ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 13/05/2012/2012 Issue 14472

 14472 الأحد 22 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أجمل ما في مصر، وكنيتها أم الدنيا، أنها أوقفت العالم على قدم واحدة، في الخامس والعشرين من يناير العام الماضي، ولمدة ثمانية عشر يوماً، حتى تنحى رئيسها السابق، وها هي من جديد تعود إلى الضوء بقوة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث عقدت أول مناظرة بين مرشحين للرئاسة، هما عبدالمنعم أبو الفتوح، المحسوب على جماعة الإخوان، حتى وإن انسحب منها، والثاني هو عمرو موسى، الدبلوماسي المعروف، والمحسوب على النظام السابق الذي عمل كوزير خارجية، والأمين العام لجامعة الدول العربية.

ولم يكن المهم تقييم أداء المرشحين في المناظرة، ولا أيهما كان مقنعاً للشعب المصري في برنامجه الانتخابي، إن كان لديهما أصلاً برنامج انتخابي واضح، ولكن الأجمل هي فكرة وقوف الرئيس المنتظر على قدميه لمدة ساعة تقريباً، كي يقنع المواطن المصري البسيط الذي يجلس في مقهى، أو الفلاح المصري الجالس قرب ترعة في الريف، لكي يصوّت له، وهو أمر جديد في العالم العربي، أن يكتسب الإنسان الذي ظل في الهامش لعقود طويلة قيمته المنتظرة.

لم يعد المواطن المصري مواطناً عادياً، يسهل خداعه، بل اكتسب من تجربة الثورة، والمرارة قبلها تلك الخبرة اللازمة لكي يفرز بين من يحقق آماله وطموحاته، وبين من يبيعه الوهم والأمنيات، ولعل متابعة ردود أفعال المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف جزءاً من هذا الوعي، فالجميع يعرف من هو عبدالمنعم أبو الفتوح، ومن هو عمرو موسى، فتجدهم مقتنعين بأن الأول من فلول الإخوان، والثاني من فلول النظام، ورغم ذلك يدركون أن عليهم الإنصات للجميع، ومعرفة من يستطيع أن يقود مصر في المرحلة المهمة القادمة.

ورغم أن كل مرشح في تلك المناظرة كان ينال من الآخر، بالتلميح والتصريح بأنه من تركة الإخوان أو النظام السابق، فالأول يلوم الآخر بأنه مارس الصمت على أخطاء النظام واستبداده طوال ثلاثين عاماً، بينما الثاني يلوم الآخر بأنه من فلول الإخوان الذين لا يميزون بين الشريعة وبين المنافع السياسية الواجب استغلالها، وهكذا جنحت المناظرة إلى استغلال شخصي لتاريخ المتناظرين، دون التركيز على البرامج الانتخابية لكل منهما.

بعضهم يلوم تبرير عقد المناظرة بين هذين القطبين، دون النظر في حظوظ المرشحين الآخرين، خاصة حمدين صباحي الرئيس السابق لحزب الكرامة، رئيس تحرير جريدة الكرامة، والذي كانت له مواقف مهمة وشهيرة، أبرزها وقوفه في مناظرة مباشرة مع الرئيس الراحل أنور السادات عام 1977م، ممثلاً لاتحاد طلاب مصر عقب الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار. وكذلك محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، وهو رئيس الحزب وأحد القيادات السياسية في جماعة الإخوان المسلمين.

من سيقود مصر في هذه الفترة الحرجة يجب أن يكون قادراً على الخروج بمصر من أزماتها الراهنة، أن يكون سياسياً عقلانياً، قادراً على امتلاك سياسة متوازنة بين الاهتمام بالداخل وحل أزماته المزمنة، وبين الحفاظ على علاقات حسن الجوار مع الدول المحيطة، وتبادل المنافع والمصالح المشتركة، بعيداً عن عواطف أقليات في الشارع المصري، التي قد تأخذها إلى مناطق غير مأمونة.

 

نزهات
وقوف الرئيس أمام مواطن جالس!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة