ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 19/05/2012/2012 Issue 14478 14478 السبت 28 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

** قال وهو يروي حكايةَ السلطويّ في المجتمعــات الأبويّة: إنهم يَقسُـــــون ويُقصون؛ حتى إذا خلا الملعبُ منهم وجدتَ خلفاءَهــــم يهيمون في تيهٍ يمتدُّ عبر مسافات العقل والقلب، وقد شبّه “نوري السعيد 1888-1958م” دوره في الحكم بغطاءِ المجاري حين قال قولته الذائعة: “أنا أقعد على فوهة بالوعة ولو تزحزحتُ لفاحت جيفها”، وما يزال العراق الكريم منذ أكثرَ من نصف قرن محتاجًا لمن يعيد رائحةَ النخلة الصابرة والنهر العذب.

** يدعُ السلطويون مواقعهم “طوعًا أو كرهًا” دون إعدادِ صفٍ ثانٍ قادرٍ على إكمال البناء التنظيمي؛ فتخرجُ قياداتٌ جديدةٌ من معتقلاتها “القولية والفعلية” لتجد نفسها فوق كرسي وتحت تاجٍ؛ فتتوهم عَظَمةً زائفةً ثم تختلط الأوراق.

** كذا تبدو حكايات بعض الربيع العربي، وكذا تعرينا فضاءاتُ الإعلام الرقميّ، ومَثلُهما الأبُ الذي يفكر ويقرّر بالنيابة ثم يرحل مخلفًا ورثةً قاصرين؛ وكذا من كان قزمًا داخل القمقم ثم تُوُهم عملاقًا ماردًا حين انفتح الغِطاءُ ؛ فبات كبيرًا وهو صغير، ومنطلقًا وهو مقيد، وعارفًا وهو هارف.

** لا يمسُّ الحديثُ تجاربَ محددةً أو شخوصًا بأعيانهم؛ فلا قيمةَ لمؤقتٍ في نظرةٍ استشرافيةٍ، بل يعرضُ غدَ الانفتاح الذي أعقب إقفالا؛ فلم يستطع كثيرون فهمه، وتجاوز آخرون الدوائر الحمراء والمحرّمةَ في الشارعِ والوسيلة؛ فطغى هامشٌ طَرَفيٌّ على متنٍ مركزي، وساد الجموحُ فوق التعقّل، وورثنا مشكلات الأقفال التي ضاعت مفاتيحُها.

** لن يلام الربيع الذي أعقب “خريفاتٍ مجدبةً”، كما لا يمكن سدُّ بوابات الإعلام المشرعة ولو لم تكن مشروعة؛ واللومُ على من لم يهيئْ ناسه لنَقَلاتٍ متوازنةٍ؛ فالديكتاتوران السياسيُّ والإعلاميُّ لا يصنعان التحول الهادئَ حين يختفيان أو يُزاحان.

** في المستوى التنظيمي لا يُعدُّ المسؤولُ الأول الذي يعمل بنفسه ويحقق إنجازاتٍ مسؤولاً مثاليَّاً مهما بلغ نبوغُه ومنتجُه؛ فالفراغُ الذي يخلفه خروجه من الكرسي مؤرّقٌ ما لم يكن قد عمل وفق نظام مؤسسي وكوّن إدارة بديلةً قادرة على صنع الامتلاء وانسيابية الانتقال.

** الثقافة التنظيمية تهيئُ المجتمع الإداريّ للمأسسة الكاملة كيلا تُصبحَ المنظمات في مهب رياح رؤسائها المتبدلين، والوعي الجمعي ذو أثرٍ في تقليص سلبيات “الفردية الانعزالية” التي أشعرت رواد الفضاء “السايبروني” أنهم يحكُمون ويحلُمون، ويخططون وينفذون، ويقولون ويتقولون، ويتوهمون ويُوهمون؛ فإذا أووا إلى ذواتهم أيقنوا أنه تفريغ في فراغ أو فرضيات في افتراض، وسيندم من اتكأ عليها للتجديف بحق المقدس وانتهاك عصمة الأعراض والتساهل بالغيبة وتجاوز لياقة المفردة.

** بين الرقابة الصارمة والأبويةِ الخانقة وارتفاع الأسقف وسقوط الكراسي مسافات لن نسلم من شرورها وآثامها لكنها ضريبة التحول من الإغلاق إلى الاندلاق، وهو “هنا” أهونُ المفسدتين، ودورنا تحويلُه إلى مصلحة.

** التربةُ تربية.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

أقفالٌ بلا مفاتيح
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة