ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 29/05/2012/2012 Issue 14488 14488 الثلاثاء 08 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الفزعة قيمة اجتماعية (سعودية) تحديدا لها امتداد تاريخي تعني: “انصر أخاك مبدعا أو فاشلا “، ومهما سعت المدنية أن تضيء بنورها تجاهنا تظل قيمة الفزعة تراوغ في أكثر من محور، حيث تستل من مكانها إلى مكان آخر لدعم (التصويت) الذي يأتي عبر برامج (مدنية) مثل: عرب آيدول، ستار أكاديمي، عرب قود تالنت، استيديو الفن, شاعر المليون، مسابقة الفيلم السعودي، سوبر ستار.. إلخ.

وعندما يشارك السعوديون في مثل هذه البرامج تأتيك: رسائل الفزعة (تكفى) صوت لي، هكذا: بغض النظر عن جودة الفيلم، أو جودة المطرب، أو جودة الفنان، لا يهم ذلك طالما أنك تعرفه، الأمر الذي يحتم عليك أن (تصوت) له باعتباره صديقك أو ابن عمك، أو من مدينتك أو أو أو.

أما إذا لم تصوت له أو لم (تدعمه) أو لم تلبٍ (الفزعة)، فإنك تخضع لموقف حاد، أقلها أنه لا يلبي لك (فزعة) قادمة, وتصبح بالنسبة له ذلك الإنسان (الخامل) الذي يجهل معنى (افزع لي وافزع لك) يعني: صوت لي واصوت لك، هذا المعنى (المتحول) من القيمة الأصلية التي كانت تؤدى في مكانها الصحيح عندما كان الناس يساعد بعضها بعضا و(يفزعون لبعض) لرد خطر ما واجه صديقهم.

التصويت (بالفزعة) بتلك القيمة المتحولة من القيمة الأصلية يؤكد تلبس (النسق) بالإنسان المدني حتى اليوم، ذلك (النسق) الذي يشكل سلوكنا دون أن ندري، فيفسد بنية الوعي المدني, ويبقينا على حالنا رغم اختلاف الموقفين: الفزعة من أجل صد حرامي، أو الفزعة من أجل تصويت غنائي!!

ما زال أمامنا مشوار طويل لنصل إلى المجتمع المدني أو إلى مؤسسات المجتمع المدني، أما في القريب العاجل فهي من (المهمة المستحيلة) ومرحلة (التمرين) على التصويت والانتخابات والديمقراطية انتهت منذ زمن، ولم نر النتائج، ما زال (الاستحواذ) بأي شكل جاء وبأي طريقة أتى وبأي منتج كان، هو الهدف الرئيس للمشاركين في برامج (التصويت) الجماهيري التي عادة ما تلجأ إليها الفضائيات بهدف (تعظيم الربح).

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
التصويت بالفزعة
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة