ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 03/05/2012/2012 Issue 14462

 14462 الخميس 12 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأولى

      

على مدى تاريخ العلاقة السعودية المصرية، كانت هذه العلاقة موعودة بين حين وآخر بأقلام وإعلام ومؤسسات مصرية محدودة لا تريد لها الإيقاع الهادئ، أو التعاون الأمثل، بمواقفها المناهضة لكل ما يمكن البناء عليه لتحقيق وحدة الصف العربي، وصولاً إلى تقوية الجبهة العربية أمام التحديات التي تواجهها الأمة العربية.

***

إنه إعلام - غير مسؤول-، ومؤسسات مخترقة، وأقلام مشبوهة، لا يعنيها - مجتمعة أو منفردة- في مواقفها النظر بوعي إلى مصلحة مصر وشعبها، بقدر ما يعنيها أن تسيء إلى هذه العلاقة التاريخية المتجذِّرة، بتبنيها لمواقف أقل ما يُقال عنها أنها مضرة بمصلحة مصر، وإلا كيف لها أن تثير قضايا هامشية ومغلوطة، وتتناسى حكمة قيادة المملكة، ومكانتها العربية والإقليمية والدولية، وحرصها على التسامح عن كل ما تتعرّض له من إساءات، بأمل أن يتوقف هذا العبث الإعلامي وهذه المظاهرات غير المسؤولة.

***

كنا نتوقّع أن يتدخل العقلاء في الشقيقة مصر -وهم كُثر- مبكراً لكبح جماح من يمارس من الإعلاميين هذا النوع من الأكاذيب وتشويه الحقائق، وأن يُقال لهؤلاء الغوغائيين القلة الذين تظاهروا أمام السفارة السعودية كفى ما تفعلون من تصرفات مشينة، ولأن التوقع شيء وما حدث شيء آخر فقد اضطرت المملكة إلى الخروج عمّا اعتادت عليه من تسامح وهدوء، بموقفها الحازم المتمثّل في سحب سفيرها وإقفال السفارة والقنصليات لتضع بذلك الأمور في نطاقها الصحيح.

***

وشعب مصر الشقيق - وهو الحريص على أن تكون هناك علاقة متميّزة ومتوازنة مع شعب المملكة - يعلم جيداً أن هناك حدوداً للصبر، وأن هناك قدرة للإنسان والدول على تحمّل الأذى، وبخاصة حين ينفد صبر العقلاء، أو حين لا تكون هناك خيارات أخرى متاحة لمعالجة الإساءات غير المبررة، على نحو يحفظ لشعب المملكة كرامته، ولبلاد الحرمين الشريفين مكانتها وحقها في حماية مواطنيها، ممن يريد أن يغرقها بتهريب ما هو ممنوع ومحظور، مثلما فعل المواطن المصري الجيزاوي.

***

فقد كان هذا المتهم -الذي تدافع عنه مجموعة غوغائية بمظاهرة أمام السفارة السعودية بالقاهرة، مع تأييد ومساندة من الأقلام المأجورة- يسعى للكسب المادي على حساب صحة المواطن السعودي, ودون أن يعبأ بالتعليمات والتحذيرات التي سبقت وصوله إلى أرض المملكة، لأنه - على ما يبدو- كان مطمئناً وهو يتصرف هكذا على أن مظلة الإعلام المصري المشبوه سوف تحميه من المحاكمة العادلة، فيما أن هذا الإعلام يستغل مثل هذه الواقعة - كما استغل ما يماثلها من قبل - كقميص عثمان، للتشويش على العلاقة الثنائية بين بلدينا نحو الأسوأ بتصعيد الحملات الإعلامية بهذا القبح تنفيذاً لأوامر خارجية، لا دفاعاً عن شخص اعترف بجرمه وبانتظار كلمة القضاء وما تسفر عنه التحقيقات.

***

لقد كانت المملكة وفية دائماً مع شقيقتها الكبرى مصر ومع شعب مصر العزيز بالدعم المالي والاقتصادي والسياسي، وظلت أرضها وشركاتها ومؤسساتها وجميع فرص العمل فيها متاحة إلى اليوم لأكثر من مليون مصري يعملون بالمملكة مع أسرهم مكرّمين معزّزين دون أن نمنَّ بذلك.

***

إن ما حدث مؤخراً من مظاهرات أمام السفارة السعودية بالقاهرة من قِبل غوغائيين ومن مساندة إعلامية بأقلام مأجورة لا يمثّل الشعب المصري الشقيق ولا الإعلام المصري النزيه، وإنما هي فقاعات لمواقف أملاها الحقد وعدم الشعور بالمسؤولية نحو مصلحة مصر أولاً وأخيراً، وقد جاءت استجابة لإملاءات خارجية تعرف أن قوة العرب لا تكون إلا بتماسك العلاقة السعودية المصرية، وأن ضعفها وبالتالي ضعف العرب، إنما يأتي من الخلل في هذه العلاقة.

***

وإننا على يقين بأن ما جرى خطأ سوف تتصدى له القوى المصرية الشريفة لتصحيحه، وضمان عدم تكراره مرة أخرى سواء في الشارع أو في وسائل الإعلام، بقرارات مصرية رادعة، لأن البديل سيكون لدى المملكة التي تملك من الأدوات ومن السياسات ما سيجعل الشقيقة الكبرى مصر هي الخاسر الأكبر في تراجع علاقاتها مع المملكة. وبخاصة حين تتعامل المملكة مع هذا النوع من الإساءات بحزم، وحين تفرغ من قاموس هذه العلاقة القول: عفا الله عمّا سلف!!

 

نعم لعلاقة متميِّزة مع مصر.. ولكن!
خالد بن حمد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة