ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 24/05/2012/2012 Issue 14483 14483 الخميس 03 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

(وإنا على فراقك يا أماه لمحزونون)

رجوع

 

الحمد لله رب العالمين الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فما أكثر المنغصات التي تعترضنا في هذه الحياة الدنيا حيث تكدر صفوها وتقض مضاجعنا وينتابنا على أثرها الكثير من الأحزان، وإن من أشد وأعظم هذه المكدرات وقعاً على النفس وألماً لها هو فقدان أحد أحبابنا بالوفاة وخصوصاً إذا كان هذا المحبوب ممن يشهد له بالخير والصلاح والفضل والإحسان.

فبعد مغيب شمس يوم الخميس الخامس من شهر جمادى الآخرة فجعنا بوفاة جدتي لأمي الغالية العابدة الزاهدة (هيا بنت عبدالله النعيم) بعد معاناة شديدة مع المرض. لقد قضيت حياتها رحمها الله في الصلاة والصيام وعبادة الله وتربية ابنها وبناتها وأحفادها وأسباطها، توفيت على التوحيد مسلمة مؤمنة حريصة على فعل الطاعات تاركة وراءها ذرية صالحة تدعو لها في كل صلاة وفي كل مناسبة وتركت ذكراً طيباً لدى من يعرفها، تجلى ذلك في الحشود التي صلت عليها في جامع الملك خالد وشيعت جنازتها إلى مقبرة أم الحمام، وكما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (الناس شهود الله في أرضه).

لقد كانت رحمها الله حريصة على فعل الخير حتى أنها وفي آخر حياتها وبعد أن نال منها المرض ما نال وفي ظل ظروف صحية بالغة الشدة لم تتوانى عن معانقة الفضائل وأعمال الخير.

يا أماه كم سوف نفقدك ونفقد مكارم أخلاقك وكم سنفقد مجلسك العامر في كل مناسبة حيث يتحلق حولك والدتي وخالي وخالاتي وأبنائهم (أمد الله في أعمارهم على عمل طيب حسن) تنشرين بيننا أواصر المحبة والمودة والألفة وتمتعيننا بأحاديثك العذبة وتوجيهاتك النيرة. يا أماه ما أقسى الألم الذي انتابنا عند فقدانك وأن قلوبنا لمكلومة على وداعك وإنا على فراقك يا أماه لمحزنون فلله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نقول إلا ما يرضي الرب في علاه، لقد خسرنا بفقدانك أماً حانية ومربية فاضلة وإني هنا وفي هذا المقام لأعزي نفسي أولاً وأعزي والدتي وأخواتي وخالي وخالاتي وأبناءهم وبناتهم وجميع أسرتي النعيم والقاضي وأقاربهم وأصهارهم أمد الله في أعمارهم جميعاً على عمل خير مبارك، سائلاً الله العلي القدير أن يغفر لجدتي مغفرة واسعة وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا وإياها ووالدينا وأحباءنا في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وألا يحرمنا الأجر والثواب وأن يجعل الخير في عقبها أنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

المهندس/ صالح عبدالله العيوني

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة