ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 07/05/2012/2012 Issue 14466

 14466 الأثنين 16 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

سبق وأن كتبت عن فضيلة الشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، هذا الرجل الذي لا تملك إلا أن تحترمه حتى وإنْ اختلفت معه، فهو صاحب مبدأ لا يحيد عنه، والناس بطبعها تحترم أصحاب المبادئ أيّاً كانت توجُّهاتهم، وأعرف تماماً أنه يواجه ضعوطاً كبيرة من أتباع الإسلام المسيّس، فهم يحاولون أن يوجِّهوا فتاواهم حسب ما تمليه مصالحهم، ولكنه يقف دون هذه المحاولات، ولذا أستطيع أن أجزم بأنه يقف عقبة كأداء في طريقهم، وذلك نظراً لسعة علمه، وشعبيته، ومحبة الناس له، ومع ذلك فهو مقل في فتاواه، نسأل الله له طول العمر والسداد.

على الجانب الآخر، هناك أولئك الذين لم يؤتهم الله حظاً من علم، ولا مصداقية، ومع ذلك فهم يتصدّرون مجالس الفتيا، وقد نتج عن ذلك تشويش على العامة، وإساءة لهذا الدين، ولعلّكم سمعتم عن الفتوى الأخيرة لأحدهم - غفر الله لنا وله - فقد التقى بمجموعة من الطلاب المبتعثين، وعندما سألوه عن قيادة المرأة للسيارة والحجاب الشرعي، أفادهم بجواز ذلك، على أن تتم تغطية الوجه من منتصف الجبهة حتى نهاية الشفة السفلى!، وهذه باقعة، فلا هو الذي أفتى بجواز كشف الوجه صراحة، ولا هو الذي حرّمه، والحقيقة هي أنه أجاز كشف الوجه بما يشبه الحيلة !، هذا عدا أنّ فتواه تحوّلت إلى نوع من السخرية، وهذا بالتأكيد يشوّه سمعة الدين والفتوى معاً، خصوصاً لو تسرّبت مثل هذه الفتوى إلى وسائل الإعلام الأجنبية، فهل يا ترى هناك شواهد أخرى؟.

نعم، ففي ذات الأسبوع انفجر أحد المشايخ غضباً، وأفتى بفتاوى نارية متشدّدة، والغريب أنّ ما قاله كان مناقضاً تماماً لما كان يردّده منذ أكثر من عقد، فما الذي تغيّر؟. يقول العارفون إنه كان متشدّداً جداً، وكانت فتاواه حينها متشدّدة، ثم فجأة أصبح وسطياً فجاءت فتاواه المتسامحة تترى، حتى ظنّ المتساهلون من الناس - ناهيك عن المتشدّدين - أنه تجاوز كل الحدود، وها هو يقلب ظهر المجن مرة أخرى وتعود فتاواه المتشدّدة، بل المناهضة لتوجُّه الدولة التنموي، فهل يا ترى تحوّلت الفتوى من وسيلة لتبصير الناس في أمور دينهم إلى «قنبلة» انتقام شخصي؟، فلئن كان الأمر كذلك، فالأمر جداً خطير.

وختاماً، يجب أن تكون هناك وقفة حازمة من «تسييس» الفتاوى لخدمة أهداف شخصية ومصالح حزبية ضيّقة قبل فوات الأوان.

فاصلة: سُئل الإمام مالك بن أنس عن مسألة، فقال «والله لا أعلمها ولا أقول فيما لا أعلم، ولا يغرنّك طول لحيتي والتفاف الناس من حولي، والله لا أعلمها لا أعلمها»، هذا مع أنه يقال: «لا يفتى ومالك بالمدينة!».

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
الفتوى بالهوى وبدونه!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة