ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 31/05/2012/2012 Issue 14490 14490 الخميس 10 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

تعامل مأموري الجوازات في المطارات هو أول ما يقابل القادم إلى بلد ما من إجراءات حكومية. وعادة ما يحكم الزوار، إن سلباً أو إيجاباً على البلد، ومدى احترام الإنسان فيه، من خلال تعامل هؤلاء المأمورين مع الزوار. لذلك تحرص الدول على تدريب هؤلاء المأمورين، ليس فقط على إتقان مهام عملهم و واجباتهم، وإنما على التعامل بأدب وخلق حسن مع الزوار واحترامهم ومساعدتهم؛ فمأمور الجوازات في المطارات والموانئ يعطيك في الغالب انطباعاً عن سكان هذه البلاد، ومدى رقيهم وتحضرهم، فضلاً عن إكرامهم لضيوفهم.

مأمورو الجوازات في مطارات المملكة أغلبهم، ولا أقول جميعهم، يتعاملون مع الزوار ، وخاصة الطبقة العاملة، بعنجهية وغطرسة وتجبر، وأسلوب - للأسف - لا يمت للأدب بصلة؛ فتراهم يرفعون أصواتهم بالتقريع على من أخطأ، وبالتوبيخ على من ارتكب تجاوزاً ولو كان بسيطاً. فتسمع عبارات التقريع تنطلق من هؤلاء المأمورين، خاصة أولئك الذين يهتمون بتنظيم الوقوف أمام الكاونترات.

أعرف أن هناك من الطبقة العاملة من يجهل الأنظمة، أو أنه فوضوي وغير منضبط، أو أنه جاء من بيئة متخلفة، ولا يلتزم بالأنظمة والقوانين المرعية، لكن كل هذا لا يبرر إطلاقاً اللغة الجافة والتقريعية التي يُبديها هؤلاء للقادمين أو المغادرين، فبإمكانك التوجيه والضبط، بل والحزم إذا تطلب الأمر، دون التجريح والتقريع ورفع الصوت وإهانة الآخرين.

أريدكم فقط أن تقارنوا مطاراتنا وطريقة تعامل مأموري الجوازات مع القادمين والمغادرين بأمثالهم في بقية دول الخليج، حيث نشترك معهم في نوعيات القادمين وطبقاتهم وجنسياتهم، فلماذا لا نجد هذا التعامل الجاف والمحتقن هناك، بينما نجده مُتفشياً في مطاراتنا إلى درجة يندى لها الجبين؟

بودي لو أن إدارات الجوازات أوكلت لإحدى الدور الاستشارية المتخصصة مهمة استقصاء لآراء للقادمين والمغادرين في مطاراتنا من جميع الطبقات، أكاد أجزم أن النتائج ستكون ليست سلبية فحسب، وإنما مخجلة.

المطارات هي واجهة البلد أي بلد، لذلك تحرص الحكومات على الاهتمام بها وإظهارها بالمظهر اللائق والمشرف، فتصرف عليها وتعتني بها سواء من حيث التصميم والإنشاء أو الخدمات وتيسير الحركة واختصار الزمن مستخدمة التقنية الحديثة لتحقيق هذه الغاية. ومهما صرفت الدول على المطارات وارتقت بتصميمها وإنشائها وجمالياتها وخدماتها وصيانتها يبقى (الإنسان) في هذه المنظومة هو الأهم، فهو العنصر الذي يظهر تميز هذه الدولة من تلك، فالآلة والبناء والنظم بل والتصاميم والإنشاءات بإمكانك استيرادها إذا كنت تملك المال، أما الإنسان فهو العنصر الذي لا تصنعه الثروات وإنما يصنعه تقدم الدول ورقيها ومدنيتها؛ إنه أول مؤشر يلقاك تستطيع من خلاله أن تلحظ مدى اهتمام هذه الدولة أو تلك بالتنمية البشرية و الرقي بمواطنيها.

إنها دعوة صادقة أضعها أمام المسؤولين في الإدارة العامة للجوازات للاهتمام بهذا الجانب الهام، والذي أراهم عنه غافلين، أو أنهم لا يعيرونه الاهتمام الكافي، وتلمس الأسباب التي من شأنها الارتقاء بتعامل جميع العاملين في المطارات، وخاصة مأموري الجوازات؛ فحبذا لو خضع من يعملون في هذا الحقل لتدريب مكثف من قبل متخصصين في العلاقات العامة لترسيخ كيفية التعامل مع الناس، وتنمية الشعور الوطني لديهم بشكل أكبر؛ فإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه -كما يقولون- فإن الأوطان اليوم تقرأ من مطاراتها.

إلى اللقاء..

 

شيء من
مأمورو الجوازات في المطارات
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة