ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 24/05/2012/2012 Issue 14483 14483 الخميس 03 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

في العدد الخاص من مجلة إمارة منطقة الرياض
سلمان والرياض.. قلب عشق العاصمة وعقل رسم مستقبلها

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قراءة - المحرر الثقافي:

أصدرت مجلة إمارة منطقة الرياض عدداً خاصاً عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز خلال توليه مقاليد إمارة المنطقة لما يقرب من ستين عاماً كانت حافلة بالإنجازات الحضارية التي أسهمت في جعل الرياض واحدة من أكثر العواصم العالمية تقدماً ونهضة على مختلف الأصعدة.

العدد رقم 17 من المجلة والذي تعنون بعبارة «سلمان.. مهندس الإنجازات» يعد الأول بعد تولي الأمير سطام بن عبد العزيز لإمارة منطقة الرياض تضمن كلمات ومقالات لعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء إلى جانب شخصيات عملت إلى جانب الأمير سلمان في إمارة العاصمة، كما قدّم سيرة ذاتية وعملية تضمنت أبرز المحطات والإنجازات في حياة وزير الدفاع، وتوقفت المجلة عند أهم المشاريع التي أقيمت في الرياض ومنها تطوير قصر الحكم، مركز الملك عبد العزيز التاريخي، حي السفارات، مشروع تأهيل وادي حنيفة، تطوير ساحات العاصمة، منتزه الثمامة، كما تطرقت إلى تلك مشاريع الرياض التنموية الحديثة التي بدأ العمل فيها حالياً والتي كان تدشينها انطلاقها الفعلي على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في التاسع والعشرين من ربيع الأول لعام 1428هـ الموافق 17 أبريل 2007 وهو اليوم الذي أعلن فيه الأمير سلمان عن معالم «خارطة» الإنجازات التي شملت عدداً من المشاريع الكبرى في العاصمة ومحافظات المنطقة بقيمة تجاوزت 120 مليار ريال، وقد نشرت المجلة الكلمة التي ألقاها الأمير سلمان في تلك المناسبة بين يدي الملك وتحدث فيها - حفظه الله - عن دور هيئة تطوير الرياض في دعم عجلة التنمية وإرساء منهجية فعَّالة للتنسيق بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص في وجود البنية التحتية والبيئة الإدارية المشجعة للاستثمار.

فكر سلمان الإستراتيجي.. وبناء الرياض «العالمية»

رؤية الأمير سلمان وفكره الإستراتيجي كانا الملمح الذي تجسد في العدد الخاص من المجلة عبر مواد صحفية وتوثيقية متعددة بالإضافة إلى الصور والتقارير والمقالات، وفي الوقت نفسه الذي قدمت فيه المجلة وجوهاً من تجليات الرياض الحديثة الواعدة فهي لم تغفل الحديث عن جوانب من تاريخ المدينة وبدايات تشكلها العمراني والحضاري قبل أكثر من نصف قرن من الآن، وعرضت تقريراً يتتبع بداية مسيرة للرياض باتجاه نهضتها الكبرى وهي مسيرة بدأت فعلياً بعد دخول الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه- وتوالت خطواتها خلال السنوات والعقود التالية بعد أن استهلت المدينة رحلة الخروج عن أسوارها والانطلاق خارج النطاق العمراني والاجتماعي الذي لم يكن يتجاوز مساحة 8.5 كم مربع يسكنها 80 ألف نسمة، وكان تولي الأمير سلمان إمارة المنطقة في العام 1374هـ مرحلة نوعية أسست فيها الرياض لحركتها التنموية المعاصرة انطلاقاً من رؤيته الثاقبة بعيدة المدى واعتماداً على خطط شاملة وموجهة كان من نتائجها في مرحلة لاحقة إنشاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي وضعت السياسات الشاملة والبرامج التطويرية في وقت كانت المملكة تشهد فيه طفرتها الاقتصادية في مختلف القطاعات وهو ما أدى إلى تسارع النهضة الحضارية نحو إكمال الملامح المبدئية لمستقبل العاصمة وتحولها الإستراتيجي نحو مفهوم الحاضرة العالمية، ويستعرض التقرير مرحلة السبعينات الهجرية التي شهدت تأهيل المدينة لمواكبة دورها الوطني مع تضاعف عدد سكانها وأهمية إرساء قواعد التطوير الحضري والبدء في تأسيس البنية التحتية وشبكة المرافق العامة والخدمية والكهرباء والطرق، قبل أن تظهر الملامح الحديثة للعاصمة مع بداية التسعينات الهجرية وتكتمل عناصر إنجاز المخطط التوجيهي الأول لضبط توسع المدينة العمراني بحسب ما أعدته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز.

هكذا تكلموا عن ملهم نهضة العاصمة

قدمت مجلة «إمارة» في عددها الخاص مجموعة من الشهادات القيمة التي تنوّعت في تناولها لشخصية الأمير سلمان من أبعادها الإنسانية والإدارية والاجتماعية وكذلك من خلال منجزاته التي صنعت الواقع التنموي الذي تعيشه عاصمة الوطن حالياً، فالأمير سطام بن العزيز أمير منطقة الرياض كتب تحت عنوان «سلمان رجل دولة» مشيراً إلى المقومات القيادية والمهارات الفائقة التي تميّز بها الأمير سلمان في إدارته لمنطقة الرياض والتأسيس لنهضتها الحديثة، وأضاف الأمير سطام الذي يرى أن ما اكتسبه خلال عمله مع الأمير سلمان في الإمارة أكسبه مستودعاً من الخبرات وقاعدة لاستمداد القرارات والأحكام «كان من أبرز ملامح النهج القيادي للأمير سلمان في مدة توليه إمارة منطقة الرياض إيمانه بمبدأ عظيم خلاصته أن واجب المسؤول خدمة المكان وأهله.. ودليل هذا الإيمان يتجلَّى في طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بالرياض فقد كانت مرتكزة على المحبة والعشق حتى عرفت الرياض به وعرف هو بها، وكان كثيراً ما يشعر أنها كائن حي يتأثر ويستجيب، فكان هذا الإحساس باعثاً له على بذل أقصى درجات الجهد والإخلاص».

من جانبه قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد نائب أمير منطقة الرياض أن الأمير سلمان هو رمز حضارة الرياض الحديثة ورائد التطوير فيها وأن تجربته التي امتدت إلى ستين عاماً شكلت صفحات غزيرة مكتوبة بماء الذهب، حيث كان عنواناً للرجال الحريصين على العطاء والبناء، في حين يتحدث الأمير سلطان بن سلمان برؤية شاملة تتناول لقطات من الشخصية الإدارية والتربوية والإنسانية للأمير سلمان، فيقول «لقد نشأت في مرحلة كان خلالها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان أميراً للرياض، وقد عاصرت التحولات الهائلة التي مرت بها بلادنا ومنطقتنا ومدينتنا كما تشرّفت بالعمل عن قرب مع أمير الرياض وأكرمني الله أن كنت قريباً منه - وما زلت - ابناً وخادماً.. ولا أجد حرجاً في أن أنوّه بما تعلّمته من هذه الحقبة الغنية بالإنجازات الكبرى وما شاهدته من أعمال جليلة وقرارات مهمة تتم أمامي يومياً» ويضيف: «أستشعر تاريخ «سلمان» وكأن السنوات مرت كاللحظة، وهي سنوات بارك الله له فيها، فأعطاه القدرة على العمل والإنجاز وأحسن الله فيها نيته فتحققت تطلعاته وآماله لوطنه ولهذه المنطقة الغالية»

الدكتور ناصر الداود وكيل إمارة منطقة الرياض قال إن فترة تولي الأمير سلمان لإمارة الرياض حفلت بالكثير من الإنجازات في جميع المجالات حتى أصبحت الرياض تضاهي أكبر المدن المتقدمة في العالم بفضل الله ثم بفضل جهود سموه الكريم في الاهتمام والمتابعة والوقوف بنفسه على المشاريع تخطيطاً وتنفيذاً ودعماً وتوجيهاً، فيما يؤكّد الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين مدينة الرياض أن الأمير سلمان شخصية لها ثقلها الداخلي والخارجي وأثرها الممتد لعقود ليس فقط في الرياض وإنما في الوطن ككل، كما روى بن عياف قصة من ذاكرته وتتعلق بإحدى المناسبات التي استخدم فيها الدكتور محمد عبده يماني - رحمه الله- عبارة «أصحاب السمو الملكي الأمراء سلمان بن عبدالعزيز» وظن البعض أنه خطأ مطبعي إلا أنه - رحمه الله- أوضح أنه يقصد ما قاله من منطلق أن الأمير سلمان هو مجموعة من الرجال في رجل واحد. وأشار ابن عياف في محور آخر إلى جانب يرى أن أحداً لم يتحدث عنه من قبل في شخصية الأمير سلمان وهو احتضانه للكفاءات السعودية في مختلف مواقع المسؤولية، وحول علاقة الأمير سلمان بالرياض يقول أمينها الأمير الدكتور عبد العزيز «الرياض هي العاصمة التي تفخر أن تكون قلب الوطن الكبير ووجود الأمير سلمان الإداري المتميز ساهم في أن تكون أنموذجاً إدارياً ناجحاً ينظر إليه وإلى تجاربه من قبل المناطق الأخرى.. إن تحقيق معادلة عصرية الرياض والاحتفاظ بتاريخها تعود بعد الله إلى شخصية الأمير الواثقة بالنفس والمعتزة بماضيها والسعيدة بحاضرها والمتفائلة بمستقبلها إن شاء الله، وقد كان لاستيعاب الأمير سلمان لتاريخ المملكة السياسي والاجتماعي والعمراني واعتزازه به الأثر الكبير في ذلك»

أمير الرياض.. كلمة التاريخ والمستقبل معاً

أحد أهم مكونات العدد الخاص كانت الكلمة التي توصف بالتاريخية والتي ألقاها الأمير سلمان بن عبد العزيز في الاجتماع المشترك للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومجلس منطقة الرياض والمجلس البلدي لمدينة الرياض ومجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، وذلك في قصر الثقافة في العام 1428هـ وحينها قدمت تلك الكلمة مزيجاً من ثقافة الأمير الإدارية وفكره التطويري المتقدم إضافة إلى حسه الأدبي وموسوعيته التاريخية المعروفة عنه حفظه الله، ورؤيته التحليلية والاستشرافية لما تم خلال عقود ماضية من تجربة بناء الرياض فضلاً عن ما سيتم خلال مستقبلها إن شاء الله.

الحديث العفوي الذي قدّمه الأمير سلمان حينها كان غنياً بالمعلومات التاريخية وبمحطات ومراحل التخطيط والتنفيذ لمشاريع الرياض الناشئة في مكونها العمراني ومن ثم الرياض القادرة على أداء دورها كعاصمة قبل الوصول إلى الرياض المتقدمة والأنموذج، فتحدث عن مراحل التأسيس ويعلّق «من يعرف الرياض في ذلك الوقت يعرف أنها كانت محاطة بسور، وتغلق الأبواب بعد صلاة العشاء بساعة وليس خارج السور إلا قصر المربع وبعض البيوت والمزارع».. ثم تطرق - حفظه الله- لمرحلة حكم الملك عبد العزيز التي أرست بداية انطلاق النهضة وإرساء الأمن والطمأنينة ثم عهد الملك سعود الذي واصل هذه النهضة بنقل كل دوائر الدولة إلى العاصمة، لينتقل الأمير سلمان إلى مرحلة حكم الملك فيصل التي يصفها ببداية التخطيط الحديث لعاصمة المملكة ويكشف في هذا السياق عن مخطط «دوكسيادس» وهو المهندس اليوناني الذي تولى تخطيط الرياض، حيث شكلت لجنة في ذلك الوقت برئاسته حفظه الله - الأمير سلمان - ووضعت اللبنات للمخطط القائم اليوم والذي تم تطويره بعد ذلك.

وفي تلك الكلمة الثرية سلط الأمير سلمان الضوء على أهمية دعم قادة المملكة وتأثير هذا الدعم في تطور الرياض، وتحدث عن الفكر الذي تقوم عليه هيئة تطوير الرياض فقال «العمل في الهيئة يقوم على الواقعية وليس الخيال.. أي 1+1=2.. لا نصف ولا ربع، ولا زائد ولا ناقص فقامت - بعد توفيق الله تعالى - على توجيه قيادتنا والتعاون التام بين أجهزة الدولة وإخواننا الوزراء كلهم».. وفي ملمح آخر من كلمته يظهر سلمان بشخصيته الإدارية المحنكة وبطابعها العملي الاحترافي وهو يقول «نحن لا نؤمن بالمشاريع البراقة، نؤمن بالمشاريع الواقعية التي يحتاجها الناس»ويضيف» لا نقرّر شيئاً إلا على أساس دراسة وافية وخطة مقررة ووجود اعتمادات مالية.. بمعنى أننا لا نريد أن نقول شيئاً ثم نعتذر عنه لأسباب أخرى».. وبعد أن يصف واقع الرياض بطريقة أنيقة فيقول إنها كانت صحاري وقفاراً وتحوّلت إلى تعمير وإعمار، يوجه كلمته للإعلاميين فيقول: «نرحب بالنقاش والنقد، فالنقد يعطيك فرصة إذا كان في محله استفدت منه، وإذا كان مبنياً على معلومات غير موثقة فلديك فرصة أن تشرح للآخرين ما لديك».. ولا يتوقف الأمر هنا فهو يدعو رجال الأعمال ليساهموا في «مدينتهم وعاصمتهم» مستخدماً هذا التعبير تحديداً بما فيه من تحفيز ويضيف «التسهيلات موجودة والإمكانيات موجودة، والأمن موجود والحمدلله.. أدعوهم أن يستثمروا ويفيدوا ويستفيدوا في الوقت نفسه».

وإذا كانت الكلمة قد عمرت وغمرت بما فيها من ثقافة المؤرخ وشخصية القيادي وشهادة المجرب وحرص المسؤول وإخلاص المواطن لوطنه ولأمته وقيادته، فهي كذلك لم تخل من جانب عاطفي ذي طبيعة أدبية ظهر فيه حب الأمير سلمان للعاصمة الحبيبة، حين قال - حفظه الله - إنه يتمنى أن يكون شاعراً فينظم قصيدة حينما يتكلم عن الرياض وتطورها، معلقاً ببلاغة لافتة وهو يخاطب الحضور «لكن قصيدتي في الرياض، وقصيدتكم..هي العمل الأكثر».

سلمان يطوّع ساعات الدوام لخدمة المراجعين

في سياق آخر تضمنته المجلة، يجد القارئ عدداً من الوثائق التي تنشر لأول مرة وهي من أرشيف المؤرّخ الشاب راشد بن عساكر، حيث كانت تلك الوثائق تسلط الضوء على معالم مهمة في الشخصية الإدارية للأمير سلمان إبان توليه لإمارة الرياض ومنها محافظته الدقيقة على الوقت باعتباره أثمن ما يمكن الإفادة منه، وكذلك حضوره الاجتماعي في مناسبات الزيارة والواجبات الإنسانية وهو ما عرفه عنه أهل الرياض طيلة نصف قرن من الزمن، بالإضافة إلى تمتعه بالقيم الدينية والإنسانية العالية في صياغة الأنظمة والتعليمات الإدارية بشكل يتواءم مع راحة المواطن ومصلحته، ويستمر ابن عساكر في التقديم لوثائقه بالقول «حرص الأمير الشاب على نهج البناء المستقبلي لمدينة الرياض بالفعل لا بالقول، وعمل بجد دون كلل أو ملل» قبل أن يعرض خطاباً يعود تاريخه إلى العام 1373هـ حين كان الأمير سلمان نائباً لأمير الرياض وفي وقت دعت فيه الحاجة إلى سرعة الإنجاز والأعمال في بناء العاصمة قرر - حفظه الله- في أحد خطاباته مراعاة الجوانب الإنسانية المرتبطة بتزامن شهر رمضان المبارك مع تلك الفترة، حيث جاء في النص «رغبة في عدم تكليف أصحاب المعاملات والدعاوى والقضايا تحمل مشقة المراجعة نهاراً اثناء الصوم، ولأن دوائر الحكومة أصبحت متفرّقة بعضها في داخل البلد وبعضها خارج البلد، ومحافظة على الصالح العام من جميع الوجوه كما تراءى لنا استنسبنا أن يكون العمل في شهر رمضان المبارك ليلا ابتداءً من الساعة السادسة مساءً».

وفي خطاب آخر بعد شهور قليلة وفيما الوطن يستكمل رحلة البناء والنهوض، يوجه الأمير سلمان الإدارات الحكومية بتمديد فترة العمل تلبية لاحتياجات أكبر عدد من المراجعين، فيقول «بعد النظر إلى أن كثيراً من المعاملات تحتاج إلى دراسة وتمحيص وكثيراً من المراجعين يحتاجون إلى إنجاز أعمالهم بوقت عرضها وبالنظر للتطورات التي تطرأ في أية ساعة من ساعات النهار، لما أصبحت عليه حالة البلاد من تغير في جميع النواحي يهدف إلى الإصلاح، ولغير ذلك من الأسباب الملحة، رأينا أن نستأنف العمل بعد العصر تكميلاً لعمل الصباح وعلى الدوائر الحكومية التي كانت لا تشتغل في هذا الوقت أن تعمل ترتيبها بما يجعلها تساير أعمال الإمارة والدوائر الأخرى فتحضر في الصباح وبعد العصر وبالله التوفيق».

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة