ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 31/05/2012/2012 Issue 14490 14490 الخميس 10 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

شاهد عيان

 

المتقاعدون في إنتظار تأمين «الصحة» الطبي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرياض - عبد المجيد ادريس:

قطار الخدمة مهما امتد مساره، فلا بد من بلوغه محطة التقاعد، حيث العالم الجديد الذي لن يعرف أسراره إلا من خاض غماره. مؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية، التي تتجه إليها أنظار المتقاعدين، كتبت على موقعها الإلكتروني أن من أهدافها تفعيل قنوات التواصل بين المتقاعدين وفئات المجتمع، ودعم النشاطات والخدمات الخاصة بالمتقاعدين: «لا نريد منهم أي شي، فهم أصلا لا يعملون شيئا غير إعطائنا الرواتب» يقول متقاعد بمزيج من الغضب واليأس، مفضلا حجب اسمه.

لكن الشاعر محمد صالح الغامدي، المحاضر السابق في كلية الملك فيصل الجوية، تحدث بلهجة أكثر هدوءا، رغم إحساس المرارة فيها، معبرا عن عدم رضاه عن الأداء الخدمي لمؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية تجاه المتقاعدين: «في الدول المتقدمة يطلق على المتقاعدين (المواطنون الأولون)، حيث يحظون بالأولوية في كل ما يتم تقديمه من خدمات»، ملمحا إلى الواقع الذي يعيشه المتقاعدون في المملكة، مقارنة بالحال في الدول المتقدمة. ووفقا لنائب رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين السابق الدكتور علي أحمد السلطان فإن عدد السعوديين المتقاعدين عن العمل يصل إلى ما يقرب من 650 ألف، وهم بحسب السلطان ينقسمون إلى ثلاث فئات: الفقيرة التي تطالب بما يكفيها من العيش إذ إن ما يحصل عليه أفرادها يتراوح من 1500 إلى 2000 ريال، وهذا مبلغ لا يكفي للعيش الكريم: «هؤلاء لهم حق في الحصول على ما يكفيهم» يقول السلطان، مواصلا: « هناك ثانيا الفئة المتوسطة التي كان ما تملكه يكفيها، لكن التضخم الذي عصف بالأسعار يدفعهم للمطالبة بعلاوة سنوية على رواتبهم». ويصل السلطان إلى الفئة الأخيرة وهي التي سماها بـ (الغنية)، واصفا إياها بأنها منقسمة إلى قسمين: فئة في حاجة ماسة إلى التواصل مع المجتمع، وفئة مؤهلة ومدربة وما زال عندها قدرة لكن أفرادها مهمشون.

حزمة مطالب

مطالب المتقاعدين تتفرق في عدد من الاتجاهات، غير أن الدكتور مبارك القحطاني، أحد مرتادي ديوانية الجمعية الوطنية المتقاعدين التي تقام كل يوم أحد، يلم شتاتها: «نطالب بتخفيض رسوم الإركاب على الطائرات، وإعفاء المتقاعد من رسوم الخدمات للفيزا والمستشفيات، كما نطلب الحصول على مقاعد عضوية في مؤسسة التقاعد والتأمينات والحصول على نصيب من الإسكان الخيري».

مفارقة .. وانتظار

المواطن راشد التميمي، لاحظ أن بعض المقيمين يتمتعون بخدمات أفضل من التي تقدم للمتقاعدين: «إنهم يحصلون على تأمين صحي مقابل 500 ريال سنويا، وحين يطالب المتقاعدون بذلك، يجيبونهم بأن عليهم الانتظار لأن هناك مشروعا في وزارة الصحة سيطبق في المستقبل».

سين .. وجيم !

لكن سؤالا عن السبب في ارتفاع وتيرة المطالب للمتقاعدين في الوقت الحاضر، تشكلت إجابته في حديث عبد الله الشائع وكيل وزارة البترول السابق: «الآن كثر عدد المتقاعدين، والأمور تغيرت. نعرف جميعا أن كل الأشياء لم تعد كما كانت سابقا، كما أن المجتمع لم يكن بهذا التعقيد الذي نلحظه الآن في كل مناحي الحياة». غير أن سؤالا آخر يبرز حول العوائق التي تقف في وجه الاستجابة لهذه المطالب، فيعود الدكتور علي السلطان مجيبا: «ثمة مسؤولون لا يشعرون بما يحسه المتقاعدون. لقد سبق أن رفعنا خطابا لخادم الحرمين تم تحويله إلى مؤسسة التقاعد. فقالوا إنهم مبسوطون ومرتاحون وما إلى ذلك». يضيف: «أولئك المسؤولون لا يعرفون احتياجات الناس، فهم لم يتجرعوا مرارة ما يحس به المتقاعدون».

ملمح آخر

الصورة، لحسن الحظ، ليست كلها تذمر وشكوى، فمركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض، الذي تأسس عام 1417 هـ، أرضى طلبات المتقاعدين وفقا لآراء عدد ممن التقيناهم، فهو يقدم أنشطة مفيدة ومتنوعة، ويضم ناديا رياضيا وصحيا متكاملا. كذلك هناك الجمعية الوطنية للمتقاعدين التي تأسست في عام 1426، وقد حققت إنجازات، وفقا لعبد الله الشائع، تتمثل في المساهمة بتخفيض الرسوم على بعض المستشفيات الخاصة والمكتبات: «الجمعية تعمل على ترتيب طلبات المتقاعدين ومن ثم تقديمها إلى الجهات المختصة، وهناك لجان حكومية كوّنت لدراسة طلباتها، وهي طلبات ستتحقق بإذن الله لأن الأمير نايف هو الرئيس الفخري للجمعية».

أحاديث الديوانية

* أغلب المتقاعدين الذين التقيناهم أشاروا إلى تفضيلهم مرحلة التقاعد على الوظيفة، لأنها جعلتهم أكثر تحررا وأبعدتهم عن القيود الوظيفية.

* أحد المتقاعدين سخر من قلة راتبه التقاعدي، وقال: «الله يغنيني عن مؤسسة التقاعد»، في حين تساءل آخر عن السبب في عدم شمولهم بزيادة الرواتب التي أقرت للموظفين.

* بعض المتقاعدين اشتكوا من نظرة المجتمع السلبية تجاههم، وكأن التقاعد وصمة عار. وقال أحدهم: الناس كانوا دائمي الاتصال بي عندما كنت مسؤولا، والآن عندما تقاعدت ولوا الأدبار عني.

* الدكتور علي السلطان حذر من أن النشء حين يشاهدون عدم التقدير لآبائهم فإن ثقتهم في المجتمع قد تتناقص.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة