ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 31/05/2012/2012 Issue 14490 14490 الخميس 10 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

شاهد عيان

 

أول سعودية في ناسا .. ماجدة أبو راس لـ(الجزيرة):
تداخل الوزارات عمق المشاكل البيئية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرياض - أحلام الزعيم

مسكونة بالأفكار، لكنها لا تكتفي بترك فكرة واحدة على وسادتها، فالدكتورة ماجدة أبو راس تعطي حماستها لكل ما يختمر في ذهنها، وتخدمه بما تملك من علم ودراية وسعة أفق، ما جعل أفكارها قادرة على التنفس، وجاذبة للآخرين للتعاطي معها، وتبني ما يستطيعون منها.

أبو راس نجحت في تدوين اسمها باعتبارها أكاديمية نشطة في مجالها، كما نجحت في حفر اسمها كأول سعودية وخليجية تدخل مقر (ناسا)، وتسجل من خلاله حضورا علميا باهرا.. يعكس ما وصلت إليه المملكة من رقي وجدارة، ليصبح أبناؤها، بل وبناتها أيضا، ممن يسهمون في رقي العالم وحماية البيئة.

المساحة أدناه تركناها لنجول في عقل أبو راس، متوخين ممارسة المسح الأفقي لأفكارها وأحلامها، دون أن ننغمس في التفاصيل المرهقة، فيكفي في حضرة كل هذا العلم والمعرفة.. أن نلم بالخطوط العريضة.. وما أكثرها!

* الانضمام إلى (ناسا) حلم يراود آلاف العلماء، لكنه لا يتحقق إلا للقلة القليلة منهم. ماذا يمثل لك هذا الإنجاز، وكيف تحقق؟

ـ بالتأكيد أنا سعيدة بذلك، فهي خطوة ستسهم إيجابا في صقل قدراتنا العلمية وتطويرها. والفكرة تحققت من خلال مبادرة برنامج وطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة -(علم أخضر وطن أخضر)-. وهذا البرنامج ظللت أسعى منذ فترة طويلة لإنجاحه، و بعد عون الله احتضنه الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة.

جنسيتي فاجأتهم

* لكن ألم يكن ذلك مصحوبا بعروض شخصية منهم، خصوصا أنك كنت الركيزة الأساسية للفكرة وجدواها؟

ـ دعني أقول لك ابتداءً إنهم فوجئوا بكوني امرأة سعودية خليجية تقف خلف الفكرة، وبالطبع فقد عرضوا عليّ أمرين: أولهما الانضمام إلى ناسا وبهذا أكون أول امرأة خليجية سعودية تدخل معاملها، وسيبدأ ذلك إن شاء الله في شهر يونيو، والأمر الثاني هو تقديمهم عرضا لي بعضوية مجلس الإدارة لإحدى المؤسسات البحثية التابعة لهم (كوتجاسي)، إضافة إلى اعتباري باحثا إقليميا في المؤسسة.

* وصولك إلى هذا المنصب يشكل قفزة للمرأة العربية عموما. لكن برأيك ما حجم الاضافة للمرأة السعودية من ناحية..؟ و لماذا تأخرت العربيات في الوصول لمثل هذه المناصب..؟

ـ لا اعتقد أن الأمر يتعلق بالتأخير، لكنني قد أكون طرحت الموضوع في وقت يحتاجه العالم.. أنا متخصصة في البيئة والآن البيئة هي موضوع الساعة. وربما لم يسع غيري إلى الاستعانة بهذه الخبرات الكبيرة. المرأة السعودية تجد الدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين وهذا يعطيها بالتأكيد دفعة قوية للأمام. وحين يقدم الملك وولي الأمر الدعم للمرأة ويفتح المجالات أمامها.. فذلك يعطيها الثقة بأنها قادرة على التواصل مع العالم لأنها مستندة على دعم من الداخل.

الفرد أولاً

* بما أننا نملك هذا الدعم الكبير على صعيدنا المحلي.. ماذا ينقص الجامعات السعودية حتى تخرج العديد من مثيلات الدكتورة ماجدة ؟

ـ الأمر لا يتوقف على الجامعة فحسب، بل لا بد أن يكون لكل شخص هدف ورؤية يعمل جاهدا للوصول إليها. من الضروري أن أفكر كيف اخدم المجتمع وماذا أقدم، ولذلك لابد للإنسان أن يكون لديه رؤية يستغل تعليمه من خلالها، وهذا بطبيعة الحال يعتمد بالدرجة الأولى على الفرد.

* لطالما قيل إن المرأة الأكاديمية تميل إلى التنظير دون التطبيق العملي، ما يجعلها محصورة بين أروقة الجامعة دون إسهام فعلي في حركة المجتمع. ما تعليقك؟

ـ غير صحيح. المرأة الأكاديمية ميزتها أنها أكاديمية.. هي في وسط الميدان والمجتمع؛ بالإضافة لكونها إنسانة متسلحة بتعليم عال؛ وأضرب لك مثالا بنفسي، فانأ أكاديمية و لكن معظم عملي أطبقه في وسط الميدان. وليس بالشرط كونك أكاديمية متخصصة في تخصص محدد أن لا يكون لديك اهتمامات في مجالات أخرى.. قد أكون عنصرا فعالا في الميدان أكثر من شخص آخر ليس أكاديميا.. وكلنا مكملون لبعضنا.

وطن أخضر

* نعلم أنك قدمت ثلاث مبادرات : مبادرة وطن اخضر علم اخضر، الهيئة العليا السعودية للبيئة، ومقترح المركز الوطني لإعادة التدوير... إلى أين وصلت كل هذه المبادرات، ولتكن بدايتنا بمبادرة وطن أخضر علم أخضر؟

ـ هذه المبادرة تبنت جزءا منها، كما قلنا، وكالة ناسا كدراسة مشروع، وأيضا هناك دعم كبير مقدم من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر لهذا الموضوع. كما أن هناك دعما حقيقيا من وزارة التربية و التعليم في مدارس الحس البيئي، و كل ما باستطاعتي قوله إن طموحاتي هي أن يتبنى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مشروع ( وطن اخضر علم اخضر) لأنه مشروع دولة. والبحث الذي سأقوم به مع وكالة ناسا سيكون حال إتمامه بإذن الله علامة مميزة وسيستقطب السياح من جميع أنحاء العالم. و لذلك باستطاعتي القول إن المشروع تحقق ولكن بنسب ضعيفة ليست مقنعة بالنسبة لي، وانا مؤمنة أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تستطيع أن تقدم الدعم الكامل لهذا المشروع لخدمة الوطن و أبنائه، وسيوفر بصفة خاصة فرص عمل كبيرة للشباب العاطلين عن العمل، وأيضا سيوفر ميزانيات قد تصرفها الدولة في معالجة المشاكل الصحية الناتجة من التلوث البيئي، أو مشاكل هدر المياه. يمكن للبرنامج أن يوفر للدولة مبالغ كبيرة جدا.. وأضيف أن ثلاث دول طلبت تنفيذه، ولكنني فضلت أن يكون هذا المشروع لخدمة وطني المملكة العربية السعودية، وأحلم أن يتبناه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.

في انتظار الرد

* وماذا عن مبادرة الهيئة السعودية العليا للبيئة ومقترح المركز الوطني لإعادة التدوير؟

ـ لم تصلني عليهما أية ردود فعل من قبل المسؤولين في الجهات المختصة، وهم أعلم بمصلحة الوطن. لكن قناعتي الشخصية أن البيئة لا يمكن حصرها في وزارة واحدة أو جهة بعينها، صحيح هناك الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهي المسئولة عن تفعيل القوانين والأنظمة وهي جهة متخصصة. ولكن حينما أريد معالجة مشكلة من المشاكل البيئية في بلدي قد تتداخل أعمال الوزارات بما يسبب نتائج سلبية، وبذلك يصبح وجود المركز الوطني مهما لأنه هو الذي يجمع و يطرح كل الحلول بإشراف جميع الوزارات، ويتم ذلك في مركز واحد. كما أننا بمركز التدوير بالمملكة نستطيع عمل تدوير لجميع النفايات وأن يكون هناك عدة فروع للمركز، وبذلك يتسنى لنا إخراج العديد من المواد من مصادر مختلفة وخاصة البترول، وقد قمت بعمل تقنية لمعالجة تلوث البترول. وكنت أنادي بأن يكون المركز الوطني جزءا منه لإعادة تدوير مياه المجاري والحصول على بعض مكوناتها لمعالجتها بطريقة معينة، ومن ثم إرسالها إلى أرامكو وهي بدورها تستخدمها في معالجة تلوث البترول, وأيضا كل هذه المواد المستهلكة بدلا من ذهابها للمرادم يستفيد منها المركز الوطني لإعادة التدوير، وذلك يوفر فرص عمل كبيرة وتقديم منتجات ضخمة، ويمكن الاستفادة من بعض الخبرات الأجنبية. أتمنى أن يكون المركز الوطني لإعادة التدوير مؤسسة وطنية أو شركة مساهمة جزء منها حكومي والجزء الآخر خاص.

تكريم الخارج

* نلاحظ أن مبادراتك جميعها وطنية، ومع ذلك كانت الجوائز التي حصلت عليها عربية. هل هي مفارقة؟

ـ لا أسعى للجوائز، فأنا أعمل لوجه الله، وأؤمن بهدفي وأسعى جاهدة لتحقيقه. لكنني بالفعل قدرت عربيا وقدرت عالميا عبر جائزة القيادات النسائية التي حصلت عليها من أجل برنامج وطني. أنا أنتمي لهذا الوطن و أحب بلدي لذلك الجوائز التي حصلت عليها عربيا كانت بفضل الفرصة التي حصلت عليها في داخل بلدي.

* ما المنصب الذي تحلم به الدكتورة ماجدة أبو راس؟

ـ أي منصب أخدم به بلدي، ويتيح لي وضع بصمة في مجتمعي.

أسرة دافئة

* أخيراً.. هل من ملمح عن حياة الدكتورة ماجدة أبو راس الأسرية؟

ـ عشت في أسرة دافئة و حنونة. عائلتي اهتمت بنا كثيرا واستثمرت فينا علميا.. وكنا منذ طفولتنا نمتلك شخصيتنا وسط عائلة مترابطة..فنحن 3 بنات و ولدان، إيمان ومها، وأحمد الذي يعمل مهندسا في شركة ارامكو، والدكتور هاني، أمين جدة. و طبعا الوالدة و الوالد حفظهما الله.. وعندي من الأولاد 4، وأنا شديدة الاهتمام بتعليمهم على أعلى مستوى.

*****

ماجدة أبوراس في سطور

د. ماجدة محمد أحمد أبوراس

- حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة سري البريطانية في التقنية الحيوية للملوثات البيئية تخصص تلوث البترول .

- تعمل حاليا كأستاذ مساعد في كلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة قسم التقنية الحيوية .

- تشغل منصب عضو مجلس الإدارة ونائب المدير التنفيذي للجمعية السعودية للبيئة.

- حصلت مؤخراً ولأول مرة على جائزة القيادات العربية النسائية للبيئة للعام 2011 م ضمن 4 شخصيات نسائية على مستوى العالم العربي من قبل المنظمة العربية الأوروبية للبيئة في سويسرا لتكون أول امرأة سعودية تحصل على هذه الريادة في حفل ستقيمه المنظمة العربية الأوربية للبيئة في منتصف العام 2012م بحضور شخصيات عالمية ذات الاهتمام بالشأن البيئي.

- في شهر فبراير من عام 2012 اختارت وكالة ناسا الأمريكية الأكاديمية السعودية الدكتورة ماجدة أبو رأس لتكون ضمن فريق ناسا العلمي لتنفيذ مشاريع علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج، وجاء اختيار د. ماجدة من المملكة العربية السعودية لتكون ضمن الفريق العلمي لوكالة ناسا الأمريكية الفضائية، حيث قررت مؤسسة الخليج الأمريكية للفضاء والتكنولوجيا والبيئة (كوت جاسي) إحدى مؤسسات وكالة ناسا أن تضم إليها العالمة السعودية في مجال البيئة والإنسان والتنمية المستدامة عضوا لمجلس الإدارة وباحث إقليمي ضمن فريق ناسا العلمي للعمل على تنفيذ مشاريع علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج والإقليم.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة