ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 05/05/2012/2012 Issue 14464

 14464 السبت 14 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تخيّل شعورك عزيزي لو سهرت الليالي لتكتب بحثاً علمياً مؤصّلاً، أو قصيدة شعرية، أو مقالاً جميلاً، ثم تفاجأت بإنتاجك وقد تمّت سرقته جهاراً نهاراً، إذ سيكون الغضب هو الناتج الطبيعي، ولكن إلى أيّ درجة سيصل هذا الغضب لو رأيت السارق يتبجّح بإنتاجه المسروق، ويفخر به على الملأ دون أن يرفّ له جفن؟، وربما أنه سيتباهى به أمامك شخصياً، ولا يقل لي أحد إنّ هذا لن يحصل، فقد حصل ولا يزال يحصل أمام أعيننا بشكل متواتر، فقد أصبحت الذمم واسعة بشكل يفوق كل تصوُّر.

أذكر في هذا السياق أحد أساتذتي عندما كنت معيداً بجامعة الملك سعود، فقد كان يتعامل معنا بفوقية، ولو ائتمرنا بأمره لأمرنا أن نحمل حقيبته، وكان يبرّر هذا السلوك بأحقيّة «العلم»، إذ إنّ مؤلّفاته ينوء بحملها العصبة أولو القوة، وكان يفاخر بها على الملأ، وكم كانت دهشتنا عندما تم فضحه على رؤوس الأشهاد في أكثر الصحف انتشاراً، فقد اتضح أنه «سارق» محترف لمعظم إنتاجه العلمي، وقد تم إنهاء عقده من الجامعة، بعد أن عاش سنين طويلة على الزيف، أما طلابه الذين تخرّجوا على يديه، فلا تزال تلاحقهم لعنة فعلته المشينة بعد كل تلك السنين الطوال.

ويبدو أنّ أستاذنا المزيّف قد ترك بصمته، إذ إنّ أحد المشاهير لا يكاد ينفك من تهمة سرقة علمية حتى تلاحقه أخرى، ومع أنّ بعض التهم قد ثبتت عليه بالطرق القانونية، إلاّ أنّ تابعيه، حتى لا أقول متابعيه لا يزالون يدافعون عنه، وأكاد أجزم أنّ سبب استمرائه لما يفعل هو هؤلاء التابعون، الذين لا يسألونه عما يفعل، وطالما أنّ الأمر كذلك فهو لن يكترث، ولكنه قد تجاوز كل الحدود المعقولة مؤخراً، فماذا تراه فعل؟.

لقد نسب أبياتاً شهيرة لشاعر شهير جداً إلى نفسه، ولم يشر إلى ذلك من قريب أو بعيد، ومع أننا نتفّهم أن تتم سرقة إنتاج علمي لشخص مغمور، إلاّ أنّ العجب يتملّكنا حيال هذه الجرأة التي جعلت هذا «المنتحل» ينسب تلك الأبيات التي يردّدها الناس على مدى عقود إلى نفسه، رغم شهرتها الكبيرة، إذ إنها قيلت في مدح زعيم عربي شهير في عزِّ أيامه، ولا يمكنني أن أفسّر هذا الأمر إلاّ «باحتقاره لتابعيه»، إذ إنه يعتقد أنّ مستواهم الفكري أقل من أن يعرفوا تلك الأبيات الشهيرة جداً، والتي سرقها في وضح النهار!، ولعلّهم يستحقون!.

وختاماً، نقول لسارقي العلم «افعلوا ما شئتم ولكن إياكم وانتهاك حرمات العلم، فهذه جرائم لن يرحمكم التاريخ حيالها، فهل تعقلون»؟.

فاصلة: «اللص يعتقد أنّ كل الناس لصوص».. (ادجار واتسون).

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
ألا تخجلون!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة