ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 04/06/2012/2012 Issue 14494 14494 الأثنين 14 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تشكيك البعض في جدوى، أو أهلية السياحة هذه الأيام قد يكون في مكانه، لأنه لم يعد هناك مكان يزمع المسافر أن يذهب إليه إلا ويضع حوله عشرات الأسئلة التي تشي بالتردد والتفكير والحيرة في أمر بعض تلك البلاد والمناطق والجزر الدانية والنائية، وربما تتمحور أبرز الأسئلة حول الراحة والأمن والهدوء بمختلف أشكاله.. لكن الحدس أو ظن الدائم أنه لم يعد هناك بلد يمكن أن يكون وضعه ومزاجه العام قابلا للتفاعل السياحي هذه الأيام.

فمن يعلل هذه الأمور على هذا النحو ربما هو من يعيش على الكفاف والفتات، فهو يسوق لذاته ولأهله ولمن حوله المبررات لعدم التحرك ظاهرها الوضع السياحي العام وباطنها ضيق اليد، أو خواء الجيب لينمو شعوره الصحيح بعدم الجدوى من شد الرحال إلى مدن وعواصم ودول أخذت بالفعل تعاني من فرط الزحام البشري وارتفاع حرارة الأجواء وغلاء المعيشة وتفاقم مشكلات الخدمات وندرة الماء حتى أن الوافد إليها قد لا يجد ما يبهج، أو يريح النفس.

فالبلاد التي كان يضرب فيها المثل في الماضي، في اعتدال الأجواء صيفاً وتدفق الماء بات أهلها يعانون من تغير الطقس وتقلبات المناخ وزيارات قوافل الغبار المحلي أو المنقول من صحار بعيدة..

فلم يعد لتلك المدن والأماكن سوى اسم الشهرة وبريق مجد السياحة الغابر، لأن الحياة تغيرت، وتبدل كل شيء فيها فلم تعد هي ملاذ المتعبين.

ومع تتابع التحولات وتفاقم التغيرات وديمومة بعضها جعل من السياحة الإقليمية والعالمية مشاريع مؤجلة، وأوقاتها غير مناسبة، على نحو غلاء الأسعار في عواصم ومدن دول أوربا، وسخونة اليورو ولسعات الدولار، حيث باتت الرحلات شاقة، ناهيك أن هناك من يشير إلى كوارث التلوث وقلة الاهتمام بالطرق ووسائل النقل وتخزين الغذاء.

ومن يفضل السياحة العربية لا بد له أن يكتشف أنها الأصعب في ظل هذا التواتر السريع للأحداث وتقلبات مزاج الحالة السياسية والاجتماعية وتناقص الخدمات وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود، فبالرغم من أن بعض الدول العربية تستعد كما تزعم لاستقبال السائح العربي إلا أنها ترفع الأسعار بشكل خيالي احتفاء بهذا الزائر؟!

أما من يريد السياحة هذه الأيام محلية فإنه سيلفيها على حالها.. إذ لم تتغير عن ما هي عليه منذ أعوام، فهي تعاني من ضمور في التطوير وقلة في الخبرة وتكبيل المنطلقات السياحية بكثير من المعوقات والمحاذير، وربما أهمها تردي الخدمات.. وما غابة “رغدان” في منطقة الباحة إلا أقوى دليل على أن السياحة المحلية ليست على ما يرام.

أما إن أردت السياحة في مدينتك على نحو العاصمة الرياض ونعني (في البيت) فإن الحر والإجهاد والروتين سيكون حاضراً بقوة لذلك فإن الأمر لا يبتعد كثيراً عن معاناة السفر والمطارات والذهاب والزحام محلياً وعربياً وعالميا فما عليك إلا أن تسوف وتؤجل:ـ ففي الغد أمل، وربما في العام القادم تتحسن الأمور.. على نحو (بعد الربيع) أو (بالعيد)!

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
السياحة المضمونة
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة