ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 10/05/2012/2012 Issue 14469

 14469 الخميس 19 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

يبدو أن المواجهة بين دول الخليج والعدو الفارسي المحتل آتية لا ريب فيها، خاصة بعد أن اتخذت دول الخليج موقفاً تصعيدياً في مواجهة تصعيدات إيران، وهو عين الصواب، فالتراخي وتحاشي المواجهة، شجع كثيرون بمن فيهم الإيرانيون بدفع أية خلافات معم نحو الهاوية متعدين للحصول على مكاسب وتنازلات سياسية.

إيران تحاول بشتى الطرق أن تفرض نفسها في منطقة الخليج، وبالذات في مياهه، كقوة ضاربة، فقد (هددت) باستخدام القوة العسكرية في مواجهة مطالبة الإمارات بجزرها التي احتلتها إيران. ويبدو أن الرئيس ومن وراءه الولي الفقيه في طهران، فقدوا توازنهم تماماً عندما رأوا استثماراتهم السياسية في سوريا، وحتماً لبنان بعد سوريا، تؤول إلى السقوط. التصعيد في الخليج بهذا الأسلوب غير المعروف تاريخياً في التجاذبات السياسية بين إيران من جهة ودول الخليج من الجهة الأخرى يعني أن إيران تريد أن تعيد تموضعها وترتيب أوراقها في المنطقة بعد خسارتها في سوريا على حساب دول الخليج؛ وهذا بالنسبة للخليجيين يجب أن يكون خطاً أحمر؛ بل إن موقف الخليجيين الحازم تجاه نظام الأسد كان من ضمن أسبابه أنه فتح أبواب سوريا ولبنان على مصاريعها للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة لأسباب محض طائفية، فضلاً عن أن العراق أصبح عملياً ولاية إيرانية تُدار من طهران، إضافة إلى أن مسؤولين إيرانيين كبار دعوا إلى اتحاد بينهم وبين العراق بعد أن طُرحت فكرة انتقال دول المجلس من التعاون إلى الاتحاد، ما يجعل الأمر حسب هذه التراكمات والمؤشرات في منتهى الخطورة، فالقضية بالنسبة للخليجيين أصبحت قضية (وجود)، تتعلق بنكون أو لا نكون؛ وفي تقديري أن الخطر الإيراني لا يقل أبداً عن الخطر الذي شكله على دول الخليج نظام صدام عندما احتل الكويت في بداية التسعينات من القرن الماضي.

صحيح أن الإيرانيين معزولون، ومحاصرون اقتصادياً، ولا يملكون هامشاً للمناورة إلا التلويح بالقوة العسكرية، وغني عن القول إن تفعيل القوة العسكرية هي بالنسبة للإيرانيين خياراً شمشونياً، مثلما كان إقدام صدام على احتلال الكويت خياراً شمشونياً أدى إلى اقتلاع نظامه نهائياً؛ والإيرانيون يدركون ذلك جيداً، حتى وإن بدوا إعلامياً يتعمّدون التهور والتصعيد، إلا أنهم عند القرار يدرسون خيارتهم بموضوعية، ولا يقدمون على أية خطوة إلا وهم يعرفون مآلاتها وإلى أين ستأخذهم جيداً.

إن الذي يجب أن ندركه أن التغيرات التي حصلت في المنطقة، وبالذات في سوريا، خلقت وضعاً جديداً في تعاملات الخليجيين السياسية مع إيران، يختلف كثيراً، وبشكل قد يكون جوهرياً، عما كان سائداً ما قبل أحداث سوريا. هذه التغيرات واختلاف المعطيات لا يمكن لدول الخليج من مواجهتها إلا بإعلان الاتحاد، وهي الفكرة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في كلمته الافتتاحية أمام قمة مجلس التعاون الخليجي الثانية والثلاثين بالرياض. وفي تقديري أن الاتحاد هو الخيار الوحيد (المتاح) لمواجهة هذه المتغيرات والتحديات القادمة من الضفة الأخرى للخليج بالنسبة للدول الواقعة على الغرب منه، كما أن الوقت يعتبر عاملا رئيساً في هذه القضية، فأيّ تأجيل أو تريّث قد يكون له انعكاسات سلبية خطيرة على الأمن الخليجي أمام الغول الإيراني. ومن يعتقد من دول الخليج أنه في منأى عن خطر التوسع الفارسي فهو لا يقرأ الواقع والمؤشرات جيداً، فالجميع تحت حد السكين الفارسية سواء، وليس ثمة استثناء إطلاقاً.

إلى اللقاء.

 

شيء من
نحن والإيرانيون: نكون أو لا نكون
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة