ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 02/06/2012/2012 Issue 14492 14492 السبت 12 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

علامات ودلائل جرائــم النظام السوري واضحة لا يمكن لأحد طمسها أو إخفاءهــــا. نحــن في عصر مختلف تماما لا يمكن القبول فيه بتبريرات من عصور ما قبل عصر التقنية، وهو عصر ينتقل فيه الصوت وتبث الصورة في جزء ضئيل من الثانية مهما حاول النظام مصادرة أجهزة التسجيل والكاميرات ومنع وسائل الإعلام, فصورة من جوال في يد شاب صغير مختبئ عن الشبيحة كفيل بكشف كل شيء.

ظل النظام السوري طيلة الأشهر الماضية يقدم ذرائع واهية للمجتمع الدولي هي أوهي من بيت العنكبوت إذ في الوقت الذي تعمل فيه آلته العسكرية وشبيحته القتل والتصفية والتنكيل والتعذيب بشعبه الأعزل يقوم بقلب الحقائق ويموه على المجتمع الدولي الذي بات يعرف أدق التفاصيل عن الوضع الداخلي في سوريا. بعد لقائه الأخير بالسيد كوفي عنان صرح بأن نجاح خطة مبعوث الأمم المتحدة يعتمد على وقف الأعمال الإرهابية والتزام الدول التي تقوم بتمويل وتسليم وإيواء المجموعات الإرهابية بهذه الخطة، وهو بذلك يلقي باللائمة على من وصفهم بالمجموعات الإرهابية، واتهامهم بممارسة أعمال القتل والخطف بحق المواطنين السوريين، إضافة إلى أعمال السلب والنهب والاعتداء على المنشآت بإحراقها وتخريبها.

لا أدري من يقصد بالإرهابيين: هل هم أركان جيشه أم شبيحته الذين يرفعون شعارهم القذر”شبيحة للأبد كرما لعيونك يا أسد” ويذلون أبناء الشعب ويأمرونهم بالخضوع لسيدهم بشار الذي قال لهم أنا ربكم الأعلى أسوة بسلفه الهالك قبل قرون فرعون؟ أم أن الإرهابيين في نظره من يتعرضون للمطاردة والتهديد بالتصفية والقتل، أم آلاف اللاجئين من أبناء الشعب السوري والذين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة فرارا من الموت؛ إذ يوجد منهم في الأردن فقط مائة ألف لاجي سوري؟ هل الإرهابيون هم المواطنون السوريون الذين ثاروا على الحاكم الظالم الذي قسم شعبه إلى قسمين من مبدأ طائفي قذر فطائفة علوية تتمتع بكل الميزات والمناصب، وطوائف أخرى مسحوقة حكم عليها بالتهميش والفقر والعوز ومطاردة أجهزة المخابرات وبقية الأجهزة القمعية في منظومة نظام دموي يتلذذ بممارسة عمليات الإجرام والتصفيات الجسدية وحفلات الذبح اليومية وحمامات الدم؟.

نظام يسلك نهج الطغاة السالفين عبر التاريخ، وما بشار إلا طاغية جديد في سوريا لازلنا نتابع مسلسله المعروض أمامنا منذ شهور لم يعتبر بكل الطغاة عبر التاريخ ولا بنهاياتهم المحتومة، فكل طاغية مهما طال أمده لا بد أن تكون نهايته بصورة غير متوقعة أبدا، وله أن يعود قليلا للوراء ليرى بعينيه صور نهاية صدام حسين وأخيرا القذافي بنهايات أقرب إلى الخيال منها للواقع.

نهاية كل طاغية تبدأ بنقطة تحول في مسار الأحداث، وحادثة الحوله تمثل نقطة تحول في مسلسل سقوط طاغية دمشق ستظل عالقة في الأذهان لسنوات طوال، هذه الحادثة أفرزت ردود فعل واسعة وأول ردود الفعل العملية على هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل معظمهم من الأطفال طرد السفراء السوريين في أمريكا وفرنسا وايطاليا وألمانيا واسبانيا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا وكندا واستراليا، والبقية في الطريق، ما يعني أن حبل المشنقة بدأ يضيق حول رقبة بشار، وأن عزله أصبح حقيقة واقعة، وأن لا طريق أمامه سوى التسليم والمغادرة أو انتظار مصيره المحتوم.

shlash2010@hotmail.com
تويتر abdulrahman_15
 

مسارات
في سوريا.. عرض مسلسل نهاية طاغية
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة