ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 19/05/2012/2012 Issue 14478 14478 السبت 28 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هناك قاعدة ذهبية في الحوار، لو اتخذها كل المتحاورين لهم نهجاً، لأثمر الحوار خيـــراً، وأورق النقاش نفعاً، ولما تحول الحوار إلى جدال ولجاج..!

تلك القاعدة تقول: “إنه ليس كل مجتهد مصيباً ولكن - بالتأكيد - لكل مجتهد نصيب”..!

ليتنا نؤمن أن كثرة الجدال والحرص على تخطئة الطرف الآخر، واللجوء إلى ساقط القول لا يمكن أن تقنع شخصاً، أو تحق حقاً، بل حصيلتها فشل الحوار، وربما الفرقة والضغينة بين المتحاورين..!

لو أن كل متحاور وقع في نفسه أن الحق قد يكون معه ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل الحق معه، فقد تتكشف له بالإصغاء للطرف الآخر جوانب تُريه أن الحق الأبلج إنما هو مع محاوره وليس معه.

لكن..!

هذا لا يتم إذا تحول الحوار إلى ملاحاة، وصار الجدال لجاجا، إن هذا يتم عندما يكون حرصك على الإصغاء - كطرف محاور - أكثر من حرصك على الحديث باعتبار الحق ضالة المؤمن سواء نبع ذلك من ذاتك أو تلقيته من غيرك، ويتم - أيضاً - بعدم التعصب الأعمى والقبول بالحق دون إحساس مريض بأن ذلك ينال من قدرك أو كرامتك.

إن كل إنسان يستطيع خلال الحوار المسموع أو المكتوب أن يأتي بأقسى الكلمات ولكن ليس كل إنسان قادراً على أن ينبت على شفتيه إلا طيّب الكلمات، ولهذا قيل - ذات مرة - لشاعر مجيد: إنك لا تستطيع أن تهجو بقدر إجادتك للثناء، فقال لهم جواباً مفحماً: “إن الشاعر الذي يستطيع أن يقول: حسن الله وجهك قادر على أن يقول: قبح الله وجهك”..!

وهذا صحيح فعلاً..!

ولكن ما بين القدرة على قول الحسن والاقتدار على النطق بالقبيح مسافات طويلة لا يستطيع أن يقطعها إلا أولو الصبر والاتزان من الناس.

ـ 2 ـ

ومافيَّ إلا تلك من شيم العبد

- كم هو تراثنا الشعري العربي غني بالمعاني الجميلة التي تطرب وأنت تقرؤها، وتلمس نصاعة القيم التي تتجسد بين صورها.. وإذا كان امتداح النفس معاباً فإنه عندما يمثل واقعاً حقيقياً فإنه يجيء مقبولاً بل مطلوباً.. وكلما قرأت بيتا لحاتم الطائي، ورأيت كيف يرسم من خلاله لوحات من مكارم الأخلاق, كان قد رسمها - قبلاً - بفعل كرمه وسخائه.. كلما قرأت لهذا الكريم أكبرته، وازدهيت به. ومن منا لا يؤثر هذا المعنى في هذا البيت من شعره:

وإني لعبد الضيف مادام ثاوياً

وما في إلا تلك من شيم العبد

ما أزهى هذا الشعر..!

وما أزهى هذه الشيم التي ترسمها لوحات تفيض عطاء ومكارم أخلاق.

ـ 3 ـ

إعلام بلا صدق

- أي خطاب إعلامي

لا يرتهن إلى الصدق يفتقد أهم مقومات الإقناع به، والقناعة بمضمونه.

وبكل أسف فأغلب ما نسمعه ونقرؤه عبر المنابر العربية يفتقد إلى هذه المصداقية وبالتالي يكون غير قادر على التأثير على متلقيه.

ـ 4 ـ

آخر الجداول

- للشاعر الراحل: محمد الثبيتي:-

(( تفوحين من حُمّى شبابي قصيدة

أشاطرها لوني وشكلَ أناملي

وألُقِي على أفراحِها رونقَ الضَّحَى

وأسقي مُحيّاها صباباتِ ساحِلِي))

hamad.alkadi@hotmail.com
فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi
 

جداول
الحوار بين خطأ الآخرين وصوابنا
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة