ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 05/06/2012/2012 Issue 14495 14495 الثلاثاء 15 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

القدس، هذه المدينة العريقة التي تحتضن أولى القبلتين وثالث المسجدين المباركين، القدس، هذه الصورة المضيئة التي تحمل ملامح عددٍ غير قليل من أنبياء الله ورسله الكرام الذين بعثهم الله لإرشاد الناس إلى الحق، وإنقاذهم من الباطل، ودعوتهم إلى الخير، وحمايتهم من الشر.

القدس ليست ذلك الموقع الجغرافي المعتق الذي عطّرته أحداث تاريخية عظمى فحسب، وليست تلك المدينة التي ينطوي عليها أهلها حباً وحرصاً وحماية فحسب، وليست تلك المساحة التي تحتضن ما بني عليها من المساكن القديمة والحديثة فحسب، ولكن القدس قيمة روحية عظيمة تستقر في وجدان كل مؤمن بالله، لأنها أرض النبوَّات، ولأنها الحضن الدافئ الذي يحتضن المسجد الأقصى المبارك، ولأن أعظم حدث وقع على وجه الأرض «حدث الإسراء والمعراج» ارتبط بها وبمسجدها المبارك، ولأن علاقتها بمكة والمدينة علاقة حميمة لا تنفصم عُراها، وهي علاقة متصلة بالله عز وجل الذي ميَّز المساجد الثلاثة «المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، والمسجد الأقصى بالقدس» عن غيرها من المساجد التي بُنيت وتبنى على وجه الأرض، فكيف بغيرها من الأماكن؟

القدس قلعة تاريخية ضخمة، وصرح حضاري جليل القدر، راسخ المكانة، ومصدر غني من مصادر الإلهام الروحي في تاريخنا الإسلامي العريق، بل في تاريخ البشرية كلها.

القدس منبع متدفق من منابع عقيدتنا وأصالتنا وشموخ أمتنا، ونهر رقراق من الأنهار الصافية التي تغذي عقولنا وقلوبنا بأعظم مواقف التاريخ، وأرقى تعاليم الإسلام لأن الدين عند الله الإسلام، كما تغذي مواهبنا الأدبية وقدراتنا الإبداعية بأجمل العبارات والصور الفنية البديعة.

لقد اشتعلت أحداث أمتنا وقضاياها الساخنة في هذه الحقبة الزمنية حتى أصبحت شغلنا الشاغل، كباراً وصغاراً، وكيف لا تكون شغلنا الشاغل وهي أحداث جليلة تجتاح بلاد المسلمين جميعاً، وهي أحداث ضخمة جداً، لا يملك من رآها وعايشها إلا أن يتفاعل معها، وينشغل بها. وهنا نرى جميعاً كيف تراجعت القدس عن مواقع الصدارة في اهتمام المتابعين، وأصبحت أخبارها في الصف الثاني أو الثالث من نشرات الأخبار عربياً وغربياً، مع أن القدس تتعرض هذه الأيام لاجتياح يهودي خطير، وسياسة صهيونية خبيثة تهدف إلى تفريغ القدس من سكانها الأصليين، وطردهم من منازلهم بعصا القوانين الجائرة.

إن قضايانا كلها كالروافد التي تصب في قضيتنا الكبرى ألا وهي قضية القدس ومسجدنا الأقصى، وفلسطين السليبة، فهل يمكن أن نُلملم شتات عقولنا وقلوبنا ونفوسنا، ونستعيد قوانا النفسية والعقلية، ونرتب مواقفنا ترتيبا صحيحاً نتعامل فيه مع قضايانا كلها باهتمام متوازن؟

ذلك ما أرجوه ولو كان «إعلامياً» فقط، فالإعلام بأدواته المختلفة يستطيع أن يبرز قضية القدس والأقصى بصورة تتناسب مع حجم المؤامرة اليهودية التي بدأ تنفيذها منذ سنوات وهي الآن في مراحلها الأخيرة من التنفيذ.

* إشارة:

القدس أعظم عند الله منزلةً

من أن يحررَّها فِسقٌ وعصيانُ

 

دفق قلم
إحياء قضيَّة القدس
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة