ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Friday 01/06/2012/2012 Issue 14491  14491 الجمعة 11 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

سجنٌ صنعناه بأيدينا.. (الصور)!!
شذى عبدالعزيز العجلان

رجوع

 

في مجتمع فيه ظروف اجتماعية تحكمها تقاليد بالية لا تواكب العصر ولا التطور..

وفي أنماط حياةٍ قديمة تقف في وجه أي ثورةٍ تكنولوجية معاصرة، وفي أفراد أساءوا استخدام كلِ جديد..

تحت ظل هذه الأوضاع وهذه الظروف، ظهرت عقبات كثيرة منعت مجتمعنا من أن يواكب عصره الحديث ويساير كل تقدم..

.. عقبات شتى وقفت فجواتٍ في سلم رقينا..

ومن الأمثلة على ذلك.. الصور.. تلك الوسيلة التكنولوجية التي نسجل بها أحداثنا ولحظاتنا الحلوة..

تلك التقنية التي تحفظ لنا الأيام وتحفظ لنا الأشخاص، تلك التقنية التي بها يمكن أن نزين الجدران ونعيد الماضي في جلساتٍ عائلية دافئة..

تلك التقنية التي لن نحصي فوائدها مهما عددنا منها في هذه السطور!!

فوجئنا بها في مجتمعنا تصبح نقمة!! تصبح أداةً تهديد!! تصبح أداة انتقام!! وصرنا نخاف مجرد سماع أن شخصاً التقط صورة!!

ونبدأ في التفكير هل كانت الصورة لي؟؟ هل وُجهت الكاميرا إلى مكان جلوسنا؟؟ هل.. وهل.. وهل...... أسئلة لا تنتهي..

حتى منعت الكاميرات وجوالات الكاميرا في كل تجمع نسائي!! وأصبح هناك تفتيش مشدد على كل زائرةٍ لمكانٍ نسائي..

وأصبحت النساء في كل مجلس يجلسن متوترات خائفات حذرات، علّ إحدى الموجودات تمكنت من الدخول بجهازها وسوف تصورهن!!

حتى في مجالات العمل، أصبحت الإدارات النسائية تحذر دائماً أن المسؤولية عليكِ أنتِ أيتها الموظفة!! انتبهي لنفسك فنحن نخلي مسؤوليتنا لو حدث تصوير!!

خوفٌ انتابنا من الصور وخطر أن يحصل أحدٌ على صورتك!! حتى أصبحت المراهقات في المدارس والأماكن العامة يستخدمن هذه التقنية للانتقام من أي فتاةٍ أضرتها أو بينهما خلاف!!

كل هذا يحدث لأننا أسأنا استخدام التكنولوجيا.. يحدث لأن عاداتنا تقتضي أن الفتاة لا يمكن أن تتبادل وصديقاتها صورهن للذكرى..

ما العيب وما الخطأ لو ظهرت صورة بدون قصدٍ من الفتاة؟؟ صورةٌ بريئة لها خالية من أي إيحاءات أو مواقف فاضحة أو مخلّة؟؟

رغم أن وسائل التكنولوجيا تطورت وأصبح ممكناً فعل كل شيء بصورة، إلا أن ذلك ليس كافياً لأن نسجن أنفسنا في رعب دائم بسبب الصور. فالشخص بسمعته وأخلاقه قبل أن يكون بصورةٍ تسربت خطأً أو عبث بها عابث لا يقدِّر معنى المسؤولية..

كل ذلك لِمَ؟؟ لأن مجتمعنا تعود على عادات بالية، لأن مجتمعنا مجتمعٌ يرى الظاهر ولا يبحث في خوافي الأمور!!

 

رجوع

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة