ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 21/05/2012/2012 Issue 14480 14480 الأثنين 30 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أُتابع أخبار البرامج الثقافية التي تقيمها مدارس التعليم العام والجامعات، وأشعر بأسى شديد على الحال التي آلت إليها، فقد كان الوضع مختلفاً في الزمن الماضي الجميل، فقد كان المجتمع متصالحاً مع نفسه، ولذا كانت المدارس والجامعات شُعل نشاط، تخرَّج فيها كثير من نجوم اليوم على كل المستويات. في تلك الأيام، كان حسن الظن سائداً بين الناس، ولم يكن هناك وجود للتصنيف، ناهيك عن التفسيق والتكفير، ولذا كان معلمونا وأساتذتنا يحثوننا على القراءة المتنوعة، ويدربوننا على إلقاء الخطب، وكانت المسارح متوفرة في كل المدارس والجامعات، فما الذي تغيَّر؟

ما جرى هو أن هناك من حرَّف مسار الحراك الاجتماعي والثقافي باتجاه واحد، فتم إلغاء كثير من الفعاليات، وشيئاً فشيئاً حتى تم حظر المباح، وأصبح الأمر تقليداً متبعاً، وما هي إلا سنوات قليلة حتى هبّت هذه العاصفة بسرعة البرق فعمّت أرجاء البلاد، لدرجة أننا كنا شهوداً على نشاطات لا علاقة لها بالثقافة، بل كانت سبباً لنكسات ما زلنا نعاني من آثارها حتى اليوم، والمؤسف أننا لا نرى في الأفق ما يشير إلى تغيُّر اتجاه البوصلة، فما زال الأمر كما هو، بل ربما أسوأ.

خلال هذا العام فقط، تمت دعوة أسماء بعينها إلى معظم الجهات التعليمية وأشهر الجامعات، والمراكز الصحية المرموقة!، ليكونوا المحاضرين الرئيسين، وهناك شخص بعينه يكاد يكون الضيف الرئيس لمعظم المناشط، وسأتجاوز هنا مدى تأثير هذا النشاط المكثف على عمله الأساس، لأتساءل - على سبيل المثال - عن علاقته بمؤتمر طبي عُقد في أرقى المستشفيات، كما أتساءل عن السر الكامن وراء دعوته لأكثر من مرة ليلقي محاضرات في أعرق الجامعات؟، فهل عدمت الكفاءات في هذا الوطن الشاسع؟، ولماذا هذا التركيز المكثف عليه، وبهذا الشكل الاستفزازي، على الرغم من ضحالة رصيده العلمي، وكثرة سقطاته التي أزكمت الأنوف؟.

المسألة برمتها لا تعدو إلا أن تكون صراع تيارات، إذ إن القائمين على المناشط الثقافية في كثير من الجهات يريدون أن يغيظوا أتباع التيارات الأخرى عن طريق استضافة هذه الأسماء بعينها، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، فأين يا ترى القيادات الإدارية لتلك الجهات الراقية عن مثل هذا اللعب المكشوف؟.

وختاماً، لماذا لا تستضيف المناشط الثقافية - خصوصاً في الجامعات - علماء وخبراء بتخصصات مختلفة لمساعدة الشباب على تلمُّس طريقهم نحو المستقبل، ولرفع رصيدهم المعرفي قبل الدخول في سوق العمل؟، ثم نتساءل: لماذا يُترك أمر المناشط الثقافية في يد قلة من «المؤدلجين» ليسيّروه حسب ما تمليه مصالحهم الحزبية الضيقة، وأين المسؤولون عن ذلك، فهل من مجيب؟.

- فاصلة: «إذا أردت أن تحكم الناس بسهولة، فثقفهم جيداً».. فريدريك العظيم.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
المناشط الثقافية!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة