ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 20/05/2012/2012 Issue 14479 14479 الأحد 29 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ما إن قرأت رسالتهم إليّ؛ حتى شعرت أني متعاطف معهم إلى أبعد حد. إنهم آلاف من إخواننا وأبنائنا، أعضاء السلك الدبلوماسي الذين يعملون في سفارات وملحقيات وقنصليات بلادهم، في عشرات الدول التي تقع قي قارات هذا العالم، ومع عدد كبير منهم؛ أُسر وأطفال وأهل، وهم الذين يمثّلون وطنهم خير تمثيل،

ويتحمّلون الغربة، ويعانون وحشة البُعد عن ديار الأهل والأقارب والصحبة سنوات طوال، ومن خلالهم يرى العالم كله ويلمس؛ ديننا وثقافتنا وحياتنا وطباعنا وأخلاقنا، وما يعكسه عضو البعثة الدبلوماسية عن وطنه ومجتمعه، يغني عن غيره لمن أراد أن يعرف شيئاً عن بلده.

- لأول مرة أقف على (سلّم رواتب الدبلوماسيين)، الذي هو يبدأ من ملحق أول - ما يعادل موظف مرتبة سابعة - حتى سفير؛ الذي يعادل موظف المرتبة الخامسة عشرة.

- الملحق أول راتبه 5555 ريالاً؛ فهو وإن عادل موظف المرتبة السابعة في سلّم الموظفين العام، إلاّ أنه لا يصل إلى مرتَّبِه الذي يبلغ 7006 ريالات، وحتى لو تدرّجت وظائفهم من ملحق إلى سكرتير أول وثانٍ وثالث، تظل رواتبهم أقل من نظرائهم على سلّم الموظفين العام بفروقات تصل إلى ألفي ريال.

- وإذا كان الدبلوماسي على وظيفة مستشار أول، أو وزيراً مفوضاً، فمرتّبه لن يتجاوز 16665 ريالاً، وحتى السفير أول؛ لن يفرق عن موظف المرتبة الخامسة عشرة بأكثر من900 ريال.

- كل هذه المقارنات؛ هي على سلّم رواتب الموظفين الدبلوماسيين، وسلّم رواتب الموظفين العام الصادر عام 1432هـ.

- الذي نعرفه منذ زمن طويل؛ أنّ سلّم رواتب الموظفين الدبلوماسيين في بداية إصدار لائحته، كان يتضمّن زيادة 25% عن سلّم رواتب الموظفين العام، بسبب طبيعة العمل الدبلوماسي في الخارج، أما اليوم؛ فهو أقل من ذلك بفوارق كبيرة قد تصل إلى 20%، وهذا خلاف الانطباع السائد لدى الكل، بأنّ رواتب الدبلوماسيين هي الأعلى، تقديراً لأدوارهم الحساسة، ولما يعانونه من غربة، ولغلاء الأسعار في البلدان التي يعملون فيها، إلى غير ذلك.

- هناك مزايا أخرى يتمتع بها الموظف المقيم، ولا تتوفر للموظفين الدبلوماسيين. منها: العلاج، حيث يتولّى هو نفسه علاج نفسه وأُسرته من مرتبه. ثم إنّ بدل السكن لا يتجاوز 3700 ريال شهرياً. 987 دولاراً، في بلدان لا يقل السكن فيها عن 2000 دولار شهرياً، وفوق ذلك يطلب منهم: السكن في أمكنة لائقة تتوفر على الأمن والحماية..!

- ومن ذلك التعليم الذي هو مجاني بالكامل لأبناء المقيمين، وبالنسبة للدبلوماسيين، فالوزارة تتكفل بجزء من مصاريف الدراسة تصل إلى ( 7000 دولار )، بينما تكلفة الدراسة هي في حدود 15000 دولار.

- ومن ذلك: تذاكر السفر، حيث تصرف تذاكر سفر درجة أولى للمعلمين الموجّهين للعمل بالخارج، بينما تصرف تذكرة سفر سياحية لموظف الخارجية من مرتبة سكرتير ثانٍ فما دون، وقد يكون (قائم) بأعمال في السفارة، وسفراته متعدّدة، قد تصل إلى عشرين ساعة وأكثر.

- ومن ذلك: بدل التمثيل في الخارج، فهو قليل جداً إذا قورن بما يعطى لنظرائهم من دول أخرى كثيرة.

- ومن ذلك ما يجري من التعاقد مع موظفين سعوديين للعمل في البعثات الخارجية، فرواتبهم متدنية جداً، ولا يشملهم بدل الإركاب، ولا بدل التمثيل الدبلوماسي، ولا مصاريف الدراسة، وعلى سبيل المثال: فإنّ مرتب الموظف السعودي المتعاقَد معه للعمل في السفارات السعودية في بعض الدول العربية؛ هو 1500 دولار شهرياً، شاملة جميع مصاريفه من سكن وتذاكر ومعيشة ومصاريف دراسة وغيرها، وفوق ذلك؛ فالمتعاقَد معه لا يحصل على تأمينات اجتماعية، ولا تحسب سني عمله كخدمة بالدولة.

- نعرف جيداً؛ أنّ كافة مواطنينا من أعضاء السلك الدبلوماسي في السفارات والقنصليات والملحقيات وغيرها؛ هم خط الدفاع الأول لبلدنا ودولتنا في الخارج، وهم من يتحمّل كافة الضغوطات، ويقدم كافة التضحيات، من أجل خدمة وطنه ومواطنيه بالخارج. إنهم في عرضة دائمة للخطر والغربة طوال سني خدمتهم الدبلوماسية، ولهذا فهم أحوج موظفي الدولة للتمييز والتعويض مادياً ومعنوياً.

- يقول أحد هؤلاء الموظفين الدبلوماسيين: هل يمكنك أن تتخيّل أن يذهب عمرك في خدمة وطنك بالغربة، وتعود إلى أرض الوطن وأنت لا تملك منزلاً، ولا أرضاً، ولا حتى سيارة، ولا أي عمل خاص أو استثمار معيّن.. كأرض، أو بقالة، أو مغسلة، وهذا ما يقوم به أغلب موظفي الدولة في الداخل. صحيح أنه تصرف غير نظامي، ولكن هذا هو الحال الذي تعرف. نعود وقد أفنينا أعمارنا في العمل في الخارج، ولا نجد ما يشعرنا بقيمة خدمتنا الطويلة في الغربة، ما مصير أبنائنا عند عودتنا؟ زوجات الدبلوماسيين يقدمن تضحيات كبيرة. هن أيضاً يتركن أعمالهن ووظائفهن، ويرافقن أزواجهن في غربتهم، وتتوقف ترقياتهن، وقد يخسرن وظائفهن، فماذا يجدن بعد العودة؟ لا شيء.. لا يصرف لهن راتب، ولا حتى مكافأة. إذا كن زوجات المبتعثين للدراسة؛ يصرف لهن مكافآت، فما ذنب زوجات الدبلوماسيين، اللاتي يكنّ إلى جانب أزواجهن في أدغال أفريقيا، من أجل الوطن..؟ لماذا يظلمن..؟

- هذه رسالتي إلى سمو وزير الخارجية، الأمير (سعود الفيصل)، فهو مرجع هؤلاء جميعاً، وهو والدهم الحنون الحريص على كل صغير وكبير فيهم.

assahm@maktoob.com - Assahm1900@hotmail.com
 

عن منسوبي (الدبلوماسية).. إلى سمو (وزير الخارجية)..؟
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة