ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 17/05/2012/2012 Issue 14476 14476 الخميس 26 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ملحق البيعة

      

المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي قد اتخذت خيار الدولة الحديثة الحضارية متوازياً مع مسارها الأخص المتمثل في الحفاظ على هويتها الإسلامية الخالصة ومقوماتها الدينية التي لا تقبل المساس بها. هذه الثنائية ليست سهلة في دولة مثل المملكة العربية السعودية والتي يعيش على ربوعها شعب متدين محافظ وهو في ذات الوقت ينشد التحديث والتطوير ويعيش معهم ملايين الوافدين ويفد إليها كل عام ملايين الزائرين بعاداتهم وتقاليدهم. تحديات بلا شك ليست سهلة لكن المملكة العربية السعودية استطاعت خلال المائة عام أن تجمع تلك الثنائية في خط صاعد متدرج حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.

اللافت للراصدين لعهد الملك عبدالله أن هذه الثنائية صامدة ومستمرة في عهده إلا أنها اختصت بالسرعة وعدم البطء والمبادرة إلى كثير من مواكب التطوير والتحديث لهذه الدولة السعودية مع عدم إخلالها بالمبادئ التي قامت عليها هذه الثنائية.

خلال السنوات السبع الماضيات بقيت وظلت السعودية بسمتها ومحافظتها على مبادئها وتمثلها بتقاليدها وعاداتها كما أنها قفزت إلى رتب عالية في أطر الدولة الحديثة وأخذت مسارات التعليم بالذات نقلات متميزة لم تشهدها السعودية من قبل. المتابع للحالة والمشهد السعودي في عهد الملك عبدالله يلحظ بدقة متناهية التغيير والنقلة الكبرى في أهم ثلاثة مجالات ومسارات كانت تواجهها الدولة هي التعليم والقضاء واللحمة الوطنية.

- استطاعت الدولة أن تقضي على تلك الأزمات الطلابية والتعليمية المتلاحقة التي كانت ترهقها كل عام والمتمثلة في قبول الطلاب في الجامعات والمعاهد. وأصبح مقعد الطالب متوفراً بكل يسر وسهولة ليس في جامعات محدودة فحسب، بل في المنطقة والمحافظة التي يقطنها. وهذا في نظري نجاح ليس عادياً أبداً لدولة مترامية الأطراف واسعة المساحة مثل المملكة العربية السعودية. وانطلق المشروع الأكبر في تاريخ التعليم بالمملكة وهو الابتعاث الخارجي الذي شكل نقلة وطنية وتعليمية واجتماعية هامة. ونجح الملك عبدالله في توطين التعليم والنهوض به وإعطاء كل شاب وفتاة حقه في التعليم بأيسر وأسهل سبيل.

- أما القضاء فقد كانت الشكوى المستمرة في قلة أعداد القضاة وبطء الإجراءات وضعف الإمكانات المادية والتقنية أمراً مقلقاً لكل مواطن ومقيم. ثم استطاع الملك عبدالله أن يقفل تلك الملفات الشائكة والمقلقة بإعلان مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء ورصدت مليارات عديدة لتطوير البنية التحتية للمحاكم والمنشآت القضائية وتم تطوير النظم العدلية والدفع بأعداد كبيرة لسلك القضاء وإحداث الوظائف القضائية والحوافز المادية. كما تم إنجاز مشروع الثروة العقارية عبر السجل العقاري والربط الآلي لكتابات العدل حتى صارت المملكة المرتبة الأولى عالمياً في تبسيط وتسريع إجراءات نقل الملكية والإفراغ حسب تصنيف البنك الدولي.

- أما النجاح المهم في نظري فهو رؤية الملك عبدالله نحو اللحمة الوطنية والمحافظة على مقوماتها وإطلاق مشروع الحوار الوطني الناجح الذي قدم تجربة سعودية ناجحة بامتياز لم تتردد كثير من الدول في الأخذ بها والاستفادة منها. والتحديات التي كان يواجهها المواطن في لحمته الوطنية والمناكفات استطاع الحوار الوطني أن يستوعبها في أطر حوارية هادفة تقبل الاختلاف وتنفي الخلاف وأن الوطن الذي يجمعنا جدير أن نتحاور من أجله ونحافظ على مكتسباته.

إن السنوات السبع الخضراء المباركة التي شهدناها جميعاً تؤكد نجاح الخطوات الرائدة لهذا الملك المصلح عبدالله بن عبدالعزيز لتحديث هذه الدولة والمحافظة على ثوابتها وعدم المساس بمبادئها وهو ما نجحت فيها السعودية بكل اقتدار.

d-almushaweh@hotmail.com
فاكس: 014645999
 

ثنائية عهد الملك عبدالله
د. محمد بن عبد الله المشوح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة