ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 03/05/2012/2012 Issue 14462

 14462 الخميس 12 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لئن كان الناشط السياسي المصري وائل غنيم قدّم اعتذاره الشديد للسعوديين عما بدر منه بنقل خبر القبض على المواطن المصري أحمد الجيزاوي في المملكة دون التثبت من صحة المعلومات مما حدا ببعض وكالات الأنباء لتداوله وتضخيمه؛ فإن ذلك لا يعفيه من زرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين حتى لو سلمنا بأن الاعتذار دية الكرام؛ لاسيما أن تداعيات الخبر استعرت حتى وصلت لإساءات جارحة تجاوزت حدود اللياقة وحرية التعبير ووصلت للسب والقذف والخروج بمظاهرات رافقها تهييج إعلامي لم يحسب حسابا للقيم التي تربط البلدين، ولم يدرك تفاهة الحدث الذي نُفخ فيه وأعطي أكبر من حجمه حين تم تحويله من خطأ شخص إلى كرامة أمة!

وما يحمد للشعب السعودي أنه كان وسيبقى دوما على مستوى من الحكمة والعقل والمسؤولية التي اختصت بها بلادهم وتميز بها حكامها على مدى زمن طويل، حينما خصصوا (هاش تاغ) في تويتر للحديث عن شخصية مصرية أثرت في حياة سعودي وذِكْر مناقبها وتأثيرها الإيجابي على حياة كل شخص، وهو المتوقع دوما، بأن نكون من يتلقى الصدمات بهدوء وبدون تشنجات. كما ينبغي عدم إغفال أن الشعب المصري لا زال في حالة احتقان، وهو للتو قد خرج من أزمة سياسية عصفت به اقتصاديا ونفسيا!

ولئن كان ما حصل لا يعدو عن ضرب في العلاقة الحميمة بين البلدين الشقيقين؛ فإن الأمر يتطلب ضبط الإعلام المنفلت الذي أجج تلك الفتنة بينهما حتى صارت وقودا للمشاعر وتشكيكا في النوايا!

والمملكة ومصر هما عقل الوطن العربي وقلبه النابض وأهم مصادر القوة فيه، وبلادنا الحبيبة تسعى دوما إلى التصالح والبعد عن الخصام، وإلى المحبة وتقارب الرؤى وتنبذ الفرقة والكراهية.

وإنّا على يقين من احتواء الأزمة بالتفاهم والحوار من لدن القيادتين وعلاجها بالدبلوماسية والمصالح المشتركة، فلا وقت للمشاحنات والفرقة والاختلافات، بما تتطلبه واجبات الأخوة والعلاقات المتينة بينهما. والكل يدرك أن ما حدث لا يعبّر عن رأي جميع المصريين وإنما صوّر فكر شريحة صغيرة ومجموعة غوغائية تصرفت بدون مسؤولية، وأوقد سعارها قلة من الفضائيات ذات الهدف المشبوه وبعض الإعلاميين المأجورين أو المأزومين أو المأخوذين بنشوة الثورة وورطة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه مصر الحبيبة!

وحين يكون القادة على مستوى من العقل والحكمة؛ فإن تلك الأزمات العابرة لا تعكر صفو الوداد، ولا تقطع وشائج القربى وأواصر المحبة التي تضرب جذورها في أعماق كل سعودي ومصري مرت بهم إشكالات عدة ولكن العلاقات في كل مرة تعود أكثر زخما، وأشد تدفقا.

ألا ترون أن أمامنا أهدافا مشتركة نبيلة لا يمكن أن ينفّذها أحدنا منفردا ؟ فنحن بحاجة إلى مصر أم الدنيا، كما هي لا تستغني عن شقيقتها الحنونة مملكة الإنسانية والتسامح والارتقاء!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
من زرع الفتنة بيننا يا مصر؟
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة