ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 24/05/2012/2012 Issue 14483 14483 الخميس 03 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

تستقي اللغة العربية قوتها وعظمتها من هذا الرافد القرآني المعجزة الخالدة، كما أنها أداة الإفصاح والبيان في جميع ميادين المعرفة والحياة، وتمتاز بأناقة اللفظ وفصاحته، وجمال الأسلوب وجزالته ورقته وصيانته، ولقد قيل: (إن لسان العرب هو أجمل لغة على وجه الأرض)، وهي تشكل نبعاً ثراً، ومعيناً لا ينضب، ومجالاً خصباً للاستلهام، فبناؤها اللغوي ونظامها النحوي يعدان من أوضح اللغات في العالم كما لعبت دوراً هاماً في نقل المعارف والعلوم والآداب إلى الحضارات الأخرى.

كل هذه المعاني تداعت إلى الذهن وأنا أقرأ للبعض هجوماً على قواعد النحو، بحجة صعوبتها مع إلغاء الإعراب لعدم الحاجة إليه في نظرهم، وحذف بعض أبواب النحو وخصوصاً ما لا يستخدم، إلى غير ذلك من التيارات والآراء، ولقد انبرى كثير من الباحثين قديماً وحديثاً لمعالجة هذه القضية، وقد غاب عن البعض أن الصعوبة ليست في قواعد النحو وإنما تكمن في طريقة تقديم تلك القواعد، وأسلوب تدريسها، وعدم استعمال الأساليب المناسبة لتقريب النحو إلى أذهان الشباب، وتحبيبه لهم بطريقة جذابة ومشوقة في المدرسة والمنزل والجامعة، مع العناية والاهتمام بتأليف الكتب المناسبة المشتملة على توضيح وتبسيط القواعد، والأمثلة الواضحة والشواهد المناسبة. فتلك القواعد والأمثلة التي يضج البعض منها اليوم هي وسائل وأساليب للبعد عن مواضع اللحن ومواطن الخطأ، فلنحرص على أن نجعلها في حلة زاهية وبيان رصين مشوق جذاب.

إن الشكوى من صعوبة النحو وقواعده ليست جديدة في هذا العصر بل كانت قديمة، ولقد بذل علماء اللغة العربية جهوداً كبيرة لتذليل المشكلات، فقد ألف الزمخشري كتاباً سماه (المفصل)، وكذلك خلف ابن حيان وضع رسالة سماها (مقدمة في النحو)، والعالم اللغوي الشهير ابن مالك ألف كتاباً سمي (التسهيل) وغيرهم من أئمة اللغة، وذلك بغية تيسير قواعد النحو، وتذليل صعوبتها، كما ظهرت في العصر الحديث مجموعة من الكتب والمؤلفات في قواعد اللغة العربية، وكذلك اهتمام الأقسام التربوية في الجامعات والمعاهد والمدارس، حيث عقدت المؤتمرات والندوات التي تهدف إلى تيسير قواعد النحو، ومعالجة ضعف الطلاب وطرق التدريس، وإبراز خصائص اللغة العربية وأهميتها، وكيفية علاج ضعف المتعلمين مع العمل على تيسير اللغة وتقريبها إلى الطلاب وتحبيبها إلى النفوس، وكان لتلك الجهود والمحاولات أثر في تطوير طرق التدريس، وانتهاج الأساليب المبدعة المستمدة من شتى المواقف داخل الفصل، وعدم الاقتصار على استخدام طريقة واحدة للتدريس، مع اشعار الطلبة بأهميتها وأنها لغة القرآن الكريم والحديث، وأنها الحافظة للتراث الإسلامي، وربطهم بروعة ما فيها من جمال وإعجاز، وتكوين اتجاهات إيجابية نحوها.

إن علينا أن نحرص على العناية باللغة العربية الخالدة التي يرتبط بها تراثنا المجيد، والتي شرفها الله بحفظها بأن أنزل بها القرآن الكريم كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} 2 سورة يوسف.

وقد تكفل الله بحفظها وخلودها وبقائها حيث اختارها لغة للقرآن الكريم، وألا نلتفت إلى تلك الدعوات التي تهدف إلى هدم الفصحى وستبقى بإذن الله خالدة على مر السنين أدام الله لها المجد والقوة.

عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية
 

اللغة العربية الفصحى وتحديات العصر
عبد الله حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة