ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 31/05/2012/2012 Issue 14490 14490 الخميس 10 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أعتقد أن من حق أي كاتب رأي أن يشعر بالشك أحياناً، حول أي خطوة تتم دونما يشار إليها من قبل، خطوة تتخذ بخصوص أي كاتب رأي دون أن يكون له رأي فيها، وأعني بذلك جمعية كتّاب الرأي التي أعلنتها وزارة الثقافة والإعلام، ولعل الشك الذي يساورني ككاتب رأي، وككاتب في الأدب قبل ذلك، هو أنه إذا كان الأمر بسيطاً وعاجلاً لصدور الموافقة على إنشاء جمعية كتاب الرأي في البلاد، لماذا إذن مضت سنوات وسنوات على المطالبة بإنشاء جمعية أو اتحاد الكتاب السعوديين، دون أن تظهر أو يتم اعتمادها؟

سألتني صحف كثيرة عن رأيي في جمعية كتّاب الرأي، وكنت أرى أن الجمعيات أو الاتحادات أو النقابات، أيا كانت تسميتها، هي في العموم نقابات مهنية خاصة، تخدم المنتسبين للمهنة، دون أن تخضع لأي جهة مؤسساتية رسمية، فلا جدوى أن تكون جمعية كتّاب الرأي تنتمي لوزارة الثقافة والإعلام، وذلك لسبب بسيط، وهو اختلاف الهدف والطموح، حيث الوزارة جهة رسمية حكومية، والجمعية جهة مستقلة تستقي مواردها من أعضائها مباشرة، مما يمنحها الخصوصية والاستقلال في اتخاذ القرارات.

كنت أرى أن هذه الجمعية إذا كانت تحافظ على أعضائها وحقهم في الكتابة والحماية وحرية الرأي، فهي بالتأكيد جمعية مهمة، يناشد الجميع بوجودها، أما إذا كانت مجرد تنظيم إجرائي يتعرض للتوجيه أحياناً، في الكتابة حول قضية ما، بمعنى أنها تكون مجرد وسيلة لتوجيه الرأي العام، فأرى أن ذلك سيتحول إلى التحكم بمصير الكتابة، وهو أمر يتنافى مع توجّه البلاد نحو منح المزيد من الحريات، بما يعود علينا، وعلى المواطن بالتقدم والتطور، خاصة أن قائد هذه البلاد يخاطب هذا المواطن بقوله: ما أنا إلا منكم، وأنا خادم لكم، خادم للصغير، خادم للكبير.

هذا العصر الذي يؤكد على المواطنة، وحب الوطن، وخدمة المواطن، هو ما يميز أهداف معظم كتّاب الرأي العام في البلاد، كما أظن، وبالتالي على هذه الجمعية إذا كانت ستمارس دوراً حيوياً ومهماً، أن تحمي الكاتب من أي ملاحقات أو مساءلات قد يتعرض لها، أن تقف معه في حال تعرضه للإيقاف الجبري عن الكتابة، أن تفسح له كل السبل للكتابة الحرّة النزيهة، بشرط ألا يعتدي على حريات الآخرين وحقوقهم، أو الإساءة الشخصية لهم.

أظن أن معرفة الكاتب الصحفي، أو كاتب الرأي، لحقوقه وواجباته، واحترامه للآخرين، يعني أنه لا يحتاج إلى توجيهه بذلك والتأكيد عليه، أما ألا تختلف جمعية الرأي عن جمعية الصحفيين، فهو أمر لا جدوى منه، خاصة أن معظم الصحفيين لا يشعرون أن جمعيتهم قد قدمت لهم ما يستحق الانتساب إليها، سواء على مستوى الأمان الوظيفي أو المزايا المقدمة للمنتسبين إلى المهنة، أو البيانات التي تصدر عنها في صالح الصحفيين المتضررين في حالة ما، أو الوقوف مثلاً مع من يتعرض إلى الفصل التعسفي من مؤسسة صحفية ما، أو تطوير المهنة بإنشاء معاهد تدريب متخصصة، أو منح جوائز تشجيعية لأصحاب المهنة، وما شابه ذلك.

 

نزهات
جمعية رأيك أم رأيي؟
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة