ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 01/06/2012/2012 Issue 14491  14491 الجمعة 11 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

قصاصات، انتشلتها من رجيع مقالات لم تغفل عنها عين الرقيب. قُصاصات، هي زبدة مقالات لم ترَ النور، أقدمها اليوم دون خض يوقظ الرقيب، قد أوجزت الطويل منها وأبهمت فيها الصريح، فاكتفيت في قصاصاتي بالتلميح دون التوضيح.

1. اللجان والقرار

اللجان مقبرة القرارات، والفردية مظنة الخطأ والتهور. ونحن في اللجان طرفان متناقضان. إما أن نعرقل من أجل هوى أو مصلحة أو غيرة وحسدا، أو نمشي الأمور مجاملة. وفي كلا الحالتين -فكما يقال- «الدم متفرق في القبائل». فالقرار إن كان صائبا لا يُحسب لفرد فيكافأ عليه، ولا هو كذلك يسجل ضد آخر فيُحاكم به إن كان القرار مصيبة على الوطن.

ونظرا «لخصوصيتنا» فلا حل يجمع بين مزية اللجنة -في كونها فكرا جماعيا- وميزة الفردية -في كونها تحيي المسئولية والإنجازية- إلا أن تُشكل اللجان بكون أعضاؤها -ما عدا الرئيس- مجرد مستشارون فقط، والقرار فيها للرئيس له أجره إن أصاب وعليه وزره إن أخطأ.

ويجب أن يكون الرئيس هو المخول بوضع نصف أعضاء اللجنة، والنصف الثاني يُفرض عليه، من أجل تحقيق التوازن بين المسئولية والرقابة.

فمن أسباب الضيعة عندنا وتأخر القرارات هو أن يُكلف مسئول واحد بعشرات المهام ويرأس عشرات اللجان ويشارك في عشرات أخرى، فلا والله هو درى عن هذه ولا تلك، ولا حمل هما لذلك فهو غير محاسب ولا مُطالب، إنما هو قرار اللجنة.

وحتى لو افترضنا أن مسؤولينا وأعضاء اللجان عندنا كانوا بصدق يوسف عليه السلام، وجرأة الفاروق، وأمانة أبي عبيدة بن الجراح، وذكاء القاضي إياس، لما استطاع أحدهم الإحاطة والإدراك بكل ما يكلف به. لذا فتراه يوافق بلا فهم، ويعارض بلا سبب، ثم نتساءل بعد ذلك: لم تتعطل المصالح وينتشر الفساد!

2. طرفان من الإقطاعية والاشتراكية!

خصوصية مجتمعنا كوننا بأننا طرفان نقيضان من الاشتراكية والإقطاعية، نأخذ الأسوأ منهما. فلم نقتبس من الشيوعية المساواة بل اقتبسنا منهم التكتيم والتشكيك وانعدام الثقة وإعطاء المسئول مرتبة الربوبية فلا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. واقتبسنا من الإقطاعية صورتها الأصيلة الطبقية البغيضة، فيتملك قلة للأراضي، فلا هم يحيونها فينتفع بها الناس كما في الإقطاعية، ولا تفرض عليها زكاة ولا ضريبة. بينما تؤخذ زكاة شويهات عجوز في الصحراء، وهي لم تُجمد مالا ولم تعطل مصلحة بل قدمت غذاء وحياة للمجتمع.

3. وهم التغريب أم واقع التهويد

بكى المتباكون وتذامم البُسطاء والسطحيون والدجالون: أن أدركوا البلاد والعباد، فمشروع للتغريب يُحاك في الخفاء. فيا ليت شعري، ما لهم انشغلوا بوهم التغريب وتجاهلوا واقع التهويد الحاصل في اقتصاديات الحيل والصيرفة الإفلاسمية.

4. حجة الفاسد والبليد

من عجائب قومي أنهم تشربوا خدعة عدم الإجابة على ما يكتب في الصحافة. فهذا تافه لا قيمة له، وهذا يريد الشهرة وذلك مروج إشاعات، وهذا لا يدري ما هي الحقيقة، والصمت حكمة، وقليل فاعله، فتزينوا به. فتلحف بهذه الحكمة الفاسدة الباطلة -في هذا الموضع- كل فاسد وكل بليد حتى اختلط الصالح بالطالح والصدق بالكذب والإشاعة بالحقيقة، ثم يخادعون أنفسهم وبلادهم وقومهم بأن هذه هي الحكمة اليمانية والرأي الألمعي. ولو أجابوا على الصحافة لتميز الصالح والطالح من كلا الجانبين، سواء الصحافة أو المسئولين. ولما احتجنا إلى هيئة لمكافحة الفساد، ولتطورت الصحافة وارتقت في بلادنا. وهناك في معقل «الرأسمالية» ارتقت الصحافة وتأهلت للمسئولية بتجاوب المسؤولين معها. فأصبحت الصحافة عين المجتمع، ويدا للحكومة على الفساد تفضح ما وراء الكواليس، فلا توجد حواجز النفاق والتملق التي أعمت أبصار مسئولينا وأصمت أسماعهم، فمن الخصوصيات المسكوت عنها عندنا إطلاق وصف الذئب -مفخرة- على الرجل إذا كان نهابا دجالا، وأما الكلب عندنا فهو النباح الذي يُطارد الذئب.

hamzaalsalem@gmail.com
تويتر@hamzaalsalem
 

المسكوت عنه
من قصاصات مقص الرقيب
د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة