤال المنطقي هنا لماذا لا يكون للخطوط السعودية رحلات مباشرة إلى تورنتو أو فرانكفورت في كندا، خاصة أنه يتواجد في كندا جالية سعودية كبيرة من الأطباء والطبيبات، والطلاب والطالبات وعوائلهم، والذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف سعودي وسعودية، يجدون معاناة مستمرة عند سفرهم وزيارتهم للوطن. وللمقارنة فإن الخطوط الإماراتية والقطرية توفران رحلات مباشرة من بلدانهم إلى كندا، والجالية الإماراتية والقطرية لا تقارن عددها بالجالية السعودية في كندا.

فلماذا لا تعمل الخطوط السعودية على فتح خط مباشر إلى كندا بواقع ثلاث رحلات أسبوعية مباشرة إلى كندا؟ خاصة وأن هناك طلباً كبيراً من الجالية السعودية المقيمة في كندا، فالعامل الاقتصادي متوفر، فضلاً عن الجانب الوطني لهذا الأمر. إن الإجابة عن ذلك لدى الخطوط السعودية التي أتمنى أن تسعى إلى تقديم خدمة إنسانية مهمة للجالية السعودية في كندا لتجنيبهم عناء الرحلة الطويلة والمتعبة، ولقد شاهدت أثناء رحلتي من الرياض إلى كندا حالات إنسانية لعوائل سعودية أتعبها مشقة وعناء وطول السفر، وعانى بعضهم من مشاكل صحية، فعلى سبيل المثال لا الحصركان هناك عائلة سعودية مكوَّنة من أب وأم وخمسة أطفال أصغرهم رضيع، وكانوا متوجهين إلى تورنتو، حيث إن أب الأسرة يدرس في إحدى الجامعات الكندية، وأثناء الرحلة حلَّ بالأم والطفل الرضيع عارض صحي مما حدا بطاقم الطائرة للإعلان إذا كان يتوفر طبيب في الطائرة، ثم عندما توقفت الطائرة في اسطنبول في تركيا نزلت العائلة منها وتوجهت لأقرب مستشفى.

وحالات أخرى عديدة لا يسع المجال لذكرها، علاوة على أن عدم توفرحجوزات مناسبة للطلاب والطالبات، والأطباء، والطبيبات، للسفر للوطن أثناء إجازاتهم السنوية، يضطرهم إلى تأجيل سفرهم، أو البقاء في كندا.

كما أن هناك جالية مسلمة كبيرة في كندا تتوجه للمملكة سنوياً لأداء شعيرة الحج والعمرة، ولا تجد رحلات مباشرة إلى جدة أو المدينة المنورة.

إن هذه دعوة للخطوط السعودية لمراجعة خطط رحلاتها الداخلية والدولية باستمرار، فالظروف تتغير بوتيرة سريعة، فما هو مناسب ومقبول اليوم لا يكون مقبولاً اليوم وغدا، فأعداد سكان المملكة (مواطنين ومقيمين) في تزايد مستمر، وتنقلات سكان المملكة خارج الوطن ازدادت بمعدلات عالية، والتحدي هنا أن تواكب الخطوط السعودية هذه الزيادات على خدماتها، وأن توفر رحلاتها لسكان المملكة بشكل يتفق مع سمعة الخطوط السعودية، وسمعة الوطن.

فقيام الخطوط السعودية بمواكبة الطلب على رحلاتها داخلياً وخارجياً سيعزز من ربحيتها، ويحسّن من سمعتها كناقل وطني يحظى بدعم حكومي كبير. وإعلان الخطوط السعودية مؤخراً عن إضافة 54 رحلة بين أبها وبعض المحطات الداخلية لاستيعاب الزيادة على الطلب تصب في الاتجاه الصحيح، ولكن ما زالت الرحلات الداخلية في المملكة لا تتماشى مع الطلب عليها، حيث إن عدد الرحلات قليل مقارنة بأعداد المسافرين وخاصة بين المدن الكبرى مثل الرياض، وجدة، والدمام، وحتى الرحلات إلى حائل، والمدينة المنورة، يعاني المسافرون مشقة في الحصول على حجوزات لهم ولأسرهم.

إنني أتطلع إلى الخطوط السعودية أن تتلمس احتياجات سكان المملكة، والمقيمين في خارج المملكة، والمسافرين الآخرين الذين يحتاجون لخدماتها الجوية، كناقل وطني يمثل ويليق بمكانة الوطن. وأن تقدم الخطوط السعودية خدمات مريحة في الجو وعلى الأرض، ولازلنا ننتظر ذلك على أحرَّ من الجمر.

 

نداء للخطوط السعودية
سعد بن عبدالله السَّبتي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة