ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 13/05/2012/2012 Issue 14472

 14472 الأحد 22 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أقوى دوافع النجاح في العمل هو السعادة فيه، وبه..

حين تكون السعادة زفير شهيق الراحة، والاطمئنان للاستغناء عن الآخر، وسداد منافذ الحاجة...

السعادة حين تكون عملا مرضيا، ذات مواعيد لا تتناقض مع مسؤوليات أساس في حياة المرء..

فكم شقي من يعمل حين يقصيه نفاذ أيام الاضطرار عن عيادة طبيب، ويكون رئيسه غير مرن في معالجة صوارم النظام..

وكم شقي أب، وشقيت أم تعمل وطفلها يئن من الحمى، أو أزمات الصدر، في أحلك مواسم الغبار.., والعمل لا يتيح لها شرطه تجاوز الوقت،..

وكم.. وكم.. ذرفت دموع المكبلين بأعمالهم، لأن مسطرة النظام، لا يقابلها في الغالب رحمة المنفذين..., وقدرتهم على تطويع المواقف، وتبادل الأدوار بين الموظفات والموظفين، لمواجهة طوارئ بعضهم..

أراهن سعيدات، يقفن في المحلات وحولهن النساء فرحات.., يخترن عطورهن، ووسائل تجميلهن، وملابسهن دون ما يقلق، أو يحرج، أو يمنع عن السؤال...

في الأمس رافقت صغيرتين لابتياع بعض العطور لتهديانها لرفيقتهما التي تنام في المشفى..

قابلت للمرة الأولى البائعات الشابات، وكلهن حماس، وفرح، ونشاط، وهمة...تفوح تباشيرها ,

فسرت لروحي نفحات السعادة التي كانت تنثر أريجها من تحت حجابهن، ومن خلال كفوفهن الحاملة الطيب في زجاجاته المغلفة..

تعرفت عليهن، مقصدي الكشف عن جدوى التجربة، والاطمئنان لموقف البائعات السعيدات..

ثمة خبرة ستؤول..

وثمة تمكن سيتحقق..

غير أن ثمة ما يحتجن إليه لتكمل السعادة، وتكف ضغوط الحاجة : وهو تناسب الدخل مع ساعات العمل في فترتين، تبدأ الأولى في اليوم التاسعة من صباحه، وتنتهي الثانية العاشرة من ليلته..، وما تتطلبه من الوقت استعدادا ووصولا لموقع العمل، واستعدادا وعودة للبيت..

كذلك ثمة ما يحتجن إليه، وهو وسائل مواصلات، ليتناسب العمل مع متطلباته.. بما يراعي وضع أسرهن، وعوزهن في هذا الجانب..

إذ إلى الآن لم تتوافر وسائل النقل العامة الآمنة، المتاحة في أرجاء المدن، ومسارات طرقها، وهذا يتطلب زمنا ليس بالقليل..

فإن لم تتحقق لهن المواصلات عن جهات العمل، فلا أقل من توظيف عدد آخر منهن لفترة العمل الثانية, مع مراعاة التناسب بين العمل، والمقابل المادي.. إذ هو زهيد زهيد..

وثمة بدل إضافي يقابل الجرأة في الارتياد لمن وافقن أن يسددن الحاجة بالأولية في المضمار..

لإن كل مبادرة وبدء لهما ضريبة نجاح، بمثل ما لهما ضريبة صبر..!!

تلك مقولة التاريخ..!!

غادرتهن، وثمة خفقة دعاء في تجاويف القلب بأن يحفظهن الله، ويسدد خطاهن، ويعصمهن، ويحفظ عليهن الخلق.. , وتقوى الله..

وأن يديم السعادة لهن، ويرفد جداولها نحو قلوبهن.., وحياتهن، ويقيل عثراتها..

هذه الحياة التي خلق فيها الإنسان في كبد.., وقدر عليه العمل لعمارها،..

وأول عمار صالح هو عمار النفوس بالسعادة عن الرضا، والقناعة, فالاعتماد على النفس، حين تسد الحاجة بالعمل، لا بالاتكال، والطلب.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855
 

لما هو آت
البائعات السعيدات..!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة