ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 31/05/2012/2012 Issue 14490 14490 الخميس 10 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

سعد العواد (مات وهو يصلي)

رجوع

 

من الأشخاص من لا يُنسى بعد وفاته ولو مضت سنواتٌ لفقده لما يتمتع به من صفاتٍ تبقيه حيَّاً في قلوب محبيه وعارفي فضله ومن هؤلاء الذين سعدتُ بمعرفتهم ومحبَّتهم في الله الصديق العزيز الأستاذ سعد بن عبد العزيز العواد (أبو عبد العزيز) - رحمه الله- من أهل الدرعيّة, أتحدث عنه من باب ذكر محاسن الموتى, فقد عرفتُه زميلاً في العمل حينما كنَّا نعملُ في إدارة شعبة القضاة وكتَّاب العدل في وزارة العدل, وكان مثالاً للأخلاق الفاضلة,كريماً بشوشاً, لطيف التعامل, حريصاً على التواصل, وله مواقف مشرِّفة مع زملائه فقد ذكر لي أحد الزملاء الثقات لا يزال يعمل في وزارة العدل أنَّه وقف معه موقفاً لا ينساه طول حياته ومما قال لي: (إنَّه رجل المواقف) انتهى وكفى بما قاله شهادة.

سعد العواد مثالٌ للموظف المخلص الحريص على إنجاز ما يكلَّف به من أعمالٍ, ولا أذكر أنَّه أخَّر معاملة واحدة, كما يتبيّن للمجالس، له ثقافته الواسعة التي يتمتع بها, أحببتُه في الله لكثرة ذكره لله وحُسن خلُقه وأدبه, كنَّا نذهبُ سويَّاً من حين يؤَذن لصلاة الظهر إلى المسجد القريب من ديوان الوزارة وفي أثناء الطريق نجدُ متعةَ الحديث معه, كما أنَّه يستغلُّ وقت فراغه في الدوام بقراءة القرآن الكريم وكأني أراه يقلِّب صفحاته تالياً له, وكنتُ أسمعه أحياناً يلهج بالتسبيح والاستغفار أثناء قيامه بالعمل, كان ذا وجهٍ مشرقٍ وبسمةٍ لا تفارق محيَّاه, تعمَّقت علاقتي به وزادت محبتي له في الله, فلمَّا صدر قرار ترقيته في محكمة التمييز بالرياض انتقل إليها واستمرَّ تواصلنا بالهاتف وبالزيارة الأخويَّة, وبعد فترةٍ من انتقاله إلى محكمة التمييز أصيبَ بمرضٍ وأدخل مستشفى الشميسي بالرياض (مجمَّع الملك سعود الطبي) فزرته عدة مراتٍ ورأيتُ منه الصبر وكثرة الحمد والشكر لله تعالى, ولم أسمع منه أيَّ شكوى مع شدة ما يجد من ألم المرض, ثم خرج من المستشفى وعاوده المرض بعد سنةٍ تقريباً وأدخل المستشفى ثم خرج منه معافى ولله الحمد, وما زال على تلك الحال حتى فاجأني خبر وفاته أثناء الصيفيَّة - أي فترة الانتداب السنوي في الصيف- وقد أحسن الله خاتمته، حيث توفاه وهو يصلي آخر الليل بسكتةٍ قلبيةٍ وصلِّيَ عليه في مسجد ابن عبَّاس بالطائف، ونُقل إلى الرياض وصُلِّيَ عليه بجامع الملك خالد بأمِّ الحمام ودُفن في مقبرة الدرعيَّة بعد ما صلى عليه جمعٌ من الناس فيها. وأسأل الله برحمته وفضله ومنِّه أنْ يدخله الجنة وأنْ يرفع درجته مع الأبرار والصِّدِّيقين والشهداء وأنْ يجمعنا به في دار كرامته آمين.

عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري - خطيب جامع بلدة الداخلة (سدير)

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة