ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 02/06/2012/2012 Issue 14492 14492 السبت 12 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

قبل عقد أو أقل، وفي صباح ثلجي من صباحات اسكتلندا المشهودة، كنت أستعد لسماع اسمي يُتلى أمام حضور مراسم احتفال التخرج بعد حصولي على درجة الماجستير في جامعة جلاسكو.. كانت لحظات تاريخية، جثا القلب فيها في محراب الأحلام، لا يستشعرها سوى من مر بتجربتها!..

***

استعدتُ تلك الذكرى وأنا أشاهد زفة الخريجين والخريجات في برنامج الابتعاث في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام. 6000 طالب وطالبة من تخصصات مختلفة ومميزة يحزمون حقائبهم للعودة إلى الوطن، والانضمام لقوة العمل والإنتاج. ورغم كل ما قيل عن أزمة البطالة وإشكالية خلق فرص العمل لهذه الشريحة النوعية من الشباب إلا أن الفرحة والابتسامة كانتا تعلوان فوق ركام التخويف والتيئيس!

***

لستُ قلقاً من توافر فرص العمل المناسبة لهؤلاء العائدين بسلاح العلم والمعرفة..لكن القلق يتملكني من خطر تدجينهم في بيئة عمل تقليدية، تفتقر إلى التخطيط والإدارة والإبداع الوظيفي؛ ليتحولوا إلى مجرد حطام وظيفي، يدور في رحى الأخطاء والرتابة!.. أخشى أن يتضاءل العائد على الاستثمار التعليمي في برنامج الابتعاث التاريخي والطموح الذي رعاه الملك عبدالله إلى درجة متدنية..وأن تسقط من سلاله ثمار المعرفة والتنوع التي يحملها الشباب والفتيات بسبب عدم قدرتنا على حملها ووضعها في مكانها الصحيح! ..أخشى أن يقود الحظ العاثر أحدهم أو إحداهن إلى العمل مع مدير أو مديرة يقول أو تقول لهم او لهن بصوت مستفز «تراك في السعودية ما أنت في أمريكا!!»..

***

تلك المليارات من الاستثمار التعليمي النوعي التي رسم خادم الحرمين الشريفين طريقها في عقول الشباب والفتيات لا بد أن نخلصها من براثن ثقافة عمل رتيب وأداء إداري وتخطيطي تقليدي يجهز على الإبداع والابتكار ويئد المبادرات.. كان الأجدر بوزارة التعليم العالي - وهي الجهة التي تشرف على مشروع الابتعاث الضخم والجبار - أن تعمل مع وزارة العمل على إقرار عدد من التشريعات التي تساهم في إعادة تأهيل بيئة العمل بما يحقق لهؤلاء الخريجين والخريجات فرص الأداء الأفضل.. ولكي لا أكون مثالياً سأضرب مثالاً واحداً وهو إلزامية تطبيق الحوكمة على الشركات.. هذا العدد الكبير من الشباب والفتيات يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الأداء وتغييراً حقيقياً في ثقافة العمل والإنتاج المحلية لو وجد البيئة المناسبة والفرصة المواتية.

***

أخيراً.. يذكّرني تجاهل هذا الأمر بحكاية الرجل الذي جاء إلى أحد المفكرين يسأله عن الطريقة المثلى لتربية ابنه.. فسأله المفكر عن عمر الصغير؟ فأجاب الرجل: 9 أشهر.. قال له المفكر: لقد تأخرت كثيراً.. كان الأجدر بك أن تسأل هذا السؤال قبل الارتباط بوالدته!

دمتم بود، وإلى لقاء.

fahadalajlan@
 

عاجل للإفادة
«تراك في السعودية!»
فهد بن عبد الله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة