ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Wednesday 30/05/2012/2012 Issue 14489  14489 الاربعاء 09 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

يحدث أن تجد العذر لمن تربطك به علاقة وأساء إليك، وإذا كان سقف نبلك مرتفعًا قد تختلق له أي مبرر، أو تترك أمره للزمن، كي يقاضيه، ويعرف بعد حين قدرك الذي لم يحسب له وزنًا، ويحدث أن تتصرف بحسن نية وإذا بك سببت فوضى عارمة، والذي لم يحدث حسب خبرتي مع ألم البشر، أن تتجاوز جرحًا سببه لك إنسان استباح عرضك واستغل غيبتك، وتندر بعيوبك، وبالغ في نقدك لأي هدف كان، وأنت آخر من يعلم، ولأني أجد هذا الموقف عبثاً عاطفياً يقتات على نفسيات كثير من الناس، لذا يحتاج المجروح أن يتعامل مع وجعه بطريقة أخرى تكفل له تجاوز الصدمة وتبعاتها بأسرع وقت ممكن.

في مثل هذا الموقف أرى أن النظر بواقعية والتجرد من العواطف، يعطي تحليلاً للموقف ويقلب الصورة الذاتية من الشعور بالظلم والهزيمة، إلى وضعية النصر، فيكفي أن تعلم أنك شغلت تفكير إنسان لم تمنحه شيئاً من اهتمامك، وتميزك يعد تهديدًا له، لأنه يكشف مواطن ضعفه وتقصيره، فهو مشغول بمن تكون، وكيف كنت، وكيف وصلت، ومن جانب آخر مما أنت مجروح حقًا؟ أهو شعورك بأنه لا يحبك والخوف الفطري من الرفض؟ فإليك نصيحة ديفيد فيسكوت حيث يقول: “دع الفرصة للآخرين كي يكونوا أحرارًا في أن يحبوك ولا يحبوك”، فمشاعر الآخرين مشكلتهم وحدهم، وأنت خارج الحسبة تمامًا، وما يهم حقًا أن تحب نفسك بإخلاص.

وفي الجانب الآخر فإن عشاق مجالس “الحش وتقطيع الجلود” ليسوا أشرارًا كما تعتقد، لأنهم نتاج تربية فوضوية قائمة على المشاكل الأسرية، يصبحون ويمسون على القيل والقال، وكما تعودوا، فإن هذا السلوك يعد جزءًا لا يتجزأ من جدولهم اليومي، بالإضافة إلى أمر مهم يجعلك تشفق عليهم، فإنهم عاجزون عن خلق حوار مفيد، والحديث عن الآخرين يبقيهم في الظل كما يظنون، بعيدًا عن وهج الضوء الذي يكشف هشاشة مخزونهم الثقافي والعلمي، لذا يحتاجون كبش فداء لسد هذا الفراغ، وتكفي ريبة أصدقائهم بهم، لأنهم يدركون أن الدور سيكون عليهم في يوم ما، فالحشاش بلا صديق حقيقي.

كيف تتصرف معهم بعد أن تحتضن تقديرك لنفسك؟ البعض يكون صداميًا ويقرر المواجهة، وأرى هنا أن هذا يعد خسارة فادحة، لأنه اختصر عليهم عذاب القلق من أن يصلك ما قالوه عنك، فالرعب الذي يعيشه أصحاب القيل والقال لا ينتهي، ويمكنك أن تعزف على هذا الوتر أي مقطوعة تشاء، سواء كانت “الدحة أو التانغو”، وأيضًا لديك فرصة أن تترك بصمة معلم عظيم في حياتهم، وتعاملهم بالحسنى بدافع الشفقة، أو طلبًا للأجر من الله، رغم عريهم النفسي الفاضح أمامك، والخيار لك، المهم أن تبقى بخير، وتضحك ملء صدرك عندما يردك أن أحدهم نال منك على حين غيرة أو غباء.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
ساعة “حش”!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة