ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 03/05/2012/2012 Issue 14462

 14462 الخميس 12 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

عندما يفقد الإنسان وبصورة مفاجئة رجلاً عزيزاً وغالياً وأثيراً إلى قلبه.. هنا تتعطل لغة الكلام بما يواكب الحدث فلا يدري كيف يبدأ.. لذا أستميح القارئ عذراً إن لم يجد مقدمة ضافية أو عبارات تليق أو تتناسب مع هول الموقف، وهذا ما حدث فعلاً وأنا أتلقى خبر رحيل المربي الجليل والإنسان النبيل زميلي وأستاذي في مقتبل حياتي الوظيفية الأخ الكبير عبدالله العلي العبدالله الخليفة، فقيد العلم والوطن الذي أمضى حوالي نصف قرن في العمل الوظيفي المتواصل ما بين معلم ومدير مدرسة ومدير عام إدارة كان خلالها والحق يقال وقد أفضى إلى ما قدم أنموذج المربي المثالي الحكيم والإداري المخلص القدير والزميل الناصح الوفي.

لقد رحل- يرحمه الله- بعد عمر حافل بالعطاء، رحل بهدوء بعد معاناة طويلة مع المرض بعد أن ظل طوال حياته يملأ المجالس أنساً وحبوراً بحديثه الذي يأسر القلوب بما حباه الله من دماثة الخلق وطيب المعشر وإشراقة التواضع والوفاء، كان دوحة وارفة الظلال يانعة الثمار وصاحب نفس زكية وكرم فياض.. لقد عرفت الفقيد النبيل الغالي منذ أن تعينت بالمدرسة التي كان مديراً لها - مدرسة الشنانة بمحافظة الرس - منذ حوالي خمسين عاماً، وكان عملي بجانبه طالع سعد وفأل خير في مستقبل حياتي الوظيفية حيث وجدت الزميل الوفي والأخ الكريم والصديق الحميم والموجه الناصح الأمين، صاحب قلب نظيف لا يعرف الحقد والحسد والأنانية والاستعلاء إلى نفسه الزكية سبيلا.. كان مشوار حياته الوظيفية حافلاً بالعطاء في حقل التعليم والتربية أولاً ومن ثم انتقل للعمل الإداري في مدينة الرياض وتدرج في مناصب ومراحل متعددة حتى أصبح مديراً عاماً لإدارة القوى العاملة حتى بلوغه السن التقاعدية، وترك العمل بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في مسماها القديم بعد أن أمضى معظم حياته الوظيفية بهذه الوزارة.. وبعد تقاعده منذ حوالي خمسة عشر عاماً خط لنفسه منهاجاً وبرنامجاً قوامه الأعمال الإنسانية في مقدمتها التواصل مع أقاربه ومعارفه ومتابعة ورعاية المحتاجين من كبار السن ممن يلمس تدني أمورهم المادية وظروفهم الصحية.. كما أقام جسراً من التواصل مع أصدقائه وزملائه وجيرانه القدامى إضافة إلى زيارة المرضى.. وهذه الصفات والمزايا ورثها من والده الشهم الكريم الراحل علي العبدالله الخليفة رحمه الله وسار على نهجه أبناؤه وإخوانه مما أكسبهم محبة الجميع.

ولا نملك في الختام إلا الدعاء له بأن يسكنه المولى الكريم في رحاب جناته وأن يرزق الجميع بفقده الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

كاتب صحفي - مدير عام تعليم سابق

abo.bassam@windows live.com
 

لقد رحلت بصمت أيها الفقيد الغالي.. عبدالله الخليفة إلى رحمة الله
عبد الله الصالح الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة