ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 29/05/2012/2012 Issue 14488 14488 الثلاثاء 08 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت مســـاء الثلاثاء قبل الماضي أجلس على يمين المنصة الرئيسة في حفل تخريج الدفعة السابعة من طلاب جامعة حائل ..أتفرس في وجوه تلك الجموع من الشباب وهم يمرون بين يدي الحضور في مسيرة الخريجين التي طالما انتظروها، أتأمل في كوامنهم، وأتفكر في بواطنهم، أحاول أن أسبر أغوار دواخلهم، أجتهد في أن أقرأ آمالهم.. طموحاتهم.. تطلعاتهم، ثار لحظتها في خاطري سؤال رئيس.. ترى منّ من هؤلاء الخريجين سيكون عنواناً جديداً من عناوين النجاح في بلادي!!، وكبر السؤال وتعاظم حتى تولد منه تساؤلات واستفسارات عدة تتكئ جميعاً على سؤال مهم وكبير.. ترى ما هو عنوان النجاح في نظري:

- هل الناجح هو من تسنم منصباً مرموقاً يوماً ما؟

- هل النجاح هو الحصول على أكبر قدر من المال؟

- هل هو التفوق الدراسي ومواصلة الدراسات العليا ومن ثم الحصول على أعلى الشهادات العلمية؟

- هل عنوان النجاح الشخصي تحقيق الشهرة في الأوساط الشعبية سواء الإعلامية أو الثقافية أو الفنية أو الرياضية أو حتى عن طريق المواقع الإلكترونية؟

- هل الاستقرار الأسري والظفر بالزوجة الصالحة هو العنوان الصحيح للنجاح المطلوب في الحياة؟

- وهل النجاح الحقيقي في التربية المتميزة للأولاد “ البنين والبنات “؟

- هل النجاح في القدرة على امتلاك الخريج سكنا ملائما في مدينته التي يعشق العيش فيها؟

- هل النجاح في السفر إلى أكثر عدد من مدن وعواصم دول العالم المختلفة؟

- هل عنوان النجاح هو في القدرة على مواكبة الأحداث والتكيف مع متغيرات الحياة؟

- وهل المعارضة في زمن الربيع العربي عنوان جديد وجذاب من عناوين النجاح الشخصي؟

- هل تسجيل أكبر عدد من الابتكارات والمخترعات،أو الكتابة للقصص والرويات،أو التأليف للكتب والمسرحيات أو ممارسة النقد الأدبي أو الثقافي هو عنوان النجاح؟

- أو أن الفقه في الدين والنيل من معين العلم الشرعي المستند على النص الصحيح هو العنوان الذي يستحق صاحبه أن ينعت بأنه إنسان ناجح؟.

- أو أن الإنسان الناجح هو الطبيب الماهر، و المهندس البارع، و المعلم الفاهم، والخطيب المؤثر، والجار المثالي، و الصديق المخلص، والمتحدث اللبق أو..

لقد التقيت بعدد من الأشخاص غالبيتهم كان اللقاء بهم لقاء عارضاً على متن الطائرة مثلاً أو في مناسبة اجتماعية وكانت جلسة الانتظار طويلة والحديث حديثاً شفافاً وأخوياً،جلهم يتسنمون مناصب مرموقة - في نظر العامة - أو نهم رجال أعمال معروفين في الأوساط الاقتصادية،جميعهم بلا استثناء يؤكدون أن المناصب والثراء ليست دائما عناوين نجاح كما يعتقد الكثير بل غالباً ما يلازمها قلق وإرهاق وسفر وترحال ومن ثم تقصير في حق الزوجة والأولاد وتضحية في كثير من الأشياء الغالية وعلى رأسها الروابط الاجتماعية وربما الصحة والفراغ،وقد تكون هذه العناوين العريضة عند العامة لا سمح الله سببا من أسباب الفشل في استمرر الحياة الزوجية وتصدع بناء الكيان الأسري.. نعم المال عندهم مهم لصناعة النجاح ولكن القناعة فيما تملك منه هو النجاح الحقيقي –هكذا يقولون– ما موقفك وما مدى شعورك بالنجاح والسعادة إذا ما تحقق لك المال والمنصب وتصدع البناء الأسري؟ فماذا جنيت؟ فما هو النجاح إذن؟ وما علاقته بالسعادة؟

هذا ما نلتقي معه في المقال القادم بمشيئة الله، ودمتم وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
عناوين النجاح (1-2)
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة